فإنّ الدول الإسلامية اليوم بحاجة إلى الرجوع دينها و التّمسّك بهويّتها الاسلامية، حيث انّها تملك بديلاً اقتصادياً ومالياً يتماشى مع بيئة مجتمعها وتقاليده، و قد جاءت هذه المطبوعة التي نقدّمها لطلابنا الأعزّاء و بخاصة تخصص مالية و بنوك إسلامية ، لتبّين فاعلية النموذج الاقتصادي الإسلامي، و أنّه نموذج مثالي بإعتباره تنظير رباني يحقّق التوازن بين الأغنياء و الفقراء، و يملك الحلول للنهوض بالتنمية المستدامة، ليس في المجتمع الاسلامي فحسب بل لكل المجتمعات على وجه الارض.
و من بين الآليات التي يقترحها هذا النظام، نجد آلية الزكاة و الوقف، حيث أثبتت العديد من الدّراسات الأكاديمية و الميدانية، أنّهما يؤثّران في النشاط الاقتصادي و الاجتماعي، سواءاً من حيث ما توفّرانه من موارد لتمويل التنمية الاقتصادية أو من خلال ما يساهمان به في محاربة الفقر و التفاوت الطبقي و غيرها من الآفات الإجتماعية.
من هنا جاءت مطبوعتنا المتواضعة و التي حاولت أن تغطي مقياس الزكاة و الوقف و المقرر لطلبتنا سنة أولى ماستر ، تخصص مالية و بنوك إسلامية، و التي أرجو من الله أن أكون قد وفقت في إعدادها على الوجه المطلوب.