Настройка зачисления на курс

محاضرات علم النفس المعرفي

السنة الثالثة أرطفونيا

أد: طالب سوسن

البريد الالكتروني: talebsaoussane53@gmail.com

 

البنية المعرفية

 

تمهيد:

   قد يتساءل الشخص ماذا يُقصد بالبنية المعرفية لدى الانسان ؟ وفي هذا الصدد بحث علماء النفس واعتبروها خلاصة لخبرات وتجارب الفرد عبر مختلف مراحل حياته والتي تنبثق من تفاعله مع عوامل داخلية وراثية بيولوجية وعوامل خارجية بيئية.

ومما لاشك فيه أن هذه البنية المعرفية تتطور وتنمو بتطور ونمو العمليات والوظائف المعرفية مما يشير إلى تعقدها وتشابكها وتنعكس صداها على الفرد وتعاملاته وتفاعلاته في بيئته.

    ويعد بياجه  Piaget أحد الرواد في مجال علم النفس النمو ولاسيما النمو المعرفي واعتبر البنية المعرفية مفهوما جوهريا ينمو بشكل هرمي تراكمي وبذلك ينتقل الفرد من مرحلة نمو إلى مرحلة أرقى فأرقى  (مرحلة حس-حركية، مرحلة ما قبل العمليات، مرحلة التفكير، مرحلة التفكير المجرد) .

أولا: تعاريف البنية:

تعريف المعرفية بياجيه (Piaget) للبنية: تعبير عن ما تمكن الفرد من استيعابه وتمثله داخليا.

تمثل الأبنية العقلية تمثيلات داخلية لفئة من الأفعال أو أنماط الأداء المشابهة، فهي تسمح للفرد أن يفعل شيئا ( داخل الذّهن) أي تجربة عقلية دون أن يُلزم نفسه بالقيام بنشاط ظاهر أو صريح، ويمكن اعتبارها تنظيمات تظهر خلال أداء العقل لوظائفه تتغير أثناء نمو الفرد.

 

تعريف بياجيه للموائمة: هي العملية التي تتم من خلالها تعديل وتغيير البنية المعرفية (ملائمة أو مواءمة الأبنية العقلية للخبرات الجديدة ).

إذ تعني تعديلا في بنية العقل ومعارفه عن العالم حيث يمكنه أن يستوعب الخبرات الجديدة.

تعريف جانيه لبنية التعلم : أن بنية التعلم تنمو وتتطور وتنظم هرميا كمكونات فرعية تنطلق من البسيط إلى المركب مثلما هو الأمر بالنسبة للبنية المعرفية.

تعريف أوزبل  Ausubel)  ) للبنية المعرفية: أنها مجموعة منظمة من الخصائص والمفاهيم والحقائق الادراكية التي تتوافر لدى المتعلم في لحظة ما خلال تفاعله مع البيئة محاولا دمجها مع خبراته السابقة بأسلوب منظم وهرمي.

ثانيا: مميزات البنية المعرفية  وفقا لفلافل (Flavel):

1 - مميزات وخصائص تتعلق بالفرد تشمل معرفته ووعيه بخصائصه الذّاتية وإمكاناته وقدراته ودوافعه وحاجاته الفيزيولوجية .

2- مميزات تتعلق بالمهمة وتعني أن الفرد قد نظّم بناءه المعرفي وفقا لطبيعة المهمات وخصائصها، وتتطلب البنية المعرفية معرفة الفرد أن تعلم مهمّات معينة يرتبط بممارسة أنواع من المعالجة( فمهمة تذكر اسم شخص، ليس كمهمة حل مشكلة .

3- مميزات تتعلق بالإستراتيجية المتبعة في المعالجة فالاستراتيجيات المعرفية التي يستخدمها الفرد تساعده للوصول إلى هدف واضح ومحدد، أما الاستراتيجيات ما وراء المعرفية فتمكنه من التوجيه الذّاتي..

   ويعد مفهوم البنية المعرفية مفهوم افتراضي ليس له أساس بيولوجي واضح، رغم محاولات العلماء العديدة من تحديد ذلك فسيولوجيا، لذا فهناك صعوبات جمة فيما يتعلق بقياس البنية المعرفية بشكل عام، لذا فإذا أردنا قياس البنية المعرفية في مجال قواعد اللغة أو الرياضيات فيعد ذلك ممكنا، لكن قياسها خارج إطار المعرفة الأكاديمية فيعد أمراً صعباً.

 

ثالثا: نموذج الزيات المقترح لقياس بعض مكونات البنية المعرفية:

   اقترح الزيات ثلاث خطوات لقياس بعض جوانب البنية المعرفية وتتمثل فيما يلي:

1- استثارة المعرفة: قصد قياس فهم الفرد للعلاقات القائمة بين المفاهيم كتقدير العلاقات بين المفاهيم، ترتيب المفاهيم، التقدير العددي أو الكمي لدرجة الارتباط بين المفاهيم.

2- تمثيل المعرفة المستثارة: تتمثل في تحديد بعض التمثيلات الداخلية لمجال معرفي محدد القياس متعدد الأبعاد، نماذج الشبكات في تمثيل المعلومات.

3- تقويم تمثيل المعرفة لدى الفرد: يستلزم مقارنة معرفة مجال معرفي معين مع معيار أو محك خارجي محدد للحكم عليها مثل مقارنة معرفة شخص مع مهنة الخبير أو مع بنية معيارية مثالية.

رابعا: تمثيل المعلومات في النظام المعرفي :

   تتمثل في تحويل المثيرات والخبرات المختلفة إلى معاني وأفكار يمكن استيعابها وترميزها وتسكينها بطريقة منظمة لتصبح جزءًا من البنية المعرفية للفرد.

وفي هذا الصدد يؤكد الزّيات (1998) أن تمثيل المعرفة هو محاولة استخال واستيعاب وتسكين المعاني والأفكار والتصورات الذهنية لتصبح جزءًا من البنية المعرفية للفرد؛ فعندما تدخل المعلومات في أول مراحل التخزين في الذّاكرة الحسية وتبقى لأقل من الثانية، تتابع مسيرتها وفق آليات الانتباه والفلترة إلى الذّاكرة القصيرة فتتم عملية الترميز والتسميع والتكرار للمعلومات حتى تصبح جاهزة لتتابع مسيرتها نحو الذّاكرة الطويلة لتخزن هناك، مما يعني أن تمثيل المعلومات لا يتم في الذّاكرة القصيرة لأن مهمتها هي معالجة المعلومات فقط فطاقتها التخزينية لا تسمح لها بثمثيل كم هائل من المعلومات، لأن الذاكرة الطويلة هي من يتولى إعادة تنظيم المعلومات وتمثيلها بطريقة ما حتى تصبح تلك المعلومات جاهزة للاسترجاع وقت الحاجة.

ولقد اعتمد العلماء على مصدرين من المعلومات محاولين التوصل إلى تفسير عملية تمثيل المعلومات حسب سترنبرغ وهما:

1-  نتائج الدراسات التجريبية التي تتطلب التعامل مع مهمات معرفية والتعرف على أسلوب الفاحصين في التعامل معها.

2-   الدراسات الفسيولوجية والعصبية من خلال ملاحظة ردود فعل الدماغ نحو مهمات عقلية ومعرفة العلاقة بين جوانب القصور في تمثيل المعلومات وإصابات دماغية مختلفة.

خامسا: أهم طرق تمثيل المعلومات:

1- تمثيل المعلومات كما تم إدراكها أي تمثيل المعلومات كما تم إدراكها بصريا أي كما وردت من حاسة الابصار.

2- تمثيل المعلومات على أساس المعنى أي تمثيل معاني المثيرات المختلفة سواء أكانت بصرية، سمعية، ذوقية أو غيرها، وقد انبثق عن تمثيل المعاني طريقتان هما:

أ/ تمثيل المعلومات وفق نماذج شبكات الترابطات وهو شكل آخر لتمثيل المعاني من خلال تخزين المعلومات وفق شبكة ترابطية من المعلومات وفق مفاهيمها الأساسية وتحديد العلاقة بين هذه المفاهيم.

ب/ تمثيل المعلومات من خلال نماذج المخططات العقلية ( السيكما) (Shemas Representation Models) وهو نموذج آخر لتمثيل المعاني وفق مخطط عقلي افتراضي تنظم من خلاله معاني المعلومات بطريقة مجردة.

تمثيل المعلومات ذات الأساس الادراكي:

  أشار أندرسون (Anderson) إلى احتمال وجدود طريقتين لتمثيل المعلومات وفق الأساس الادراكي للمعلومات البصرية واللّفظية وهما:

1- التمثيل الفراغي للمعلوماتSpatial Representation  حيث يتم تمثيل الصور البصرية كما تم إدراكها من بيئتها الأصلية وبنفس التوجه الأصلي للمثيرات البصرية.

2- التمثيل الخطّي أو الأفقي للمعلومات Linear Representation حيث يتم تمثيل المعلومات اللّفظية على شكل خطّي أفقي كمصفوفة من المفردات.

ويمكن في هذا الصدد عرض تجربة سانتا (Santa) (1977)لإثبات هاتين الطريقتين في تمثيل المعلومات وتأثيرها على التعرف:

  طلب سانتا من مجموعة من المفحوصين دراسة النموذج الهندسي ( الأشكال الهندسية ) في أعلى الشكل، ثم عرض أربعة نماذج أحدها مطابق للعناصر وثلاثة مختلف العناصر، ونصفها عرض بتمثيل فراغي والنصف الآخر بتمثيل خطّي للتعرّف على الفروق في قدراتهم التعرفية على النماذج الأصلية.

تشير نتائج سانتا إلى أن أقل وقت للتعرف كان للشكل الثّاني عندما كان الشكل الهندسي مطابق لنفس العناصر وبنفس التوجه أي بتمثيل فراغي، كرر سانتا تجربته هذه مستبدلا الأشكال الهندسية بكلمات تصفها.

  وكانت النتيجة أن تعرف المفحوصين على الشكل الأول أسرع من الأشكال الثلاثة الأخرى عندما كانت نفس العناصر متمثلة بتمثل خطّي وليس فراغيا. وبناءً على ذلك اتخذ سانتا قرارين من نتائج تجربته:

1-  أن تمثل الأشكال الهندسية يكون بشكل فراغي وأن تذكرها يكون أفضل ما يمكن في حالة التمثيل الفراغي للمعلومات عندما تكون بنفس توجه المثيرات الأصلية.

2-  أن تمثّل المثيرات اللّفظية يكون بشكل خطّي أو أفقي وأن أفضل تذكر لها يكون في حالة توفر النماذج الأصلية في حالة التمثيل الخطّي أو الفراغي.

الصور العقلية والذّهنية:

  لقد ميّز العلماء بين تمثيل الصور والرموز والكلمات حيث أكد سترنبرغ (Sternberg) (2003) أن تمثيل الصور أسهل من تمثيل الكلمات والرموز. فلو سألتك عن شكل الموزة أو كرة القدم فسوف تميل إلى رسمها أكثر من استخدامك لكلمات لتوضيح ذلك هذا ينطبق على مثيرات مادية ولكن هناك مثيرات مجردة يصعب رسم صورة لتوضيحها كشرح معنى النزاهة.

أهم خصائص تمثيل الصور:

1-  الصور العقلية تظهر أقرب إلى مثيرات العالم المادي الواقعي.

2-  تُبرز الصور العقلية صفات مادية للمثيرات كالشكل، الحجم وبدرجة جدّ واضحة.

3-  إن ظهور أجزاء الصورة العقلية يعد كافيا لممارسة الإدراك وفق قدرة الفرد على تكملة الفراغات

( قانون الاغلاق) .

 

أهم خصائص تمثيل المثيرات من خلال الكلمات والرّموز:

1-  تعبر الكلمات عن تمثيل رمزي للمثيرات لأن العلاقة بين الكلمة وما تمثلها من معاني قد يختلف من آخر.

2-  إن ظهور أجزاء الكلمة أو الرمز في عمليات التمثيل غير كافية لحدوث الادراك.

3-  الكلمات والرموز أكثر فعالية من الصور في شرح المفاهيم المجردة بينما تعد الصور أكثر فعالية من الكلمات أو الرموز في شرح المفاهيم المادية عند تمثيلها.

4-   إن استخدام الكلمات والجمل يجب أن يخضع لمجموعة من القواعد اللّغوية والاجتماعية. 

  

خصائص ومميزات التمثيل الادراكي للصور العقلية (Anderson) (1995) ، (Sternberg) (2003):

1- القدرة على دوران الصورة العقلية (Mental Rotation):

يستطيع الفرد أن يأخذ أي صورة عقلية ويمارس عملية دورانها في ذهنه إلى غاية 360 درجة. فلتتخيل أي شكل شجرة ، طاولة، حقيبة وحاول تدويره بمختلف الاتجاهات فهذا أمر سهل كما هو موضح في الشكل الموالي في الحرف A  .


1- القدرة على مسح الصور العقلية (Picture Scanning) :

يستطيع الإنسان من خلال تمثيل الصور العقلية أن يقوم بمسح هذه الصور ذهنيا ويبحث عن أجزائها بسهولة، فلو طلبت منك مثلا تخيل خريطة الجزائر وقلت لك أن تضع سبابتك( بصورة ذهنية ) على مدينة وهران مثلا لكان سهلا أو قلت لك تخيل خريطة المغرب العربي تم انقل سبابتك على الجزائر لكان الأمر سهلا للغاية .

 

 

 

المبادئ الخمسة التي تحكم عملية التمثيل الادراكي للصور حسب سترنبرغ (Sternberg):

1-  إن عملية ضبط وتوجيه الصور العقلية يشبه كثيرا طريقة ضبط وتوجيه الأشياء المادية.

2-  كلما زادت المدة المطلوبة لتنفيذ جهد على مثير مادي، كلما زادت المدة اللاّزمة لتنفيذ نفس الجهد على الصور العقلية في ذهن الانسان.

3-  العلاقة الفراغية بين عناصر الصورة العقلية تشبه العلاقة بين عناصر المثير المادي.

4-  تُستخدم الصور العقلية لتوليد معلومات جديدة لم تكن متوفرة وقت معالجة المعلومات في الذاكرة القصيرة.

5-  تعد وظائف الصور العقلية مماثلة لوظائف المثيرات البصرية من خلال العمليات التي تقوم بها لتحقيق الإدراك.

 

فوائد استخدام الصور الذّهنية البصرية حسب كوسلين (Kosslin) وروبين (Robin)(1999):

1-  يُساعد على حل المشكلات والإجابة على الأسئلة المعقدة والمركبة فإذا طرح عليك سؤالا كم  هم عدد أصدقائك أو عدد رفاق الدراسة فسوف تتخيل صورة ذهنية لهم تم تجيب .

2-  يُساعد في التغلب على مشكلات غير معرفية كضبط الألم والتغلب على بعض المشكلات النفسية في العصاب كالرهابات ( المخاوف المرضية )، القلق بتوظيف تمارين ورحلات عقلية وكذلك الاسترخاء والتأمل.

3-  يُساعد علماء العلوم والطب والهندسة على تصور تراكيب، مخططات، والتعرف على سلبياتها أو إيجابياتها قبل الشروع بأبحاث أو مشاريع بحثية ميدانية.

 

ملاحظة: إن بناء صورة ذهنية مركبة أو معقدة يختلف عن تكوين صورة ذهنية بسيطة لأن الأولى أكثر تعقيد من حيث خصائصها فهي مجردة مصادرها داخلية ، حدودها غير واضحة، صعب التحكم فيها لتعدد وتعقد مكوناتها ولكنها ممكنة، تتأثر بخبرات سابقة وبقدرة الفرد على التركيز ودافعيته.

أما الصورة الذهنية البسيطة فهي مادية، مصادرها غالبا تكون خارجية نتيجة تفاعل مع البيئة، حدودها واضحة، سهلة الضبط والتحكم، يكون تركيز الانتباه عليها سهلا، ويكون استدعاؤها سهلا كذلك.

 

تمثيل المعلومات على أساس المعنى:

  يُشير الزّيات (1998) إلى وجود علاقة دائرية بين المعرفة وذاكرة المعاني إذ يرى أن ذاكرة المعاني تمد البنى المعرفية بالمعلومات اللاّزمة لكي تتطور وتنمو، وإن ضعف تمثيل المعاني يعني عدم قدرة النظّام المعرفي على تسكين واستيعاب الخبرات الجديدة، وإذا انخفض مستوى تمثيل ذاكرة المعاني،فإن البناء المعرفي يُصبح ضعيفا مما يؤثر في قدرة الفرد على الاستيعاب والتمثيل اللّاحق للخبرات.

وتلعب ذاكرة المعاني دورا مهما في تنظيم علاقتنا بالعالم الخارجي وذلك من خلال اختزان المعرفة وتوظيفها بصورة مختصرة للتصرف والاستجابة عندما تقتضي الحاجة دون العودة إلى تذكر التفاصيل.

تمثيل معاني المعلومات اللّفظية:

  لقد أكدت دراسات سابقة أن ذاكرة المعاني أفضل من ذاكرة التراكيب اللّغوية،ومن بينها دراسة وارنر (Warner) (1968) حيث طلب من أفراد المجموعة الأولى أن تسمع رسالة صوتية مع تعليمات تُحذّرهم  (تُنبِّههم) بضرورة الانتباه والتركيز على المادة لأنهم سوف يتعرضون لاختبار فيها.

بينما طُلب من المجموعة الثانية أن تسمع رسالة صوتية ولكن بدون تحذير(تنبيه)، وعقب الانتهاء من التجربة تعرض أفراد كلتا المجموعتين إلى اختبار تعرّف حيث طُلب منهم تحديد الجمل الواردة في الرسالة الصوتية سواء من حيث المعنى أو التركيب.

وخَلُصت دراسة وارنر أن ذاكرة المعاني كانت أفضل من ذاكرة التركيب بشكل عام ، وأن التّحذير قبل التجربة قد ساعد على تحسين درجات التعرّف لذاكرة التركيب أكثر من التّحذير لذاكرة المعاني.

تمثيل معاني المعلومات البصرية:

  تميل الذاكرة البصرية إلى تمثيل المعلومات غير اللّفظية أو البصرية عن طريق نمذجة مكوناتها وخصائصها الخارجية، وتشير الأبحاث أن ذاكرة المعاني للمعلومات اللّفظية أفضل منها لمعاني المعلومات البصرية، وأن الأفراد لا يتذكّرون التفاصيل الدقيقة في الصور، بل يتذكرون تمثيل مجرد للصور من خلال الفهم العام لها ولمعناها.

في هذا الصدد أجرى شِبارد (Shepard)(1967) دراسة عرض من خلالها أمام مجموعة من الأفراد صور من المجلات أو مجموعة صور مع تعليق وصف لفظي تحت كل واحدة منها،ثم طلب من المفحوصين التعرف على الصور المعروضة من خلال عرض زوج من الصور أحدهما جديدة والأخرى تم مشاهدتها.

فكانت نتائج الدراسة أن نسبة الخطأ في التعرف على الصور كانت 1.5% بينما بلغت نسبة الخطأ في التعرف على الصور و الجمل معا 11.8% مما يُشير إلى أن التعرف على الصور فقط كانت أفضل من التعرف على الصور والوصف اللّفظي معا.

ومن جملة ما يمكن استخلاصه بشأن تمثيل المعلومات على أساس المعنى ما يلي:

- أن الأفراد لديهم ذاكرة جيدة لمعاني المعلومات والخبرات مما يعني تذكرها بفعالية لاسيما إذا كان لديهم تركيز على تلك المعاني خلال عمليتي المعالجة والترميز.

- تحتوي المعلومات المخزنة في الذّاكرة الطويلة على معاني الخبرات وليس بالضرورة التفاصيل الجزئية.

- ذاكرة المعلومات البصرية ( الصور) أفضل من ذاكرة المعلومات اللّفظية.

تمثيل المعلومات وفق نماذج شبكات الترابطات (Propositional Representation Models):

   يُشير سترنبرغ (Sternberg) (2003) أن هذه الطريقة تُستند إلى محاولة تمثيل معاني الصور والجمل في نظام مفاهيمي يمتاز بدرجة عالية من الترابط حيث يُشكل هذا الترابط بنية أو تركيب محدد وواضح بعد زوال المثيرات الأصلية .

وتمثل نماذج الشبكة تنظيما افتراضيا بين المفاهيم المختلفة في الذّاكرة حيث ترتبط هذه المفاهيم مع بعضا البعض من خلال عدد من الوصلات التي تفصل بين هذه المفاهيم .

مثال: لنفترض أنك طالب لعلم النفس العيادي بصدد تحضير مقياس يدرس ويقيس اضطراب وسواسي قهري حول النظافة فهذا الاضطراب يتميز بأعراض على المستوى الفكري كإلحاح فكرة الاتساخ وأن أي شيء يلمسه أو يجلس عليه أو يحمله في قمة الاتساخ وأعراض أخرى على المستوى السلوكي تكرار سلوك الغسل والتنظيف وأعراض انفعالية وجدانية كالحزن، القلق ...

فالوسواس القهري يُشكل وحدة معرفية ترتبط بثلاث خصائص أو أعراض: خصائص عقلية، خصائص سلوكية، خصائص انفعالية، فالأسهم تمثل الوصلات التي تشير إلى الارتباط بين كل مفهومين كما هو موضح فيما يلي :  

نموذج توضيحي لتمثيل المعلومات من خلال نظام الشبكات

الوسواس القهري: سلوك طقوسي متكرر: غسل اليدين بصورة مبالغ فيها

الأعراض العقلية: إلحاح فكرة: الاتساخ - إلحاح فكرة: ضرورة الغسل المتكرر

الأعراض الانفعالية: أعرض انفعالية : القلق - الحزن

نماذج شبكة الترابطات:

1- نموذج شبكة المعاني(Semantic Network Model) :

اقترح هذا النموذج كولينز(Collins) وكوليان (Collian)  يشير إلى أن الناس يُخزنون المعلومات حول الأشياء كالأشجار والأسماك والطيور في تركيب شبكي يصل عناصر هذا التركيب من خلال وصلات تربط بين المفاهيم الخاصة إلى المفاهيم العامة، وفق ما يعرف بشبكة المعرفة المفاهيمية (Conceptual Knowledge).

فعندما نقول أن الحمامة طير والطير حيوان والحيوان كائن حي فهذا التعبير تخزين لأربعة فئات من المعلومات ( الحمام- الطيور- الحيوانات- الكائنات الحية ) والتي ترتبط بوصلات تربط المفاهيم الخاصة بالمفاهيم العامة ، وفي كل مفهوم أو فئة يمكن أن تمثل بعدد من المميزات أو الخصائص التي ترتبط معها فمثلا طائر الكناري يطير ، النعامة طائر وكلاهما له جناحين وريش ولكن هناك طيورا  قادرة على الطيران وأخرى لا.

عندما يقوم الفرد بمحاولة استرجاع معلومة أو التعرف على مثير فإنه يقوم بعملية تنشيط استثاري لشبكة المفاهيم ذات العلاقة الكاملة لتنتقل من العام إلى الخاص كما هو موضح في المثال الموالي:

 

الكائن الحي  : له بشرة ( جلد ) - له القدرة على التحرك - يتنفس.

الطائر: له جانحين - قادر على الطيران - له ريش.

·        طائر الكناري: يمكنه الغناء (صوته جميل) - لونه أصفر.

·        النعامة: لها ساقين نحيلتين - طويلة - لا يمكنها الطيران.                        

2- نموذج انتشار الاستثارة في الشبكات الترابطية (Activation Network Model):

يؤكد صاحب هذا النموذج وهو أندرسون (Anderson)(1995) إلى أن الفرد عندما يسمع مثلا كلمة برق فإنه يحدث انتشار حول هذه الكلمة وكل ما يتعلق بها كأن يستعيد " رعد" ، ويستعيد كلمات أخرى ترتبط بمثل هذه المفاهيم كـــ: مطر، ريح، برد.

ويرى أندرسون انتشار الاستثارة أمر لا شعوري لا يتحكم فيه الشخص وهو شبيه بعمليات الاشتراط ،ويكون أسرع عند تذكر المعلومات المترابطة فيمكنني أن أتذكر وبسهولة كلمة : رعد- برق من تذكر كلمة : رعد - كأس.

ووفقا لأندرسون كلما زادت سرعة الانتشار كلما زادت سرعة الاسترجاع، وتعتمد سرعة الانتشار كذلك على قوة الذاكرة من حيث فعالية المعالجة والتدريب والتخزين في الذّاكرة القصيرة.

تمثيل المعلومات من خلال نماذج المخططات العقلية (السكيما):

     تشير الأبحاث في هذا الصدد أن نماذج الشبكات الارتباطية لا يمكنها تمثيل كم هائل من المعلومات وفق فئات أو مخططات معينة ضمن النظام المعرفي، ولهذا فهي تعجز عن تفسير امتلاك الناس لكم هائل من المعرفة والخبرات في موضوع ما واسترجاعه في وقت قصير.

ويعد مفهوم الخطط العقلية (Schemas) من المفاهيم الجوهرية في نظرية بياجيه واعتبرها مكونا أساسيا في البنية المعرفية للفرد يستطيع من خلالها تحديد استجاباته في البيئة الخارجية وأن يحقق التكيف.

يرى بياجيه أن المخطط العقلي هو تمثيل عقلي يُمكن الفرد التعرف والاستجابة للمثيرات الحسّية من خلال إضفاء قالب معين عليها، ومن جهته أندرسون فهو يرى أن الخطط المعرفية تمثيل للمعرفة التصنيفية حول الأحداث والأشياء تُساعدنا في التعرف على المثيرات وعناصرها وطبيعتها.

مميزات وخصائص المخططات العقلية:

1 - تساعدنا على التعامل مع كم هائل من المعلومات عند التعرض لمثير أو موقف أو وضعية ما يدور حوله المخطط.

2 -  توليد وتجريد المعرفة بصورة منتظمة ومختصرة مما يُساعد على تحديد الخصائص الجانبية التي يُستدل عليها من خلال النوع، الصنف ..

3 - تمنحنا القدرة على إعطاء أحكام سريعة نحو موضوع المخطط العقلي، كما تزودنا بمعلومات ومضامين تساعدنا على تفسير الأحداث والمواقف.

4 - أنها تعكس توقعات واحتمالات الناس حول حدوث موقف أو سلوك ما .

5 - أنها تدفع السلوك بطريقة لا تتطلب الكثير من الوعي لدى الفرد أثناء مرحلة الاستجابة.

6 - تُكتسب المخططات المعرفية من الخبرة وقد يُشارك أكثر من فرد نتيجة تشابه الخبرات.

7 - تتميز المخططات بدرجة من الثبات النسبي ولكنها ديناميكية وقابلة للتطور والتغيير مع مرور الوقت وبفعل الخبرة.

أنواع المخططات العقلية:

1- مخططات شخصية: مهارات شخصية قيم  واتجاهات فردية تنظم  سلوكه الشخصي ( اللباس، أسلوب الحوار).

2- مخططات سيكما الواقع: مخططات تنظم تعامل وتفاعل الفرد مع الأحداث الحياتية.

3- مخططات الدّور: وضع تصورات حول الأدوار التي يُفترض القيام بها، التعرف على أدوار الآخرين .

                                            

دور المخططات المعرفية في المعالجة المعرفية: هناك أربعة أوجه للمعالجة المعرفية للخطط العقلية وهي:

1- الاختيار: فمن خلال المخطط يتم اختيار السلوكيات التي تنسجم مع الخطط العقلي وفق آلية الانتباه الانتقائي القصدي.

2- التجريد:  تساعدنا المخططات على ترميز معاني المثيرات والسلوكيات التي تم اختيارها.

3- التفسير: تساعدنا على تفسير المعلومات الجديدة وفهمها بما يتناسب مع طبيعة المخطط المتوفر لدى الفرد.

4- التكامل: تخضع المخططات العقلية لمبدأ التكامل بين خبرات الفرد ومعارفه المختلفة، ويعد التكامل سمة من سمات معالجة المعلومات في البناء المعرفي، وعلى هذا الأساس يحدث تمثيل تكاملي يعتمد على الاختيار السليم، والتجريد( المعنى)، والتفسير لتتحقق الصورة التكاملية للمخطط العقلي.

  

 

  

 

 

 


Гости не имеют доступа к этому курсу. Войдите в систему.