محاضرات مجتمع المعلومات بلخضر وحيد

لقد مرّت الإنسانية في تطورها بمراحل عديدة ومتنوعة، تركت كل مرحلة تأثيراً خاصاً في حياة الإنسان، ولعل الأهم من بينها، هي مرحلة المتجمع المعلوماتي، لما تشكله من تأثير كبير على العلم والمعرفة، ولما تحمله من تطورات فائقة،  أوصلت الإنسان إلى مستويات مخالفة تماماً لما كان عليه. فالمعلومة في البدء كانت عبارة عن أفكار بسيطة جدا، يتم تداولها داخل المجتمعات البشرية عن طريق مجموعة من الاشارات والرموز السطحية، لكنها تحولت في عصرنا المعاصر ومع التطورات الكبيرة التي تشرف عليها تقنيات الاعلام والاتصال الحديثة إلى اشارات معقدة، جعلت الإنسان يعامل الطبيعة بجهد قليل وسرعة كبيرة وأداء أكثر تميزاً، وذلك بفعل الخدمات التي بات يقدمها التطور التكنولوجي وبرمجيات الاعلام المتنوعة.

   إن امتلاك الإنسان للتقنية الحديثة قد جعله في سباق نحو تحصيل المعلومة، باعتبارها اليوم مبدأ لتطور الشعوب الحديثة وتقدمها، فمن يمتلك المعلومة يمتلك الأسبقية لأن يكون أفضل، وعليه فما المعنى الذي يخفيه مجتمع المعلومات؟ وهل يمكن لهذا المجتمع أن يصبح حقا النافذة الأساسية لتطور الدول والمجتمعات؟