المراهقة

L’adolescence

 

 

   يعود اصل مصطلح "المراهقة"  للكلمة اللاتينية "adulescens" والتي تعني (قيد النمو) ، او (في طريق النمو).لم تكن هذه الكلمة خاصة باي فترة من فترات النمو . في روما القديمة كانت تطلق تسمية (adulescens) او مراهق على الشباب الرجال الممتدة اعمارهمن من 17 الى 30 سنة.اما الفتيات فكانت تطلق عليهن تسمية "uxor"  بمجرد انتهاء الطفولة.

  تعني "المراهقة" في اللغة العربية ان الشيء قارب النضج.

 تتميز بانمو في المجالات المهمة الثلاث (جسمي، عقلي،اجتماعي)

  النمو الجسمي: ظهور تغيرات فزيولوجية لكلا الجنسين ، فترة حرجة و حساسية زائدة مقابل النقذ

  النمو العقلي: الانتباه،التركيز،الاستدلال ، الميول

  النمو الاجتماعي:  -   يميل إلى الجنس الآخر ويؤثر هذا الميل على نمط سلوكه.

-         يدرك حقوقه وواجباته باتساع دائرة علاقاته الاجتماعية.

-         الاهتمام بمجال معين او اكثر (فن،سياسة......).

 

قد تتخلل المراهقة بعض الاظطرابات، كاضطراب السلوك الجنسي، الغذائي، العناد، المعارضة والتحدي. تكون احيانا عابرة و تتطلب احيانا تدخلا متخصصا باعتبار مدة نشاطها و حدتها.

 

  تختلف المراهقة عن البلوغ حيث ان المراهقة ظاهرة نفسية-اجتماعية اما البلوغ فهو ظاهرة فزيولوجية بحثة تعلن عن قدوم مرحلة المراهقة.

هي مرحلة انتقالية، تفصل مابين مرحلة الطفولة و سن الرشد ، قد تكون فترة حرجة بالنسبة للمراهق ومحيطه ، وقد تكون فترة عادية ظاهريا بدون مشاكل .

 خامس مرحلة بالنسبة لمدرسة التحليل النفسي، اين تشهد اعادة تنشيط الصراع  الاوديبي .

 يلجا المراهق خلال هذه الفترة لمكانزمات دفاعية لتخفيف القلق المرتبط بها ومنها الاستعلاء اين تمر المراهقة ظاهريا بسلام وبدون مظاهر المراهقة الاعتيادية و المالوفة، كما ان المراهق قد يطلق العنان لحياته الجنسية ليعيش فترة مراهقة فعالة ، نشطة (طريقة الكلام، اللباس، تسريحة الشعر.......) .


ايريك ايريكسون (1902-1994)

ERIK ERIKSON

                                      

 

   محلل نفسي ونفساني مختص في علم النفس النمو،مزدوج الجنسية (امريكي-الماني) ، صاحب نظرية النمو النفس-اجتماعي المرتكزة على ثمان مراحل.

  حسب نظريته فان النمو لا يتوقف عند سن معين نبل هو مستمر طوال حياة الفرد.

  كل مرحلة من النمو تتميز بازمة نتيجة تعارض بين قوتين متعاكستين ،ومن الضروري ايجاد لحل لهذه الازمة من اجل تحقيق التوازن النفسي و المضي قدما.تاخذ الازمة حسب نظرية"ايريك ايريكسون" معنى ايجابيا من حيث انها تسمح للفرد بالتطور.

  للمرور الى مرحلة تالية وجب ايجاد حل لازمة المرحلة الحالية.

  لنمو طبيعي يحتاج الفرد الى التفاعل مع البيئة التي يعيش فيها ، اذ ان تفاعل العوامل الداخلية للفرد مع عوامل بيئته الخارجية ضروري .

  يرجع فضل استعمال مصطلح "ازمة الهوية" خلال مرحلة المراهقة ل" ايريك ايريكسون" .

 

       مراحل النمو حسب  "ايريك ايريكسون" :

 

1-    الثقة – اللاثقة او الحذر( 0-18 شهرا) : للانفتاح على العالم الخارجي، وجب على موفر الرعاية العمل على توفير جو من الثقة والليونة في التعامل، اهتمام الام بالرضيع خلال هذه المرحلة يجب ان يكون غير مشروط. لكن و بما ان الاعتدال و التوازن مطلوبان لنمو صحيح فعاى الام العمل على ذلك من حين لاخر.

 

2-    الاستقلالية او التحكم الذاتي – الشك و الخجل (18 شهرا – " سنوات): تطابق هذه المرحة ثاني مرحلة في نظرية النمو الجنسي حسب "سيكموند فرويد" ، اذ يصبح بامكان الطفل التحكم باستقلاليته فيما يتعلق بعمليات الاخراج ، يقوم بالاخراج ان شاء و يمتنع متى شاء ايضا.فاخراجه يسر امه و امتناعه المتكرر يثير غضبها و اشمئزازها وعليه ومن اجل نمو متوازن فان الشعور بالاستقلالية وممارستها من خلال الاخراج يجب ان يتساير مع الشعور بالخجل من ابتزاز الام وغضبها من جهة و الشك في الحذر في استقلاليته .

 

 

3-    المبادرة – الشعور بالذنب (3 – 6 سنوات): تتصادف هذه المرحلة مع الدخول للمدرسة،بعد التحقق ولو جزئيا من استقلاليته يعمد الطفل على تسطير اهداف و تحقيق طموحات .رهان هذه المرحلة هو تحقيق اهداف و المضي في طموحه دون الوقوع في الخطا المعرض للعقوبة من جهة و الشعور بالذنب المتولد عن الركوض خوف من ارتكاب الخطا من جهة اخرى.يتحقق الاتوازن خلال هذه المرحلة في القدرة و المبادرة في التخطيط لاهدفه مع الاخذ بعين الاعتبار ان الجهد الموجه لغير محله قد يعرضه لنتائج غير مرحب بها.

 

4-    العمل او المثابرة – الشعور بالنقص (6-12 سنة): يقع على المعلم واجب الا يشعر التلميذ بالنقص لتجنب الخمول و لتنمية الكفاءة.تقدير الذات معني بدرجة كبيرة خلال هذه المرحلة. فاما موجب واما سالب.

 

5-    الهوية – التباس او اختلال الادوار (الارتباك): تمتد من 12 الى 20 سنة، من اصعب المراحل او الازمات في النمو اذ يجد المراهق نفسه بين مرحلتين ، بين عمرين ، في مرحلة انتقالية، فلا هو طفل و لا هو راشد.تساؤلات المراق من الشكل "من انا؟"، "الى اين وجهتي؟" ،" ما هو هدفي؟" . فاذا سمح الاباء للمراهق بهامش من الحرية في السلوك و التفكير سيسمح له  ذلك بتحديد هويته الشخصية والاجتماعية و الجنسية، اما اذا ضيق على المراق و فرض او اماي عليه كل شيء من الاباء فسيحدث ذلك ارتباكا لدى المراق و تشويشا في تحقيق الهوية.

 

6-    الالفة – الوحدة (20 -  سنة 35): اما الفة وحياة علائقية و اجتماعية معتدلة، واما عزلة و انطواءا او فوقية واستعلاءا مما ينتج مشاكل في العلاقات البينية.

 

7-    الانتاجية – الركود (35 – 65 سنة): تحصل خلالها ازمة منتصف العمر، يقيم الفرد خلال هذه المرحلة انجازاته ، اهو راض ام غير راض ؟ ، فاما رضا و قبول و انتاجية و اما عدم رضا و رفض و ركود.

 

8-    سلامة الانا و الارتياح – الياس (فوق 65 سنة): سن الشيخوخة، قد يرى البعض انه حقق ما وجد لاجله فيشعر بالارتياح و الطمانينة، وقد يرى البعض انهم لم ينجزوا ما وجدوا لاجله فيحل الياس بهم. تتميز هذه المرحلة بظهور ما يعرف بالحكمة.

 

     


هنري فالون (1879 - 1962)

HENRI WALLON

 

       نال شهادة الفلسفة،حائز على دكتوراه في الطب ،بروفيسور بجامعة فرنسا، وفي المدرسة التطبيقية للدراسات العليا.

   تركزت ابحاثه حول علم النفس المرضي، البيداغوجيا وعلم النفس التطبيقي.

   بعد الحرب العالمية الاولى ركز جهده على دراسة علم النفس الاطفال المظربين و على النمو الحس-حركي.

  تاثر بنظرية "كارل ماركس" في تاويل العلاقة بين النفسي و البيولوجي و الاجتماعي.

  يرى – عكس "بياجي" – اسبقية و اولوية في تاثير العالم البشري الاجتماعي على الفيزيائي  المادي على نمو الطفل.

 يقسم "فالون" نمو الطفل الى مراحل ، بحيث تتميز هذه المراحل بالتقطع و عدم الاستمرارية، تتخللها صراعات .

 تتميز مراحل النمو بمايلي:

1-    التفوق الوظيفي: تبرز وظيفة معينة خلال كل مرحلة ،لتتلاشى او تختفي ظاهريا في المرحلة الموالية.

2-    التناوب الوظيفي: تتناوب الوظائف المتعلقة بالنمو، فتارة تتعلق بذات الطفل نفسه اي بشخصيته ، ةتارة تتعلق بمحيطه الخارجي او بيئته.

3-    الاندماج والتكامل الوظيفي: كل وظيفة لا تندثر و انما تضاف لوظائف اخرى لاحقة لتحقيقي تطور نوعي.

 

  ترتكز نظرية النمو حسب "فالون " على عاملين، البيولوجي و الاجتماعي. فالاول متعلق بتطور الجهاز العصبي المركزي و الثاني موكل اليه تسيير العلاقة بين الطفل و وسطه او بيئته.

  يمر الطفل بازمات خلال نمو،اذ عليه  ايجاد حلول لكل ازمة لتحقيق التطور، وبالتالي فان الزمة تاخذ معنى ايجابيا.

        مراحل النمو حسب "فالون" :

1-    مرحلة الاندفاع او المرحلة النزوية (stade impulsif) : من الميلاد الى 3 وغالبا حتى  6 اشهر،تشهد تفريغا حركيا انفعاليا في الغالب دون جدوى او هدف، المراكز  القشرية الدماغية لم تصل بعد  لمرحة النضج ، يظهر الرضيع في الاشهر الاولى ازمات تشنجية حيث تصبح مرضية اذا لم تختفي خلال هذه المرحلة.تظهر معالم الفرح و الغضب ومع ذلك يبقى الطابع الاندفاعي النزوي للمرحلة سائدا.

2-    المرحلة الانفعالية  (stade émotionnel) : من 6 الى 9 اشهر ،يصبح للحركة معنى  تعبر عن حاجة ما،انها مرحلة المشاركة العاطفية (symbiose affective) ،يستطبع الطفل اراديا و بقصد التعبير عن انفعالاته  ،اذ يصبح هذا النفعال منظما لسلوكه ،يستطيع الطفل ايضا التعرف على صورته في المراة.

3-    المرحلة الحس-حركية (stade sensori-moteur) : من 9 الى 12 شهرا،الطفل قادر على النشي ليتسع مجال تحركه ولاتعامل مع محيط اوسع،تنسيق واضح بين الادراك و الحركة،وعي بالاشياء من حوله،تظهر الوظيفة الرمزية للاشياء .

4-    المرحلة الاسقاطية (stade projectif ) : من 1 سنة الى  السنة الثانية ،تحل الفكرة محل الفعل ،ترافق الاشارة او الحركة التمثلات العقلية،يسقط الطفل نفسه على الاشياء للتعرف عليها اكثر من خلال لمسها وحملها و رميها ....، تكامل بين القطب الفكري او العقلي وبين القطب السلوكي (يقوم بسلوكات ليعجب بنفسه من جهة، وليثر اعجاب الاخر من جهة اخرى).

5-    مرحلة الشخصنة (stade du personnalisme)  : من السنة 2 الى السنة 5،يتمكن الطفل من معرفة ذاته، معرفة صورته الجسمية،وعي بالذات من خلال المعارضة و المعاندة ،يعيش الطفل وضعيات متناقضة (من خلال اللعب الذي هو بمثابة العمل بالنسبة للراشد) ،فيتقمص دورا بصفة موجبة حينا و سالبة حينا اخرا، الاندماج في جماعة العائلة يعبر عن نوع من الاستقلالية ايض.

6-    مرحلة الشخصية المتعددة   (stade de la personnalité polyvalente): من 5 سنوات الى 11 سنة،انها مرحلة التمايز، يمكن للطفل المشاركة في عدة مجموعات (العائلة ، الاقران،المدرسة، الجيران...) اذ يمكنه التاثير في هذه الجماعات من خلال التعاون والتضامن  ...، يصبح اذا قادرا على لعب عدة ادوار مختلفة ،تلعب التفاعلات الاجتماعية المعتدلة خلال هذ المرحلة من تاكيد شخصية الطفل وتجاوز الصراع و النسحاب او الاقصاء .

7-    المراهقة (l’adolescence) : ابتداءا من عمر 12 سنة، اذ تعتبر ازمة حادة يستطيع الطفل من خلالها التعرف على القيم الاجتماعية ، الاخلاقية و الثقافية لمجتمعه كي يتبناها لاحقا.

 

   بالنسبة ل "فالون" ، ان المرض العقلي هو ازمة لم يتمكن الشخص من تجاوزها ،لم يتمكن من التكيف بايجاد اتفاق او حل وسط لصراعه ، وفعل العقار انما هو مجرد تنويم او تخذير حيث لايسمح للشخص المضطرب  بالتطور.

   العلاقة بالغير مهمة في احداث الوعي لدى الشخص ، من باب ان كل شخص انما هو كائن اجتماعي .

   الجسم و صورته لدى الشخص مهمان جدا ، الامر الذي دفع ب"فالون" للحجيث عن مرحلة المراة ، فالشخص يدرك ذاته كما يراها، وبالتالي فهو موضوع خارجي قبل كل شيء.

   لحركة و للفعل و للاشارة اهمية بالغة ايضا بالنسبة ل "فالون" ، فنحن نتعامل مع بيئتنا فيزيائيا اي جسديا ، نفسحركيا.

  


JOHN BOWLBY

جون بولبي (1907-1990)

 

  ارتبط اسمه بنظرية التعلق، طبيب نفساني و محلل نفسي بريطاني الاصل. اهتم بدراسة العلاقة ام- طفل ،بالنسبة له ان الاحتياجات الاساسية بالنسبة للمولود الجديد تتلخص في العلاقات الجسدية، بقول اخر ان الرضيع له حاجة فطرية موروثة الى الثدي و الى العلاقة الجدية مع الراشد (مقدم الرعاية -  caregiver).

  يقصد بالتعلق تلك الحاجة لاقامة علاقة مع راشد على الاقل يفر الرعاية باستمرار من اجل تحقيق نمو نفسي و انفعالي عادي .

  يتعلق الرضيع بالراشد الذي يظهر اهتماما مستمرا لعدة اشهر للعلاقة معه ، في الفترة العمرية الممتدة من ستة اشهر الى سنتين.

 

 بعد هذه الفترة ، يرتكز الطفل على اوجه التعلق في انطلاقه لاستكشاف العالم الخارجي، فيتخذ منها مصدرا للحماية و الامن ، ليرجع اليها في حالة شعوره باي خطر علائقي.

 

  في نهااية الاربعينيات ،كانت دور الحضانة في لندن تعج بالاطفال المفرقين عن امهاتهم سبب الحرب.تزايد الاهتمام حينها بالنمو الانفعالي للاطفال ،نظم حينها "بولبي" ملتقى بعنوان (ملاحظة النمو الانفعالي للرضيع -  l’observation du développement émotionnel du nourisson)  .

حسب ذات العالم دائما، ان التعلق حاجة اولية و قاعدية  بالنسبة لنمو امن و طبيعي للطفل  بغية استكشاف العالم من حوله ولن يتحقق ذلك الا من خلال اوجه توفر الرعاية اللازمة من قرب واهتمام .

بالارتكاز على ملاحظاته العميقة على الاطفال و عائلاتهم، وباستغلال خبرت هفي ميدان الايتولوجيا و علم النفس المعرفي، يقول "بولبي" ان الاطفال يطورون استراتيجيات تكيفية تختلف من طفل لاخر و ذلك حسب درجة و كيفية الرعاية التي يتلقاها من محيطه، فالتعلق الامن يتيح نموا و تحكما انفعاليا متزنا ، وتقل نتيجة لذلك احتمالية ظهور اضطرابات السلوك عن الطفل و المراهق.

اصبحت نظرية التعلق نظرية محورية في مجال علم النفس و طب الاطفال وعرفت امتدادات كثيرة، على الرغمن تعرضها لانتقاذات عدة بايلاءها الام المكانة المحددة لنمو الطفل و تحميلها المسؤولية في حال ظهور اضطرابات لدى الطفل.

لم يولي "بولبي" تلك الاهمية للام في تربية الطفل ولكن طبيعة التركيبة بعد الحرب جعلت من الام هي من يتولى بمهمة التربية بينما يخرج الاب للعمل، توالت دراسات عدة بعد دراسات "بولبي" لتؤكد ان كلا من الاب و الام باستطاعتهما توفير وجه تعلق امن لضمان نمو عادي للطفل.


                                                          (1887-1974)                                                                          René Arpad Spitz  

روني سبيتز

ترتكز اعماله حول العلاقة للموضوع وحول نشاتها ، كيف ينشا كل من الموضوع و الانا ،حول مرضية هذه العلاقة للموضوع ،اضافة الى عواقب الحرمان العاطفي.                           

مرجعه" سيكموند فرويد" ونظرياته في التحليل النفسي.                                                                                                                                                      

حلل من طرف "سيكموند فرويد"  سنة 1910  واشتغل كثيرا مع "انا فرويد" ، كلف بدراسات ذات طابع بسيكوسوماتي على الرضع كما اهتم كذلك بدراسات على دور الحضانة و على        المستشفيات ،هو صاحب فكرة الاستشفاء ام  - طفل. عارض "اوتو رانك " فيما يخص صرخة الميلاد.كما عارض " ميلاني كلاين" فيما يخص وجود علاقة مبكرة للموضوع.                 

محدد النمو (organisateur de développement)هو مصطلح اطلقه "روني سبيتز" على خطوط النمو المتداخلوة و المتكاملة لتشكيل مرحلة نمو .                                  

هناك ثلاثة محددات للنمو حسب "روني سبيتز" :                                                                                                                                                      

-         ابتسامة الشهر الثالث : يبتسم الرضيع خلالها للاوجه كدليل على الادراك ، سماها "روني سبيتز" بمرحلة اللاموضوع (anobjectale) .                                   

-         قلق الشهر الثامن : مرحلة ما قبل الموضوع (stade préobjectal) ،اشارة الى تفريق الرضيع لذاته عن الموضوع.                                                       

-         ظهور "لا -   NoN"  : اشارة و قولا، كدليل على نوع من التواصل الدلالي، وهذه المرحلة هي مرحلة العلاقة للموضوع .                                                      

 

هذه التظاهرات يمكن الاستدلال عليها من خلال جسم الرضيع ، اذ انها اشارات لمراحلمعينة للجهاز العصبي المركزي ،اي انه هناك سير على خط واحد لكل من النفسي و البيولوجي.      

لا يمكن القول ان للرضيع "انا" لانه ليس بمقدوره تسيير التنبيهات المتاتية من محيطه.يبدا تشكا "انا" الرضيع استنادا على طريقة الرعاية المقدمة من الام ، ففي الشهر الثالث يكون "انا"     الرضيع هشا اذ تلعب الام "انا خارجيا" بالنسبة للرضيع ، ليتمكن هذا الاخير من بداية الاستقلالية عنها مع الشهر التاسع ليستقل ك "انا" كع بداية الشهر الخامس عشر.                      

مفهوم القلق :                                                                                                                                                                                               

يظهر القلق و يتطور من خلال مراحل ثلاثة :                                                                                                                                                             

1-    الضغط  (tension): هو النموذج الفزيولوجي الاصلي، الاولي لكل قلق.                                                                                                                    

     2-    ردة فعل التجنب و الهروب : في مواجهة الوضعيات المثيرة للاشمئزاز . اللامبالاة وتجاهل النظر بعد مثالا بسيطا عن ذلك.                                                                            

3-    قلق الشهر الثامن : تظاهرة مادية لصراع نفسي بين " الانا" و "الهو" ، بين الرغبة و الواقع .يولد القلق من ابخوف من فقدان الموضوع .                                               

لم تكن اعمال "روني سبيتز"  ذات طابع علاجي وحسب ،وانما اتسعت دائرتها لتشمل رالجانب الوقائي ايضا.ركز "روني سبيتز" من خلال ملاحظاته العلمية على لفت انتباه المربين و    الاولياء والاطباء لضرورة الاهتمام بالحاجات العاطفية للاطفال.                                                                                                                                      

 

خلال تطرقه للجانب المرضي،وضع "سبيتز" لوحتين اكلينكيتيت  هما (داء المصحات - hospitalisme)  و (الخور التكالي -  dépression anaclytique) .                     

أ‌-       داء المصحات :هو مجموع الاضطرابات النفسية و الجسدية البالغة الخطورة المنجرة عن حرمان عاطفي كلي لمدة طويلة.تتبع الباحث 170  طفلا ،منهم 34  طفلا محروما بصفة كلية من العناية الامومية، كان الرضع اللذين تتراوح اعمارهم مابين 06 و 12 شهرا هم الاكثر هشاشة .                                                                                  

 

يتطور هذا الاضطراب حسب النقاط التالية:                                                                                                                                                                

 

-         خلال الشهر الاول: بكاء الطفل بدون سبب،حزن،يلتصق بالاشخاص من حوله، يبحث عن العلاقة.                                                                                      

-         خلال الشهر الثاني من التفريق:  توقف النمو،نقص الوزن،حزن،يبحث الطفل عن العلاقة لكن دون الحاح.                                                                              

   -         خلال الشهر الثالث: رفض للعلاقة،يبقى الطفل مستلقيا على الفراش ،يعاني من اظطراب في النوم ،يرفض الاكل ، سريع المرض، قلق، لامبالاة ، يتجلى التاخر النفس-حركي.   

-         بعد الشهر الثالث: تحجر الوجه، سرحان النظر ،غياب البكاء و التبسم ، انين كاشارة للشكوى ،حركات غير اعتيادية للاصابع ،نمطية، سوء تنسيق بصري ،يتوقف النمو العقلي و الجسدي ،لكن الشفاء قد يكون ممكنا و سريعا اذا وجد الطفل رعاية من امه او بديلها قبل نهاية الشهر الرابع او الخامس.                                                               

تجدر الاشارة الى انه بعد ثلاثة اشهر من التفريق تقترب اللوحة الاكلينيكية التي يظهرها الطفل من (الخور الاتكالي).                                                                        

 

 


  JEAN PIAGET ( جان بياجي)

1896-1980

 

 

    -عالم سويسري، ارتبط اسمه بالنظرية المعرفية و بنمو الذكاء لدى الطفل .                                                                                                                         

-تنظيره للذكاء و تطوره عند الطفل كان له الاثر الكبير على  التربية و التعلم .                                                                                                                    

-لا يعتبر الذكاء بالنسبة لبياجي مجرد ملكة (faculté) عقلية كباقي الملكات الاخرى، بل هو عملية تكيفية مستمرة للفرد مع بيئته .                                                       

-النمو المعرفي (الذكاء) عند بياجي هو عبارة عند دمج (intégration) للمهارات السابقة مع المهارات الحالية لتشكل فيما بينها بنية تسمح بالتطور اكثر، اي انه لا يمكن المرور الى مرحلة من النمو دون اكتمال سابقتها ،والا كان النمو ناقصا مضطربا معيقا لتكيف الفرد مع محيطه.                                                                                            

 

     الاستيعاب و المواءمة  (assimilation & accomodation):                                                                                                             

مفهومان اساسيان في نظرية بياجي المعرفية، فالاستعاب يعني باختصار اكتساب المعرفة او المعلومة و المواءمة تعني تكيف تلك المعلومة او المعرفة المكتسبة مع البيئة التي نعيش فيها.       

 

مراحل نمو الذكاء:                                                                                                                                                                               

-         مرحلة الذّكاء الحسيّ الحركيّ : من الميلاد لعامين، يكون اكتساب المعرفة حينها أي الذكاء معتمدا على حواس الرضيع و حركاته ،فالقدرة على التفكير لم تنضج بعد .               

-         مرحلة ذكاء ما قبل العمليّات : من سنتين الى سبع سنوات ، سميت كذلك لان الطفل لايزال غير قادر عاى التحكم في العمليات العقلية و المنطقية . تظهر الوظيفة الرمزية في هذه     المرحلة كمقدمة للعمليات العقلية.                                                                                                                                                                

-         مرحلة التّفكير الواقعيّ أو الماديّ : من سبعة اعوام الى السنة الثانية عشر من العمر، يصبح الطفل قادرا على القيام بالعمليات العقلية المنطقية .                                        

-         مرحلة التّفكير المجرّد : بعد السنة الثانية عشر . اذ يصبح الطفل قدرا على التفكير كالراشد، تنضج افكاره ويصبح قادرا على التمييز و التحليل و النقد ، وتيرز له اهتمامات خاصة ،ثقافيا ،سياسيا،فنيا ......                                                                                                                                                                            

الاستجابات الدائرية (reactions circulaires ) : يتطرق بياجي لما يعرف بالاستجابات الدائرية لاهميتها في تطور الذكاء عند الطفل، تخص هذه الاستجابات الطفل في المرحلة الاولى من نمو الذكاء.                                                                                                                                                                                  

سميت بالاستجابات الدائرية لانها ردود فعل مكتسبة، تتكرر من قبل الطفل سواءا على جسده او على الاشياء من حوله.                                                                          

قسمها بياجي الى ثلاث انواع                                                                                                                                                                               

-         الاستجابات الدائرية الاولية: قبل الاربعة اشهر و نصف من حياته ، يكتشف الرضيع وبالصدفة نتيجة لفعل على جسمه فيعمد باحثا للحصول عليها من جديد و باستمرار . كان يضع ابهامه في فمه لاول مرة فيحصل على لذة ليعيد العملية مرارا.                                                                                                                                 

-         الاستجابات الدائرية الثانوية : يختبر الطفل و عن طريق الصدفة دائما نتيجة لفعل على شيء ما من محيطه (ليس جسده هذه المرة) ،فيعمد لاعادة تلك النتيجة  كان يضرب بملعقة على الطاولة فيسمع صوتا، يعمل على اعادة نفس الحركة بالملعقة ليجد نفس الصوت.                                                                                                        

-         الاستجابات الدائرية الثالثية : يعمد الطفل خلال هذه المرحلة الى البحث عن نتيجة جديدة لم يكتشفها سابقا بالصدفة . يكون منطقه خلال هذه المرحلة كالتالي " ان فعلت كذا ، هل بامكاني الحصول على النتيجة الفلانية ؟ او على ماذا ساحصل؟ " ، اي ان الاستجابات الدائريت تتطور نحو التعقيد لتتيح للتفكير ان يتبلور.