الدرس الأول
التطور المهني والاقتصادي للمجتمعات
عرفت المجتمعات وعلاقتها بمجالات العمل تطورات كبيرة، انتقلت بموجبها من مرحلة الصيد إلى المرحلة الفلاحية إلى المرحلة الحرفية والصناعية ثم مرحلة الخدمات، ونحن نعيش في مرحلة المقاولاتية. وقد كانت الجامعة عبر العصور تتفاعل مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي لتدريب الشباب على التكيف مع واقعهم المهني وما يحتاجه هذا الواقع من خصائص نفسية ومهارات وكفاءات، وبالتالي تحرص الجامعة على تحقيقه.
تطور المجتمعات وخصائصها المهنية:
حتى نتمكن من التعرف على خصائص المجتمع الحديث، لا بدّ من التطرق إلى مراحل تطوّر المجتمعات من حيث النشاطات المهنية السائدة بها، من المجتمع الفلاحي إلى المجتمع المقاولاتي، ويمكن حصر هذه المراحل فيما يلي:
1. مجتمع الصيد: كان الإنسان البدائي يعيش في الطبيعة وقد كان يعتمد على الصيد في الحصول على غذائه بل وحتى ملبسه، إذ لم تكن هناك فلاحة ولا حتى تربية حيوانات، وبهذا يمكن إطلاق المجتمع الصيد على تلك الفترة الغابرة من الزمن.
2 المجتمع الفلاحي: وقد ظهر هذا المجتمع نتيجة ميل المجتمعات القديمة إلى الاستقرار، مما أدى بهم إلى امتهان الفلاحة، عوض الاعتماد على الصيد فقط.
3 المجتمع الحرفي: بعد استقرار المجتمعات وامتهانهم للفلاحة، ظهرت الحاجة إلى مجموعة من الحرف التي تخدم المجتمعات المستقرة، مثل الحدادة والنجارة والبناء وغيرها من الحرف، مما أدى إلى ظهور ما يعرف بالمجتمع الحرفي.
4 المجتمع الصناعي: بعد أن كان إنتاج السلع يتم من خلال حرف صغيرة، تطورت أساليب الإنتاج وأدواته مع توّسع التجارة وتحسن مستوى المعيشة وزيادة مستوى استهلاك المجتمعات، مما أدى إلى الحاجة إلى تلبية حاجاتهم المتزايدة. وما ساعد على ذلك ظهور الآلات الصناعية بعد اكتشاف قوة البخار وظهور الثورة الصناعية. وبهذا هجرت نسبة كبيرة من المجتمعات الصناعية النشاطات الفلاحية والحرفية لتلتحق بالمصانع التي انتشرت في أوروبا وأمريكا، وهو ما أطلق عليه المجتمع الصناعي.
5 المجتمع الخدمي: يتميز المجتمع الخدمي بتحول نسبة كبيرة من المجتمعات من المهن الصناعية داخل المصانع إلى مهن خدمية وبهذا توسعت نشاطات الخدمات على حساب الصناعة. وهكذا ظهرت نشاطات مهنية ومنها التجارة والتعليم بمختلف مستوياته ومختلف المؤسسات المالية والإدارة بمختلف مرافق الدولة. وهكذا أصبح عدد المشتغلين المصالح الخدمية أكثر من المشتغلين في الصناعة، مما أدى إلى إطلاق "المجتمع الخدمي" على هذه الحقبة من التطوّر.
6 مجتمع المعرفة: رغم ارتباط المعرفة بالخدمات، إلا أنه ظهر مجتمع المعرفة بقوة نتيجة لتطور تكنولوجيا الاتصالات وظهور الهاتف والهاتف النقال وتكنولوجيا الإنترنت والبث عن طريق الأقمار الصناعية، وأصبحت المعرفة مجالا علميا تتمحور حوله غالبية النشاطات المهنية مبنية؛ حتى أصبح هذا العصر معروفا بعصر المعرفة.
7 المجتمع المقاولاتي: توسّع إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي أصبحت تستقطب أكبر عدد من الشباب المقبل على عالم الشغل.
لذا فإن ما يميّز المجتمع الحديث هو أنه يركز على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أكثر من اعتمادها على المؤسسات الكبرى. لذا تسعى الدول إلى تشجيع الشباب على ولوج المجال المقاولاتي من خلال قيام الجامعة بإعدادهم لهذا الغرض. لتهيئة الطلبة وأفراد المجتمع ككل لمتطلبات المجتمع المقاولاتي والسعي إلى تلبيتها.
8 الشخصيه الريادية
وتؤكدaudretsch (2007) ، أن العالم الحديث أصبح مجتمع أعمال، وليس شرطا للفرد الذي يشتغل كمقاول، ولكن أن تكون شخصيه ريادية من شانها المساعدة علي النجاح في حياته الاجتماعية والمهنية.
- Gestionnaire: HAYAT GHIAT