علاقة منظمة الصحة العالمية بهيئة الأمم المتحدة
الهدف الذي تنشده منظمة الصحة العالمية، كما هو مبيّن في دستورها، هو بلوغ جميع الشعوب أرفع مستوى صحي يمكن بلوغه. ويعرّف دستور المنظمة الصحة كحالة من العافية البدنية والنفسية والاجتماعية، لا مجرّد انتفاء المرض أو العجز .
تعمل منظمة الصحة العالمية بشكل وثيق مع منظومة الأمم المتحدة من أجل دعم دولها الأعضاء على تحقيق أولوياتها الوطنية وضمان حصائل صحية أفضل. وتسعى المنظمة إلى زيادة الاتساق والفعّالية والكفاءة في معرض تحقيقها للنتائج.
وتتعاون المنظمة مع منظومة الأمم المتحدة على تحديد موقع الصحة في مناقشات هيئات الأمم المتحدة الحكومية الدولية وقراراتها؛ والإسهام في منظومة متسقة وفعّالة للأمم المتحدة على كل من المستوى العالمي والإقليمي والقطري؛ وتوفير القيادة بشأن الجهود الإنسانية المتعلقة بالصحة، باعتبارها قائدة مجموعة الصحة؛ وتعزيز التحالفات والنهوج المشتركة بين الوكالات في التصدي لقضايا الصحة.
تحديد موقع الصحة في الأمم المتحدة :
الصحة جزء لا يتجزأ من المداولات السياساتية في
الأمم المتحدة. وهي تقع في مركز الأهداف الإنمائية للألفية وستظل عنصراً أساسياً
في خطة التنمية المقبلة لما بعد عام 2015.
وتُناقَش
الصحة في هيئات الأمم المتحدة الرئيسية الثلاث، وهي: الجمعية العامة والمجلس
الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الأمن.
كيف تعمل المنظمة مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى :
تشارك المنظمة، باعتبارها سلطة التوجيه والتنسيق في ميدان العمل الصحي الدولي (دستور المنظمة، المادة 2ج)، في آليات تنسيق مختلفة تابعة للأمم المتحدة تتصدى لمسائل اجتماعية واقتصادية وبيئية وكذلك مسائل إدارية وسياساتية خاصة بالأمم المتحدة.
وقد شاركت المنظمة في العديد من مبادرات الأمم المتحدة المتعلقة بالصحة كما أنها جزء من تصدي الأمم المتحدة للمرض و فيروس الإيبولا.
ووقعت المنظمة اتفاقات مع مجموع الصناديق والبرامج والوكالات المتخصصة بهدف تعزيز التعاون في مجال الصحة.
كيف تُسهم المنظمة في زيادة فعّالية منظومة الأمم المتحدة وكفاءتها :
تثير طلبات التماس دعم الأمم المتحدة لدولها الأعضاء التي ما فتئت تتزايد، وخاصة على المستوى القطري، تحدياً أمام قدرتها على الاستجابة على نحو متسق وفعّال في ظل محدودية الموارد المالية. وقد طلبت الدول الأعضاء من الأمم المتحدة أن تحسن تنسيقها وأن تزيد من أثر أنشطتها التشغيلية في مجال التنمية.
وفي الوقت نفسه، فرضت عملية إصلاح المنظمة عليها أن تتقارب قدر الإمكان مع منظومة الأمم المتحدة من أجل تنفيذ ولاية الأمم المتحدة بفعّالية وكفاءة.
وتشارك المنظمة بنشاط في استعراضات منتظمة لسياسات منظومة الأمم المتحدة والجهود المشتركة بين الوكالات من أجل تعزيز تواجد الأمم المتحدة على المستوى القطري، وكذلك في المناقشات بشأن الدعم الفعّال لدولها الأعضاء استجابة لتحديات التنمية المستدامة.
الأمم المتحدة في الأجهزة الرئاسية للمنظمة :
تشارك أجهزة الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها ووكالاتها المتخصصة في جمعية الصحة العالمية – وهي أحد الأجهزة الرئاسية في المنظمة والهيئة الرئيسية التي تتخذ القرارات فيها – بصفة مراقبين ويمكنها أن تلقي بيانات.
ويُسلَّم جبداً في مناقشات وقرارات جمعية الصحة العالمية واللجان الإقليمية للمنظمة بتعاون المنظمة مع منظومة الأمم المتحدة. وتوفّر هذه المناقشات التوجيه لعمل المنظمة مع منظومة الأمم المتحدة.
وتوفّر قرارات جمعية الصحة العالمية – بشأن صحة الأم والطفل والأمراض غير السارية والعنف القائم على نوع الجنس وإدارة الكوارث الطبيعية، في جملة مواضيع أخرى – منصّة للتعاون مع منظومة الأمم المتحدة وضمان مشاركة شركاء الأمم المتحدة في وضع الوثائق والعمليات ذات الصلة وتنفيذها.
وتُسلِّم جمعية الصحة العالمية بعمليات الأمم المتحدة الواسعة، مثل المناقشات بشأن خطة التنمية لما بعد عام 2015، وتضمن أن عمل المنظمة يتواءم معها ويدعمها.
والتعاون مع منظومة الأمم المتحدة هو بند دائم على جدول أعمال جمعية الصحة العالمية. وفي كل عام تقدم أمانة المنظمة تقريراً عن "التعاون داخل منظومة الأمم المتحدة ومع سائر المنظمات الحكومية الدولية".