الأنثروبولوجيا: الموضوع والمنهج
جاءت لفظة "اثنولوجيا" (أنثروبولوجيا) للمرة
الأولى سنة 1787 في كتاب (Essai sur l’éducation intellectuelle) فكان
التصور الذي كان يحمله "دو شافان" (De Chavannes) لهذا العلم
مبني على الخصوصيات (الاختلافات) الجسمية/الفيزيقية بين الأعراق. ، وفي
هذا الكتاب استخدم دي شافان مصطلح «الأثنولوجيا» للإشـارة إلى هذا العلم الجديد
الذي رأى فيه فرعا من التاريخ-أو فلسفة التاريخ بمعنى أدق-يـخـتـص موضوعه بدراسة مراحل تطور الإنسان في مساره نحو
الحضارة. إلا أنه سرعان ما أستخدم مصطلح «الأثنولوجيا» للإشارة إلى مجالات دراسية
أخرى مـثـل وصـف وتـصـنـيـف الـصـفـات الجسمية المتشابهة والمتباينة للسلالات
البشرية. ظل هذا الاستخدام سائدا حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن
العشرين، حيث انتقل محتوى الأنثروبولوجيا من دراسة السلالات البشرية أساسا إلى
التركيز على الثقافات والحضارات الإنـسـانـيـة مـن نـاحـيـة، وإلـى دراسـة النظم الاجتماعية للمجتمعات غير الأوروبية من ناحية
أخرى. كانت الأنثروبولوجيا في البدايات تعني العلم الذي يهتم بدراسة الأعراق،
فالأنثروبولوجيا بالشكل الذي نشهده في الوقت الحالي لم يظهر إلا في القرن العشرين.