في هذا المقياس " مدخل إلى علم الأنثروبولوجيا" سنتطرق إلى أهم المفاهيم من : إثنولوجيا، اثنوغرافيا وصولا إلى الأنثروبولوجيا التي هي علم الانسان . والتطبيقات الأنثروبولوجية قبل نشأة الأنثروبولوجيا.
كما سنعالج في هذا المقياس اشكالية مفهوم الانثروبولوجيا وعلاقتها بالاثنولوجيا والاثنوغرافيا، كما خصصنا الحديث عن علاقتها بالعلوم الأخرى، حيث أفردت مباحث الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، علم النفس ، التاريخ، والفلسفة. 
كما سنتطرق إلى الفروع الأنثروبولوجية الكبرى، والتي هي المصدر الأساسي وبامتياز لنشأة الأنثروبولوجيا الأخرى. وقد كان الحديث في هذا الجزء خاصة حول الأنثروبولوجيا الفيزيقية، الاجتماعية، والثقافية. كما وسنتطرق إلى مناهج البحث والتقنيات في الأنثروبولوجيا.  

ماهو متفق عليه هو أن المادة المراد التعريف بها هنا محتواة ضمن الحقل المعرفي  الذي يسمى بـ"حقل المعارف المجتمعية (أي المعارف التي تخص المجتمع)". حالها حال المواد الأخرى التي تنتمي إلى نفس الحقل، تحاول الأنثروبولوجيا الكشف وفهم "جوانب" من ذلك الكل الغريب والمعقد المتمثل في "المجتمع". غير أن ما يجدر الإشارة إليه في مطلع هذا السند هو أن تطور الفكر (التفكير) الأنثروبولوجي مر بمرحلتين مهمتين: مرحلة الأولى التي تبدأ بنشأة هذا العلم،  ومرحلة ثانية لسبب ما سنسميها في البداية بمرحلة انثروبولوجيا "ما بعد موت الغريب".

أنطلاقا من هذه الفكرة تم توزيع الدروس على محورين إثنين. الأول يحمل عنوان "أنثروبولوجيا الهنالك (البعيد)" والذي حاولنا من خلاله التعريف بالأنثروبولوجيا من خلال نضج التفكير الأنثروبولوجي، نشأتها والتعريف بموضوعها والأدوات المنهيجية المستخدمة في أبحاثها. أما المحور الثاني فهو يحمل عنوان "أنثروبولوجيا الهنا (القريب أو المألوف)"، ويخص هذا الفصل الأنثروبولوجيا بالشكل الذي تمارس عليه في الوقت الحالي وأهم الاتجاهات النظرية والمنهجية المعتمدة في البحث الأنثروبولوجي في زمننا.