من خلال هذا الفضاء يستطيع الطالب أن يتمم الدروس الخاصة بالفصل الثاني الخاصة بمقياس القانون الدستوري والتي ستضم جملة من المواضيع ذات العلاقة بالمنهاج المعتمد

يجد مبدأ الفصل بين السلطات أساسه أو نشأته لدى الفلاسفة الإغريق، ثم كان لفلاسفة عصر التنوير دور كبير في تقديم الإضافة إلى المبدأ، دون أن ننسى الثورتين الأمريكية والفرنسية فيما يتعلق بالتطبيق العملي للمبدأ، هذا ويعتبر مبدأ الفصل بين السلطات ضمانة لحقوق وحريات الأفراد من تعسف السلطة، كما يعد الركيزة الأساس للديمقراطية بل وسيلة قوية لتحقيقها، وقد صار المبدأ إحدى أهم مبادئ القانون الدستوري وحقوق الإنسان على السواء.

فما المقصود بمبدأ الفصل بين السلطات وما هي حدود هذا الفصل؟ في هذا الإطار نحاول تقديم ماهية الفصل بين السلطات (كمبحث أول)، ثم تطبيقات على مبدأ الفصل بين السلطات (كمبحث ثاني).  


تطرقنا في الحصة الماضية إلى نظام الحكم الملكي ونظام الحكم الجمهوري ففي النظام الملكي تكون الملكية مطلقة أي استبدادية فهي مثال للديكتاتورية حيث تنحصر جميع السلطات بيد الملك أو الحاكم بخلاف النظام الجمهوري الذي يتم فيه تكريس الديمقراطية، والتي يقصد بها تطبيق إرادة الشعب أي حكم الشعب بنفسه وهو التعريف المستنبط من الكلمة اليونانية Démocratie (سلطة الشعب)، كما عرّفها الفقيه "بونوا" كل نظام سياسي يسمح ويمكّن من المشاركة الحرة والرشيدة للمواطنين في تسيير الشؤون العمومية.

         وإذا كانت الديمقراطية هي حكم الشعب نفسه بنفسه فإنّ تدخل الشعب وأسلوبه لممارسة السلطة يتخذ صورا مختلفة الديمقراطية المباشرة (المبحث الأول)، والديمقراطية شبه المباشرة (المبحث الثاني)، والديمقراطية غير المباشرة (المبحث الثالث).


يتجلى اختلاف الأنظمة السياسية في كيفية تشكيل الحكم، خاصة المؤسسات الدستورية المركزية وطريقة عملها، وكذا في علاقة هذه المؤسسات ببعضها البعض وأيضا فيما يتعلّق بمشاركة الشعب في ممارسة السلطة، إنّ المقصود بنظام الحكم وهو التنظيم الذي تكون عليه المؤسسات السياسية العليا في الدولة وكذا طريقة ممارسة السلطة من طرف رئاسة الدولة. 

فالنسبة لنوع أو أشكال نظام الحكم نميز بين نظامين، نظام ملكي وهو الذي يكون فيه الملك حكما حتى الموت أو يتنازل عن العرش إلى أحد ورثته. ويجمع السلطات كلّها بيده، ثم تتوارث السلطة من بعده أيضا لمدى الحياة، ويطلق على الحاكم اسم الملك أو القيصر أو الإمبراطور، أو الأمير لإشارة أنّ هذا النظام يتخذ صور مختلفة وهو ما سنتعرف عليه في (المبحث الثاني).

         بخلاف شكل الحكم الجمهوري أين يتولى الحاكم السلطة عن طريق الانتخاب من طرف الشعب وبشروط ومدة محددة في دستور الدولة، ويقوم هذا النظام على مبادئ هامة حيث يستمد الحاكم سلطته من الشعب ويكون مسؤولا أمامه وهو ما سنتطرق له في (المبحث الأول).


تشكل السلطات الثلاث في الدول الحديثة الركيزة الأساس للقيام بمختلف مهامها، السلطة التنفيذية التي تسهر على تنفيذ القوانين والسلطة التشريعية التي تقوم بسن وإصدار هذه القوانين والسلطة القضائية التي هي مناط دراستنا تقوم بالفصل في المنازعات وفق ما يعرض عليها من قضايا ساعية من وراء ذلك تطبيق القانون على الأشخاص والوقائع، كما تقوم أيضا برقابة أعمال السلطتين السابقتين وفقا لما يخوّلها الدستور.

من المتفق عليه أنّ القاضي لمّا يعرض عليه نزاع معيّن لا يمكنه رفض الفصل فيه بأيّة حجة باستثناء حالات محددة قانونا كطلب التنحي التلقائي مثلا، وإلاّ وقع في جريمة إنكار العدالة، ولا يقتصر دور القضاء على الفصل في المنازعة والنطق بالحكم بل يمتد إلى غاية تنفيذه على الشخص مهما كانت طبيعته طبيعي أو معنوي عام أو خاص.


تعتبر السلطة التشريعية الممثلة في البرلمان إحدى المؤسسات الدستورية للدول، إلى جانب السلطة التنفيذية حيث يتم تنظيمها وفق دستور كل دولة فهناك من الدول من أخذت بنظام المجلس الواحد، والبعض الآخر يأخذ بنظام المجلسين وهو الغالب لدى الدول، يتم تنظيم البرلمان من حيث الهياكل ومن حيث القيام بأشغاله في جدول أعمال تساعده في ذلك الحكومة.

         يقوم البرلمان بعديد الوظائف كالتشريع والرقابة باعتبارهما وظيفتين رئيسيتين، فضلا عن بعض المهام كالوظيفة المالية والاقتصادية والشبه قضائية. وعليه نتساءل حول كيفية تنظيم البرلمان (مبحث أول)، وما هي اختصاصات السلطة التشريعية (مبحث ثاني).


     نحاول في هذه المقدمة توضيح كيفية تنظيم السلطة التنفيذية في الأنظمة السياسية ففي النظام غير البرلماني تنحصر السلطة التنفيذية بيد شخص واحد وهو الحاكم أو الرئيس غير أنّ نسبة الهيمنة على هذه السلطة تختلف من نظام إلى آخر فتكون قويّة ومركزة في النظام الدكتاتوري والملكي المطلق والإمبراطوري والشمولي والنظام الرئاسي ثمّ تتدرج في النظام الشبه رئاسي الذي تشارك فيه الحكومة الرئيس في ممارسة السلطة التنفيذية، أمّا بالنسبة للنظام البرلماني فتختلف فيه ممارسة السلطة عن النظام البرلماني حيث أنّ الملك أو الرئيس المنتخب لا يمارس السلطة التنفيذية ويبقى دوره شرفي؛ وتخول دساتير تلك الأنظمة ممارسة السلطة التنفيذية إلى الحكومة. 


في السداسي الثاني للسنة الاولى ليسانس في الحقوق، جذع مشترك، يتطرق الطلبة الى نظرية الحق وذلك بعد دراستهم لنظرية القانون في السداسي الاول.

تشمل نظرية الحق المحاور الأساسية التالية:

مفهوم الحق، أشخاص الحق، الشخص الطبيعي والمعنوي، 

تقسيمات المال في القانون المدني الجزائري

انواع الحقوق

مصادر الحق 

الحماية القانونية للحق

إنّ الحديث عن أنواع أنظمة الحكم التي تتبناها الدول يحيلنا إلى التمييز بين شكلين من أشكال نظام الحكم وهما نظام الحكم الملكي الذي يكون فيه الملك حكما حتى الموت أو يتنازل عن العرش إلى أحد ورثته ويجمع السلطات كلّها بيده، ثم تتوارث السلطة من بعده أيضا لمدى الحياة، ويطلق على الحاكم اسم الملك أو القيصر أو الإمبراطور، أو الأمير ويتخذ هذا النظام صور مختلفة وهو ما سنتعرف عليه في الحصة الأولى. أمّا نظام الحكم الثاني فهو نظام الحكم الجمهوري أين يتولى الحاكم السلطة عن طريق الانتخاب من طرف الشعب وبشروط ومدة محددة في دستور الدولة، ويقوم هذا النظام على مبادئ هامة حيث يستمد الحاكم سلطته من الشعب ويكون مسؤولا أمامه وهو ما سنتطرق له في الحصة الثانية.