تعريف المشكلة الاقتصادية
المشكلة الاقتصادية هي جزء من المشكلة الإنسانية العامة، إذ الاقتصاد يمثل جانبا من شؤون حياة الإنسان لا كلها، غير أن تحديد هوية، وحقيقة هذه المشكلة كانت، ولا زالت نقطة اختلاف بين المذاهب، والنظم المختلفة.
فالرأسمالية مثلا تعتبر أن المشكلة الاقتصادية هي قلة الموارد الطبيعية نسبيا، نظرا إلى محدودية الطبيعة نفسها، والتي لا تفي بالحاجات المادية الحياتية للإنسان، التي تبدو في تزايد مستمر، فتنشأ المشكلة حول كيفية التوفيق بين الإمكانات الطبيعية المحدودة، والحاجات الإنسانية المتزايدة.
في حين نجد الماركسية تؤمن بأن المشكلة الاقتصادية تتمثل بالتناقض المستمر بين الشكل والنظام الذي يتم به الإنتاج في المجتمع، وبين نظام التوزيع، في حين يكشف الإسلام عن حقيقة المشكلة بنحو آخر، وبخلاف ما تطرحه الرأسمالية والماركسية، أو غيرهما، فالمشكلة لا تكمن في قلة الموارد الطبيعية حتى لا تكون قادرة على الوفاء بالحاجات الإنسانية المتزايدة، ولا في التناقض بين نظامي الإنتاج والتوزيع، وإنما في الإنسان نفسه( 9[1]).