مقياس علم النفس النمو

الدرس الرابع

 

 

رابعا: مراحل النمو اللغوي:

اللغة هي وسيلة الاتصال والتخاطب بين الناس وسبيل للتفاهم بينهم، كما تعتبر اللغة ملكة إنسانية للتعبير عن الأفكار، والانفعالات والرغبات. وهي قدرة ذهنية تتكون من مجموعة من المعارف اللغوية بما فيها المعاني والمفردات والأصوات والقواعد، وهذه القدرة هي مكتسبة يلد الطفل ولديه استعداد فطري لاكتسابها.

·        العوامل المساعدة (المؤثرة) في تطور مراحل النمو عند الانسان:

تتمثل أهم العوامل فيما يلي:

-         العامل الوظيفي (المعرفي-والعقلي) مثل مثال المرآة.

-         العامل لبيولوجي، ويتمثل في شلامة الأجهزة المتعلقة باللغة و هي:

 

اللغة

 

الجهاز السمعي            أجهزة النطق                الجهاز العصبي

 

الجهاز الصوتي         الجهاز التنفسي

 

-         عوامل الوراثة.

-         عوامل البيئة (الاجتماعية، والثقافية)

 

·        مراحل نمو اللغوي للطفل (0-2 شهرين):

يعبر الانسان من خلال اللغة عن المشاعر والأفكار، وهي وسيلة للاتصال العقلي والانفعالي، وبالتالي هناك استعداد فطري لتمييز الأصوات التي تستخدمها اللغة وفهم مضامينها.

في المرحلة المبكرة جدا يقوم الطفل بإصدار أصوات وأنغام شبيهة بالكلام، الأمر الذي يؤكد أن هذا الطفل مؤهلا للنطق من الناحية الفيزيولوجية.

لكن لبدأ الطفل بالكلام لا بد بمضي فترة طويلة من المراحل الأولية، هذا ما يؤكد وجود عملية نضج فيزيولوجي كأساس للنمو اللغوي، مما يترتب عن هذا النضج تتابع منظم لمراحل النمو اللغوي، وبالتالي النضج في كل مرحلة يعتبر تمهيدا ضروريا للنمو في المرحلة الموالية.

·        مراحل النمو اللغوي للطفل من (2-3 أشهر):

-         يميز الطفل في الأشهر الأولى (2-3 أشهر) بين الأصوات الكلامية التي تصدر من أماكن مختلفة. كما أن الاستجابة التي تصدر من الوالدين تدعم الروابط الاجتماعية بين الطفل ووالديه.

-          مما يجعل الطفل سرعان ما يكتسب التمييز بين أنواع التنغيم المختلفة وربطها بالمواقف، والأحداث المعنية.

-         يتطور الأمر بعيدا عن مرحلة فهم الطفل للرموز اللغوية (المفردات والجمل).

-         ثم تأتي مرحلة فهم مفردات من مرحلة لاحقة (مفردات معينة)، ويتم الفهم من خلال تكرار العبارات (تعال...خذ...).

-         بعدها يبدأ الطفل فهم المفردات كرموز لغوية.

 

·        مراحل النمو اللغوي من الميلاد الى سن الحضانة والتمردس:

1-    صرخة الميلاد: وهي عبارة عن أول صوت يصدره المولود والذي يتبين من خلاله سلامة الجهاز التنفسي للطفل.

2-    مرحلة الأصوات العشوائية: يعبر الرضيع في هذه المرحلة عن الجانب الانفعالي من خلال

أ‌-       أصوات هادئة تعبر عن الفرح نتيجة تلبية احتياجات الرضيع.

ب‌-  أصوات صاخبة تعبر عن الغضب أو ألم ...

3-    المناغات: تتم هذه المرحلة بوجود الجماعة او أحد الوالدين ، يبدأ الطفل بالمناغات بنفسه و هي طريقة


مقياس علم النفس النمو

الدرس الثالث

 

ثالثا: مرحلة الطفولة المبكرة:

تسمى مرحلة ما بين 2-5 سنوات بمرحلة الحضانة، يتم في هذه المرحلة الاتزان العضوي والفيزيولوجي، والتحكم في عمليات الإخراج.

كما تكتمل لدى الطفل قدرات جسمية جديدة كالمشي والأكل، وقدرات عقلية، الادراك الحسي، نمو حركي واضح، بالإضافة الى الكلام.

·        العمليات العقلية:

وتتكون من

1-    الادراك الحسي:

-         يعتمد الطفل كثيرا على الادراك لفهم معاني الحياة (إدراك الأشكال والألوان)

-    يتعذر على الطفل حتى سن الرابعة إدراك الفرق ما بين إدراك الأوزان، كما أن إدراك المسافات لا يقدر تقديرا صحيحا.

-    إدراك الأعداد يتطور من الكل إلى الجزء، والطفل قبل الثالثة يميز بين القلة والكثرة. وفي سن 5 سنوات يصبح الطفل يدرك التماثل والتناظر.

2-    إدراك العلاقات المكانية:

-         بين سن 3و4 سنوات يصبح يدرك الطفل العلاقات المكانية المحيطة به فقط

-         بعد سن الرابعة يدرك العلاقات المكانية الموضوعية.

-         يميز الحروف المتباينة مثل أ-م.

-         يميز الحروف المتماثلة مثل ب،ت،ث.

-         يميز بين الألوان مثلا الأحمر والأخضر.

-         يميز بين درجات الألوان، مثلا: الأحمر القاتم والأحمر الفاتح.

-         يميز بين الأحجام، مثلا مربع كبير ومربع صغير.

-         إذا تم إعطاء الطفل 4 أقلام مثلا ثم أخفيت واحد يدرك نقصان العدد.

-         تأجيل العمل إلى وقت لاحق يجعله ينفعل لأنه يظن أنك رفضت.

 

3-    التذكر:

-         يتذكر الطفل الصور، والأرقام، والألفاظ، واللحظات.

-         التذكر الآلي يكون واضحا.

-         حفظ الأناشيد دون إدراك معناها.

4-    التخيل والتفكير:

-         تفكير الطفل في هذه المرحلة لا يصل إلى التفكير المنطقي.

-         التفكير العملي يعتمد على الصورة الحسية.

-         تفكيره يكون أقرب إلى التخيل، فلا يميز بين الواقع والخيال.

-         يثري الطفل مخيلاته أثناء لعبه، وأحلامه من الواقع.

-         يكذب الطفل أحيانا ويسمى الكذب الخيالي.


الدرس الثاني

مقياس علم النفس النمو

 

 

 الهدف من دراسة علم النفس النمو:

إن الهدف من دراسة مراحل نمو الانسان هو فهم العوامل المسيطرة الفعالة التي تتحكم في أسلوب سلوك الطفل في سن معين من جهة، والملائمة بين خصائص الطفل النفسية وما يتطلبه الطفل من تعليم وصيانة اجتماعية من ناحية أخرى، وبالتالي فان عملية النمو هي خلاصة لتفاعل النضج الطبيعي مع عوامل التدريب والتعليم من البيئة.

·                   مظاهر النمو:

نقصد بالنمو كل التغيرات الجسمية المختلفة، والتغيرات النفسية، والعقلية، والمعرفية، والتغيرات السلوكية والانفعالية والاجتماعية التي يمر بها الفرد في كافة مراحل نموه المختلفة، وتتمثل المميزات الرئيسية للنمو في النقاط التالية:

1-                يكون النمو داخليا أي أن نمو الكائن الحي يكون نموا داخليا ونموا كليا.

2-                يكون النموعاما: يشمل النمو الحركي، العقلي، اللغوي، الانفعالي، والاجتماعي.

3-                يكون النمو مستمرا: أي أن كل مرحلة تتأثر وتؤثر في سلسله مراحل النمو.

·                   مراحل نمو الانسان:

تنقسم مراحل نمو الانسان إلى:

1-                مرحلة ما قبل الولادة.

2-                مرحلة الطفولة في المهد.

3-                مرحلة الطفولة المبكرة.

4-                مرحلة الطفولة الوسطى.

5-                مرحلة الطفولة المتأخرة.

6-                مرحلة المراهقة.

7-                مرحلة الرشد.

8-                مرحلة الكهولة.

9-                مرحلة الشيخوخة.

 

أولا: مرحلة ما قبل الولادة:

·                   العوامل المؤثرة في نمو الجنين في مرحلة الحمل:

1-                الحالة النفسية للأم:

-                     الرغبة أو عدم الرغبة في الطفال.

-         الحالة الانفعالية للأم تؤثر على نسبة الهرمونات قد يؤدي الى نقص نمو النخاع، او الضعف العقلي.

-                      ضرورة وصول المؤثرات الجسمية، الحسية.

-         الخوف، الغضب، القلق، التوتر، يستثير الجهاز العصبي الذاتي، ما يؤدي إلى اضطراب افرازا الغدد، وتغيير التركيب الكيميائي للدم مما يؤثر على الجنين.

2-                سن الأم:

-         في حالة صغر سن المرأة، يكون عدم اكتمال الجهاز التناسلي ناتج عن عدم وصول هرمونات الانجاب إلى الحد المطلوب.

-                     في حالة كبر سن المرأة، يجعل الجنين عرضة للتشوهات الخلقية، وتزيد فرص الوفاة.

3-                الأمراض الوراثية:

4-                الغذاء.

5-                الإصابة ببعض الأمراض مثل:

-                     مرض الزهري قد يؤدي إلى ضعف عقلي، والصمم، والعمى.

-         الحصبة الألمانية خاصة في الثلاث الشهور الأولى، قد تؤدي إلى الصمم، واصابات القلب، والضعف العقلي.

-                     الأمراض المعدية الجنسية (الأمراض الخاصة بالأعضاء التناسلية).

6-                تناول الأدوية والكحوليات والمخدرات.

7-                العوامل الاجتماعية والثقافية.

 

ثانيا: مرحلة الطفولة في المهد:

1-                الرضاعة:

تنصح منظمة الصحة العالمية ب 6 أشهر كمدة ارضاع الرضيع، وتختلف مدة الرضاعة باختلاف المناطق والثقافات، فهناك من يوقف الرضاعة مدة بسيطة بعد الولادة، ومنهم من يستمر في الارضاع حتر 24 شهر. ومن أسباب إيقاف الرضاعة مبكران قلة ادرار الحليب من الأم، وبالتالي عدم اشباع الأم، إضافة الى خوف الأم من ترهل الأثداء بسبب عملية الارضاع.

يتكون حليب الأم أساسا من:

-                     87.5 بالمئة من الماء.

-                     7 بالمئة من السكريات.

-                     4 بالمئة من الدهنيات.

-                     1 بالمئة من البروتين

-                     0.5 بالمئة من المغذيات الدقيقة من أملاح، وفيتامينات.

ويتغير حليب الأم على حسب حاجيات الرضيع ونلاحظ ذلك خصوصا في التحول من اللبأ الى الحليب العادي خلال الثلاث أسابيع الأولى.

2-                النمو الانفعالي:

أول حدث يقع للجنين يتم أثناء الولادة ما يسمى ب (حدث الولادة)، وهي مرحلة مهمة تحدث بما يسمى ب «الصدمة" والتي يبقى أثرها موجودا في اللا شعور. هذه الصدمة النفسية العنيفة تجعل الرضيع في حالة قلق ما يسى ب (قلق الانفصال) -ونقصد بذلك قلق الرضيع نت انفصاله عن أمه والذي يمثل عنده قلق الموت – مما يحدث عند الطفل بما يدعى ب (الكبت الأولي).

هذه المرحلة تعتمد على اشباع الحاجات في المراحل الأولى الناتجة إلى الحاجة إلى الراحة، الحاجة إلى الأمان، وتوفير الاشباع، والاحساس بالأمان، يجعل الطفل الرضيع يشعر بالتوحد مع العالم الخارجي، والثقة بما حوله.

يظهر مدى تعلق الطفل بأمه من خلال تنمية التعلق الآمن، الناتج عن بناء علاقة أساسها الحب والعطف والحنان، مما يؤدي |إلى تنمية الثقة بالنفس لدى الطفل والاحساس بالأمان من أجل النمو السوي.

ويتكون في هذه المرحلة ما يدعى ب (الموضوع)، وهذا الموضوع متعلق بحث ثدي الأم، كونها موضوع اشباع الحاجات البيولوجية للطفل، في البداية يكون اللاتمايز بعدها ينقسم الموضوع إلى قسمين:

أ‌-                   موضوع موجب: ثدي جيد، ومشبع بتوفره ووجوده حاضرا في أي وقت.

ب‌-              موضوع سالب: ويعبر عن الثدي السيء، والمحبط، والذي يدل على غيابه وغياب الأم.

3-                النمو المعرفي:

مع تقدم نمو الطفل يظهر نموه المعرفي الحركي بالعالم المحيط من خلا مجموعة من المظاهر ك الابتسام، الخوف، الغضب، الغيرة.... كما تظهر لدى الطفل الرغبة في الاستطلاع كالرغبة غي مسك النار مثلا.

-                     المرآة ودلالتها في النمو المعرفي:

إن للمرآة دلالة كبير في نمو الطفل المعرفي ويظهر ذلك في المراحل التالية:

أ‌-                   بعمر 4 أشهر تقريبا، عند رؤية الرضيع نفسه في المرآة يعتبر أن المرآة شخص آخر.

ب‌-       في المرحلة الثانية يتطور لدى الطفل الوعي بالذات ومعرفة تطابقه مع الصورة الموجودة بالمرآة وبالتالي يبدأ يدرك أنه هو الشخص نفسه، خاصة إذا كان أحد الأبوين معه.

ت‌-      أما المرحلة الثالثة تكون عادة ما بين 20-26 شهر، يتعرف الطفل إلى ذاته كليا، كما يستطيع أن يحدد كل جزء من جسمه ووجهه.

 

 


علم النفس النمو - أ. غيات حياة -

الدرس الأول:

تعريف علم النفس النمو:

كثيرا ما يكون هناك خلط بين علم النفس النمو وعلم النفس الطفل، مع أنه لا يمكن الابدال بينهما من حيث أنهما يختلفان في الأهداف، بحيث أن علم النفس الطفل يهتم بنمو الطفل من الميلاد إلى المراهقة، بينما علم النفس النمو فيهتم بنمو الفرد في عمومه وأبعاده المتعددة من الميلاد إلى الموت.

كما أن هناك من يستخدم مصطلح علم النفس التكويني ( Psychologie génétique) كمرادف لمصطلح علم النفس النمو، هذا المصطلح تم وضعه من طرف Piaget و هو يهتم بنمو السلوكيات وتكوينها. ويهتم علم النفس التكويني في نفس الوقت بالمظاهر التي تتدخل في الانتقال الوراثي للطبع من جهة، ومن جهة يهتم بدراسة تأثير المحيط على النمو. أما علم النفس النمو فيهتم بدراسة النمو ومتغيراته، ودراسة العوامل المتعددة التي تتدخل في هذا النمو من خلال تفاعلها فيما بينها، وبالتالي هو لا يكتفي بدراسة التغيرات التي تحدث منذ التلقيح حتى نهاية الحياة.

اذن علم النفس النمو يهتم بدراسة مظاهر نمو الفرد بطريقة علمية عبر مختلف محطاته العمرية، وذلك انطلاقا من لحظة بويضة الأم بالحوين المنوي للأب إلى آخر لحظة في وجوده في العالم.

مصطلح النمو:

إن نمو الكائن البشري عملية متواصلة وغير متقطعة، حيث أن الفرد يمر نت المرحلة الجنينية إلى مرحلة الرضاعة، إلى مرحلة الطفولة، إلى مرحلة المراهقة، ثم مرحلة الرشد إلى الشيخوخة. ويمكننا القول بأن النمو يمثل كل تلك التغيرات التي يعيشها الفرد منذ علمية تلقيح البويضة الى آخر لحظة من الحياة هذا الفرد. التغيرات هنا لا تكون عبثية ولكنها منتظمة حسب برنامج محدد يمكن مقاربته ودراسته بشكل عملي (2010

مصطلح النمو لا يحيل إلى ما وانما هو مصطلح "حيادي"، بينما نجد مصطلح التطور الذي قد نجد بعض الباثين يستخدمونه، أو حتى مصطلح الارتقاء، فهما يفيدان الإيجابية، ولهذا فإنه يظهر لنا أن استخدام مصطلح النمو هو أكثر دقة وصواب.

عوامل النمو:

1-    العوامل البيولوجية:

يتدخل الموروث الجيني والذي يلعب دورا كبيرا فيما يخص نمو الطفل من الناحية البيولوجية، بحيث يتكون داخل رحم الأم بفعل اللقاء بين الحوين المنوي للأب وبويضة الأم، وكل واحد من هذه العناصر سوف يقدم نصف المورثات الجينية لتشكيل الرصيد الجيني للطفل. وتتدخل المورثات الجينية في تحديد الخصائص الفزيقية الخارجية والداخلية للطفل من حيث لون الشعر والبشرة والعينين، القامة وغيرها من مميزات الفرد،والتي تلعب دوراهاما في تفاعل الطفل مع محيطه الخارجي الذي ينموا فيه.

2-    العوامل الاجتماعية

إن الطفل عنم ميلاده يجد نفسه بالضرورة في محيط اجتماعي مميز وهو ينموا بداخله بفعل التفاعلات التي تنشأ بين الطفل وبين هذا المحيط، وتبدأ عملية التنشئة الاجتماعية من اللحظات الأولى لمجيء الفرد إلى هذا العالم هذه التنشئة الاجتماعية تلعب دورا أساسيا في طبيعة العلاقات التي ينسجها الفرد مع باقي أفراد محيطه.

3. العوامل الثقافية:

ان الفرد بالضرورة يعيش داخل مجتمع محدد تحكمه ثقافة معينة، تقوم على اعتقادات مختلفة وأعراف متعددة، زهي تتمثل في التقاليد والقيم التي يتقاسمها أفراد هذا المجتمع. هذه الثقافة لها تأثير مؤكد على نمو الفرد، فالثقافة سوف تتمظهر من حيث أنها تسمح بتعزيز بعض الكفاءات على حساب كفاءات أخرى.