تهدف الحقوق المالية الى استغلال الإنتاج الذهني والغرض منها تحقيق ربح مالي من المصنف، فهي على خلاف الحقوق المعنوية قابلة للتصرف فيها، الا انها حقوق مؤقتة تدوم بصفة عامة طوال حياة المؤلف و50 سنة بعد الوفاة.

يكمن الحق المالي للمؤلف في الحق الإستئثاري في استغلال المصنف بأي طريقة من طرق الاستغلال، والحصول على عائد مالي منه، وهذا ما نص المشرع صراحة عليه في المادة 27 من الأمر رقم 2003-05. ويمكن تقسيم هذه الحقوق كالتالي:

 

1-  الحق في الاستنساخ: ويقصد باستنساخ المصنف، التثبيت المادي للمصنف بأي طريقة قصد إبلاغه للجمهور، ومعنى ذلك وضع الإنتاج في متناول الجمهور بطريقة غير مباشرة، يتم استنساخ المصنف بوسائل متعددة حسب طبيعة الانتاج كالطباعة، الرسم، التسجيل، والتصوير، التي تضع المصنف في قالب مادي ملموس، أي الدعامة المادية مثل الكتاب، الشريط السمعي أو السمعي البصري، حيث تجب الإشارة أن المصنف في حد ذاته يعتبر شيء غير مادي.

2-   الحق في عرض المصنف على الجمهور: على خلاف الحق في نقل المصنف الذي يرتكز على مفهوم تثبيت المصنف من أجل إبلاغه للجمهور، فإن الحق في العرض يرتكز على قرار إبلاغ المصنف لجمهور معين سواء كان هذا الأخير حاضرا أم لا في مكان العرض الأصلي. والعرض يتم بطريقتين: العرض المباشر للمصنف  حيث المؤلف يقوم شخصيا بعرض مصنفه على الجمهور بطريقة مباشرة، مثل الحفل الذي يتم بحضور المغني، فتنفيذ المصنف وعرضه على الجمهور يكون متزامنا، أي يتم في نفس الوقت. أما العرض غير المباشر وهو الذي يتم بتدخل وسائل مادية مثل البث الإذاعي والسمعي أو السمعي البصري، كما أن أداء المصنف وعرضه لا يكونان متزامنان في هذه الحالة.

3- الحق في التتبع:  يخص الحق في التتبع فئة معينة من أصحاب المصنفات الفنية، ويجد هذا الحق أساسه في تمكين الفنان من الحصول على نسبة  معينة من ثمن بيع النسخة الأصلية لمصنفه في كل مرة يتغير فيها مالك المصنف وذلك من خلال تتبعه لعمليات بيع المصنف وأخذ نسبة من ثمن البيع بموجب القانون. يستند الحق في التتبع إلى إعتبارات العدالة إتجاه مؤلفي المصنفات الفنية، فقد يبيع الفنان مصنفه بثمن بخس تحت الحاجة والرغبة في الحصول على موارد عاجلة، ثم يصبح هذا المصنف الفني الذي تجرد مؤلفه منه محلا لبيوع متعاقبة وقد يكتسب قيمة كبيرة

Modifié le: dimanche 20 mars 2022, 14:25