ان حقوق الملكية الفكرية والتي تسمى كذلك بالحقوق الذهنية هي تلك القواعد التي تحمي الابداع العقلي للإنسان، فلهذه الحقوق طابع خاص، حيث انها تنصب على أشياء غير مادية تتمثل في العمل الذهني للإنسان الذي يحقق بواسطته ابداعات وانجازات جد مهمة تساهم في التطور التكنولوجي والاقتصادي، وكذا في رفع المستوى العلمي والثقافي للمجتمع، لهذا تتناول معظم التشريعات نصوصا خاصة بحماية الملكية الفكرية.

تتجسد الملكية الفكرية في ابداعات العقل والتي يمكن ان تتمثل في اختراعات، تصاميم، مصنفات أدبية وفنية، او أسماء وصور تستخدم في عالم التجارة والصناعة. فيرمي نظام الملكية الفكرية الى تمكين أصحاب هذه الابداعات من كسب الاعتراف والحصول على فائدة مالية من ابتكاراتهم وفي نفس الوقت تكريس حق الجمهور من الاستفادة من تلك الابداعات التي تساهم بطريقة فعالة في الازدهار والتطور الاقتصادي.

تقسيمات الملكية الفكرية:

تنقسم الملكية الفكرية الى نوعين الملكية: الملكية الصناعية والتجارية، والملكية الأدبية والفنية.

أولا: الملكية الصناعية والتجارية: وهي تهتم بحماية المنجزات العقلية المتصلة بالنشاطين الصناعي والتجاري، فهي تخص الابتكارات الجديدة والسمات المميزة. يتغلب على الملكية الصناعية والتجارية الطابع الصناعي والتجاري فهي تشمل:

-         نظام براءات الاختراع: الذي يهدف الى حماية الاختراعات الجديدة من خلال منح احتكار لصاحب الاختراع مقابل الكشف عنه واستغلاله بطريقة منتظمة،

-         نظام العلامات: ويخص حماية السمات المميزة التي تستعمل كعلامة على السلع والخدمات من أجل تمييزها عن سائر السلع والخدمات المتداولة والمسوقة،

-         نظام الرسوم والنماذج الصناعية: ويتعلق بحماية الجانب الخارجي او الطابع الجمالي لبعض المنشآت الصناعية، فيمكن ان يخص العناصر المجسمة أي ثلاثية الأبعاد مثل شكل السلع أو عناصر ثنائية الأبعاد مثل الرسوم، الخطوط والألوان.

-         نظام تسميات المنشأ: يهدف الى تشخيص بعض المنتجات سواء كانت طبيعية أو مصنعة نظرا لميزاتها المنسوبة للبيئة الجغرافية التي نشأة فيها والتي تشمل على عوامل طبيعية وبشرية.

ثانيا: الملكية الأدبية والفنية: تهتم بحماية المصنفات والابداعات التي يتغلب عليها الطابع الفني والأدبي، ولا يعني ذلك انها أقل أهمية من الملكية الصناعية والتجارية، بل لها مجال واسع في حماية المصنفات في المجال العلمي، الادبي، الموسيقي، السينمائي والفني. فهي تشمل:

-         حقوق المؤلف: وهو نظام يحمي أصحاب المصنفات الأصلية سواء تعلق الامر بمصنفات شفوية أو مكتوبة أدبية وفنية، وتمنح الحماية في هذا النظام بمجرد بتوافر شرط الابداع الأصلي.

-         الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف: وهي تشبه حقوق المؤلف من حيث الحقوق الممنوحة لأصحابها، غير انها تمح لفئة معينة تساهم في تجسيد ونشر المصنفات والابداعات المحمية بحقوق المؤلف.


Modifié le: mercredi 24 mars 2021, 10:24