مـحاضـرات في قـواعد المسؤولية الطبية
مخطط الموضوع
-
إن مسؤولية الأطباء عما يرتكبونه من أخطاء ليست وليدة اليوم، فقد تقررت منذ أن عرفت البشرية الطب و العلاج و يعود ذلك إلى العصور القديمة.
و فيما يلي نستعرض أهم مراحل تطور مهنة الطب و المسؤولية الطبية .
-
نشرع في البداية بتحديد مفهوم العمل الطبي (أولا)ونبحث في الثاني عن أساس مشروعية العمل الطبي (ثانيا)ونعرض في الأخير لأهم مراحل العمل الطبي(ثالثا)
-
من المسلم به أن العمل الطبي في غالبية الحالات لا يتم دفعة واحدة ،إنما يتم على المراحل وعلى هذا الأساس نقسم مراحل العمل الطبي إلى ثلاثة:
-
ما يميز المسؤولية الطبية أن الطبيب يمارس مهنة تعتبر من أعقد المهن، فهو يتعامل مع جسم بشري مع كل ما ينطوي عليه من خبايا وتعقيدات، فضلا عن طبيعة النشاط الطبي، الذي ينطوي على عنصر الاحتمال رغم التطورات الطبية السريعة والمذهلة.
-
المسـؤوليـة المدنــية للطبــيب - تكييف المسؤولية المدنية للطّبيب - المسؤولية العقدية والتقصيرية للطّبيب
كما سبق القول، فإنّ المشرع الجزائري على غرار غالبية التّشريعات العربية لم ينظم المسؤولية الطّبية بأحكام خاصة، بل تركها للقواعد العامة للمسؤولية المدنية التي تقسم هذه المسؤولية إلى نوعين مسؤولية عقدية ومسؤولية تقصيرية، فتكون مسؤولية الطّبيب عقدية وفقا للقواعد العامة متى وجد عقد يربط بين الطّبيب والمريض، وتكون مسؤولية تقصيرية في الحالات الأخرى التي ينعدم فيها هذا العقد أو يكون موجودا ولكنّه باطل.
-
كما سبق القول، إنّ المسؤولية المدنية لمهني الصّحة ومنهم الأطباء تخضع للقواعد العامة للمسؤولية المدنية، وعليه، فإنّ هذه المسؤولية، سواء كانت عقدية أو تقصيرية، فإنّها ترتكز على ثلاثة أركان وهي: الخطأ الطّبي والضّرر والعلاقة السّببية بين الخطأ الطّبي والضّرر والعلاقة السّببية بين الخطأ والضرر الذي لحق بالمريض.
وطبقا للقواعد العامة للمسؤولية المدنية، فإنّ مسؤولية الطّبيب نحو مريضه هي مسؤولية شخصية قائمة على أساس الخطأ الواجب الإثبات من طرف المضرور وهو ما تقضي به القاعدة العامة في نص المادة 124 م.ج التي تنص على أنّ: "كل فعل أيا كان يرتكبه الشّخص بخطئه ويسبب ضررا للغير، يلزم من كان سببا في حدوثه بالتّعويض".
وخروجا عن هذا الأصل العام، قد يسأل الطّبيب عن أفعال الغير ممن استعان بهم في التّدخل الطّبي، وكذلك قد يسأل عن فعل الأشياء المستخدمة في الأعمال الطّبية، من خلال الالتزام بضمان السلامة الملقى على عاتقه.
-
طبقا للقواعد العامة يعتبر الضّرر ركنا أساسيا في المسؤولية المدنية ،سواء كانت عقدية
أو تقصيرية.والضّرر الطّبي هو الأذى الذي يصيب المريض أو الشّخص الذي يتلقى العلاج في جسمه أو ماله أو عرضه أو عواطفه أو كرامته الإنسانية -
بعد دراسة المسؤولية الطبية الناجمة عن الأعمال الطبية العلاجية التقليدية، نعرض في السداسي الثاني للمسؤولية الطبية المترتبة عن أساليب العلاج الحديثة و ما تثيره من إشكالات قانونية و شرعية و أخلاقية و إنسانية.
-
المسؤولية الطبية في مواجهة أساليب العلاج الحديثة-الأعمــال الطبيــة الحديـثة العـلاجية-المساعدة الطبية على الانجاب
يعتبر الإخصاب الطبيعي عن طريق الإتصال الجنسي هو الاصل في عمليات التناسل و التكاثر بين الزوجين، إلا أنه في بعض الحالات يستحيل الإنجاب بالطريق الطبيعي بسبب العقم أو ضعف الخصوبة، الذي يستعصي معالجته بالأدوية أو العمليات الجراحية
-
المسؤولية الطبية في مواجهة أساليب العلاج الحديثة-الأعمــال الطبيــة الحديـثة العـلاجية-عمليـات نقـل و زرع الأعضـاء و الانسـجة البشريــة
دائما في إطار الإنجازات العلمية الحديثة التي أفرزها التطور التكنولوجي و التطور الطبي نتناول بالدراسة موضوع عمليات نزع و زرع الأعضاء و الأنسجة البشرية التي تعتبر بحق إحدى معجزات العقل العلمي الذي إستطاع تخطي كل العوائق البيولوجية التي كانت تحول دون نجاحها
-
مع تطور العلوم الطبية إتسعت دائرة الأعمال الطبية الحديثة، فلم تعد تشمل فقط الأعمال طبية غير علاجية أي الاعمال التي لا تهدف إلى ضرورة علاجية أي الأعمال التي لا تهدف إلى ضرورة علاجية مباشرة كالتجارب الطبية و الابحاث العلمية، والعمليات التجميلية و التعقيم البشري و التحول الجنسي.