كلية العلوم الاجتماعية

قسم علم النفس والأرطفونيا

السنة ثانية ماستر علم النفس الصحة

الأستاذة الدكتورة : طالب سوسن

السنة الجامعية :2020-2021

البريد الإلكتروني:talebsaoussane53@gmail.com

 

 

 

 المحاضرة الأولى

لمحة تاريخية عن الاضطرابات السيكوسوماتية

 

تمهيد :

  إن العلاقة بين النفس والجسم لم تكن وليدة اليوم، بل ترجع إلى أزمنة بعيدة تعود إلى تاريخ الانسانية، وقد أشار الفلاسفة القدامى إلى التأثير المتبادل بين النفس والجسم، وأن أي تأثير في أحدهما قد يؤثّر بدوره على الآخر، ولكن التفسير العلمي لذلك لم يكن واضحا أو مبرهنا آنذاك.

وفي هذه المحاضرة سوف نحاول تتبع المسار التاريخي لتطور الاضطرابات السيكوسوماتية والطب السيكوسوماتي.

 

تطور مفهوم الاضطرابات السيكوسوماتية :  

  لقد  ذكرنا  سابقا أن العلاقة بين النفس والجسم لم تكن وليدة اليوم ولكن تعود إلى أزمنة غابرة، ورغم أن القدامى لم يتمكنوا من إعطاء تفسيرات علمية إلا أنهم أشاروا إليها من خلال وصفهم وعزوها إلى أمور غيبية .

ومن بين الفلاسفة الذين كان لهم باعا في مجال الطب أبو الطب الفيلسوف اليوناني أبو قراط ( 370- 460   ق م ) حيث ربط بين مزاج الفرد وبعض الأمراض مشيرا إلى أن هناك أربع أنماط هي : المزاج الدموي - البلغمي - الصفراوي - اللمفاوي ، كما كان يولي اهتماما بما يمر به المريض خلال حياته من مشكلات أو صراعات ، إلى جانب اهتمامه حتى بأحلامه ، وفي هذا الصدد يُذكر أنه تمكن من شفاء ملك مقدونيا من خلال تحليل أحلامه.

   كذلك فقد أشار الفيلسوف اليوناني أرسطو (384- 322 ق م)  إلى أنه  إذا حدث انفعال يحدث تغيير في الجسم، ومن جهته أفلاطون (347- 428 ق م) ذكر مقولة ذات دلالة ومغزى تتمثل فيما يلي :" إن طبيعة لا يمكن أن تكون مفهومة ما لم ننظر للجسد ككل، وهذا الخطأ الكبير لأطباء عصرنا إذ أنهم يفصلون النفس عن الجسد لدى معالجتهم للجنس البشري" .

وقد طرح جالينيوس نظريته المسماة بــ: " الروح الحيواني " حيث أوضح أن هناك ارتباطا بين الجانب الحيوي لجسم الانسان والظواهر النفسية مشيرا إلى أن الزيادة أو التغيير في أحدهما يؤدي بدوره إلى  زيادة  تغيير في الآخر.

  وفيما يتعلق بالحضارة العربية حيث كان يشهد العالم الاسلامي أوج رقيه ، فلم يقتصر الاهتمام بصحة الانسان البدنية والنفسية فحسب، بل كان الاهتمام يشمل مختلف النواحي بما في ذلك العلاقات الأسرية والعشيرة.

   ومن بين رواد ودعامة الطب النفسي الجسدي نجد الطبيب فخر الدين الرّازي (545-606ه) صاحب كتاب " الحاوي في الطب " ، وقد قام بدراسة الانعصاب وآثاره على توافق النفس والجسد ككل فيقول عن الانسان الذي يخشى الموت يموت ألف مرة في اليوم .

  وقد قام أبو بكر الرّازي بعلاج الأمير المنصور من آلامه الروماتيزمية حيث كان يشكو من روماتيزم المفاصل،  وبعد أن جرّب عدة طرق ولكن لم تفلح ومع ذلك فقد أبدع في إيجاد طريقة من خلال إثارة خوف الأمير وغضبه بعد أن سقاه الجرعة  الدوائية وهو تحت حرارة الحمام الساخن ، حيث لاذ بالفرار لأنه هددّ الأمير بالقتل قائلا له أنك تآمرت على قتلي وطلبت من جنودك أن يلقوا بي من القارب فسأقتلك عقابا لك فثارت ثائرة الأمير مدفوعا بالخوف والغضب مما رفع من درجة حرارة جسمه مما ساعد على تحلل وتلاشي كل الأخلاط الفاسدة التي كانت قد لانت بفعل درجة حرارة الحمام والماء الساخن .

     ومن جهة أخرى نجد أبو علي بن سينا (970-1037) صاحب كتاب " القانون في الطب " إذ يعد مرجعه مرجعا يعتد ويعتمد عليه في تدريس الطب في أكبر الجامعات الغربية، وفي كتابه هذا فقد أشار إلى ما يُطلق عليه بالشدّة النفسية أو الاجهاد النفسي وما تحدثه من تغييرات عضوية ، كما تمكن من وصف الأمراض وعلاجها ومنها ما نطلق عليه اليوم بالاضطرابات السيكوسوماتية .

ومن بين القصص التي حدثت مع ابن سينا قصصا طريفة في علاجه لحالات نفسية وحتى سيكوسوماتية ، ومنها المشهورة علاجه لمن توهم أنه أصبح بقرة فقد أستدعي الطبيب ابن سينا لمعاينته وفحصه فقال أنها بقرة نحيلة ولم يحن بعد وقت ذبحها وينبغي تقديم لها الطعام والشراب وعندما تكتنز لحما وشحما فسوف يحين وقت ذبحها، وفعلا تم الاعتناء بها ( بالمريض) واشتد عوده ثم أتى إلى المريض ملوحا بالسكين ومبشّرا بمقدم الجزّار وهنا عاد المفحوص إلى وعيه واسترد صحته وعافيته.

قصة أخرى عن جارية كانت منحنية الظهر وتعمل في بلاط الملك ورغم ما أحضر لها من أطباء فلم يتمكنوا من علاجها، فاستدعي ابن سينا وكان من بين المدعوين في القصر وعندما أتت إلى ابن سينا رفع لها البرقع فالخمار فوقفت معتدلة الجسم من شدة خجلها وحياءها .

  وقد أشار الطبيب ابن عيسى المجوسي  (990 ه) في كتابه " كامل الصناعة الطبية "  إلى أن الهم والغم والغضب والحسد تُنهك البدن وتولد الأخلاط الرديئة، مما يؤثّر على الجسم ووظائفه.

ومما لاشك أن الأطباء العرب والمسلمين قد أدركوا أهمية الجانب النفسي أو الروحي في شفاء الأمراض بمختلف أصنافها نفسية أو جسدية وغيرها، ويعود ذلك إلى الاسلام وما جاء به من تعليمات وتوجيهات وتوصيات وهداية ، حيث أكد على الجانب النفسي والروحي للإنسان  .   

  وخلال العصور الوسطى نجد الطبيب الجرّاح هنري موندفيل أولى أهمية بالغة للجانب النفسي والروحي للمريض موضحا أن الفرح والسعادة من شأنهما تحسين صحة المريض والعكس صحيح وذلك من خلال قوله: " إنه من الواجب علينا كأطباء أن نوفر للمريض نصيبا من المرح والسعادة،وكما نعلم فهي حوادث روحية، ولأن الجسم يتحسن بالفرح ويهزل بالحزن والألم ......" ، ومن هنا يتبين لنا أن هذا الجرّاح أدرك ما للحالة النفسية والروحية من تأثير واهتم بنفسه بهذا الجانب قبل إخضاع مرضاه لتك العمليات الجراحية .

كما أن المفكر الانجليزي هينر  (Hiner) اعتبر أن الاحساسات والأفكار والانفعالات ما هي إلا حركات داخلية في الجسم الحي ولا يصل منها إلا ما كان أكثر حركة وحرارة  ولطافة .

أما فيخنر (Fechner) وفي كتابه عن المادة والطاقة  فاعتبر الجسم كالمادة والعقل كالطاقة واعتبر أن كلاهما متفاعلان معتبرا أن وجود العقل يقتضي وجود الجسم أو ما أسماه بالمادة .

في حين اعتبر الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت ( 1596- 1650) أن الجسم والنفس متمايزان، فالنفس روح مفكّر والجسم امتداد، إلا أنه اعتبر  أن الاحساس بالألم والعطش ومختلف الانفعالات التي تحدث للنفس ناشئة من تفاعل النفس مع الجسم، كما أن الطبيب الفرنسي المشهور فيليب بينل (Philippe Pinel)   1826-1745)) فقد أشار في كتابه " وصف الأمراض" (1897) إلى أن الطفح الجلدي كان يظهر بسبب حالات الانفعال والحزن الشديد.

   وقد جاء أول استخدام لمصطلح الاضطرابات السيكوسوماتية أو الأمراض النفسجسدية Maladies Psychosomatiquesأو بالأحرى السيكوسوماتية Psychosomatiqueعلى يد الطبيب الألماني الطبيب الباطني والطبيب العقلي هنروث (Heinroth) (1818) ، كما أدخل مصطلحا ثانيا وهو الجسمي- النفسي  أو ما يمكن تسميته السوماتي - نفسي Somato-Psychique  (1828)

   عبر من خلال المصطلح الأول عن اقتناعه بتأثير الرغبة الجنسية على داء السل الرئوي والصرع والسرطان، في حين ربط المصطلح الثاني بأمراض يكون فيها للعامل الجسدي تأثرا في تغيير الحالة النفسية. )(1978)(  Haynal & Pasini)

  وعلى الرغم من أن مفهوم السيكوسوماتية لم تتواجد في كتب كبار أطباء القرن (19) إلا أن الفكرة كانت موجودة عند العديد منهم، حيث كتب الطبيب الانجليزي مودسلي (Maudsley) في كتابه  «فيزيولوجية العقل » «The Physiology Of Mind» (1876): « إذا لم يتحرر الوجدان فإنه سوف ينعكس على الأعضاء ويؤدي إلى اضطراب وظائفها، إن الحزن الذي يمكن التعبير عنه من خلال النواح، التأوهات والدموع يتم نسيانه بسرعة، في حين الحزن الأخرس الذي يمزق القلب دون توقف فإنه يحطمه في النهاية ». (Ibid)

ذهب الطبيب والشاعر الألماني  نوفاليس (Novalis) أبعد من ذلك مؤكدا على أن  : " كل مرض يمكن اعتباره كمرض نفسي"  سنة (1898). (Ibid).

وكانت بداية استخدام مصطلح  السيكوسوماتية سنة (1922) مع الطبيب الباطني والمحلل النفسي الذي هاجر من ألمانيا النازية حيث كانت تسود نظرية الجنس الآري وشعب الله المختار إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت الحرية ثم عاد من جديد ليستخدم مصطلح الطب السيكوسوماتي ( الطب النفس- جسدي ) (1927)،وقد اعتبر من رواده فازدهر بذلك الطب النفس- جسدي في أمريكا خاصة بعد الحرب العالمية الثانية ونتائجها وضعف ألمانيا. 

   ومن رواد الطب النفسي الجسدي هيلين فلاندارز دانبار (Helen Flanders Dunbar)  التي أنشأت أول مجلة للطب السيكوسوماتي سنة (1943)، وقد اقتبست مقياسا كاملا للشخصية أو بروفيلا للأشخاص الذين يعانون أمراض سيكوسوماتية ، وحسب ما درسته من خلال مرضاها فأطلقت تسمية الشخصية القرحية والشخصية ذات الضغط المرتفع والشخصية المصابة بالتهاب المفاصل ، وقد أدمجت دانبار عددا من العوامل منها العامل التاريخي والفيزيقي والانفعالي في نشأة المرض، كما أوضحت أن كل انفعال جسمي له وقع خاص على الجسد.

مثال على ذلك من خلال وصف مريض الضغط الدموي حسب دانبار:

1-  لابد أن تكون حالة من حالات أمراض القلب موجودة قبلا في أسرته ، ولابد أنه عانى من حالة وفاة مفاجأة لشخص عزيز أو قريب في فترة من فترات حياته كان فيها مستعدا للإصابة.   

2-  لابد أنه كان شخصا عصبيا وكان يتحاشى التعبير عن عصبيته بكبت وقمع انفعالاته.

3-  لابد وأن له سجلا في الأمراض السابقة كإجراء عمليات جراحية أو الاصابة بالسل الرئوي والإصابات المعدية والحساسية .

4-  لابد وأن والديه كان يميلان إلى الشّدة والصرامة، وأنه كان يقوم بدور الرئيس لكن كان يربط هذه الرغبة في السيطرة مع رغبته في التمتع بالعناية والانتباه.

5-  تكون قدراته العقلية فوق المتوسط لكنه يختار المهنة التي تقع دون قدراته خوفا من الفشل مع رغبته في العمل بأقصى ما يمكن ليصل إلى القمة، ولكن دون أن يصلح إلى ما يطمح إليه.

6-  يكون ذو حساسية وتوتر شديدين وميله للشعور بالخجل والحياء وله رغبة في التوافق مع أي نمط ثقافي يتواجد به.

ولا يمكن إغفال الحقبة التي مورست فيها أبهر الاختبارات الفيزيولوجية والبكثيرولوجية  (الجرتومية): حقبة التشريح الباتولوجي La patho-anatomie وانتصارات الميكروبيولوجيا في منتصف القرن (19) وفيزيولوجيا المرض Pathophysiologie في القرن 20 ، وعلى الرغم من أن التجربة العيادية دفعت الأطباء للنظر في العوامل الوجدانية والانفعالية وظروف حياة المرضى إلا أنهم ظلوا خارج الحقل العلمي.

ظلت تلك المشاكل خلال العقدين الأوليين من هذا القرن موضوع اهتمام المجموعات العلمية المهمشة كمجموعة المحللين النفسانيين الأولى ( فدرن Federn سنة 1913 ) الذي قدم حالة ربو إلى مؤسسة التحليل النفسي في فيينا، في حين كان اهتمام أطباء العقل منصبا على حالات تناسب ميدانهم كالتعقيدات الجسدية في الهستيريا.

كتب فرويد (Freud) سنة (1923) إلى فيكتور فون وايساكر (Victor Von Weisaker) والذي كان على وعي بتواجد عوامل نفسية في نشأة وتكوين الأمراض، ومن بين المؤسسين الحقيقيين للطب السيكوسوماتي والمعاصر لفرويد الطبيب الألماني جورج جرودك (George Groddek) الذي أكد مبكرا على أن كل ظاهرة إنسانية تعبر عن ذاتها بطريقتين بدنية ونفسية .

المرض العضوي له معنى ينبغي على المعالج التوصل إليه ليعالجه حقا والمعنى محدد من خلال الهو Le ça...

   مبدأ الحياة يكمن في النفس والجسد هما التعبير، ففي حالة الإمساك الهو يؤكد على أنه يريد أن يحتفظ في الذّات ما كان ينبغي طرحه إلى العالم الخارجي لأن هذا الأخير ليس لائق أو لأن الشخص يخجل من موهبته دون الوسط .

  إن فكرة الوظيفة الرمزية للاضطراب السيكوسوماتي هاته تم محاربتها من قبل رائدي التيار السيكوسوماتي بالولايات المتحدة الأمريكية فرانز ألكسندر مؤسس مدرسة التحليل النفسي بشيكاغو وفلاندارز دانبار مؤلفة كتاب أشارت فيه إلى أثر الانفعالات على التغييرات الجسمية هذين المؤلفين الباحثين يريا أن الاضطراب السيكوسوماتي هو نتيجة طبيعية لحالات التوتر العصبي المزمن المتولدة عن  وجدانات غير ملائمة أو معبر عنها بطريقة غير مناسبة.

   بالنسبة لدانبار فإن التغييرات السوماتية ( الجسدية ) المرافقة للغضب ليست نفسها المرافقة للقلق، إذن  فلكل وجدان (انفعال) معين له وقع خاص على مستوى الجسد، الأمر الذي سمح بفهم الاختلاف بين الشخصيات التي لها استعداد للقرحة المعدية عن الشخصيات التي لها استعداد لأمراض تاجية أو لالتهاب المفاصل الروماتيزمي، وعلى هذا الأساس كان بالإمكان التنبؤ بنوع المرض الذي يُطور من قبل شخص ولكن أيضا لتغيير احتمال ظهوره بالتأثير على عوامل شخصية .

  بالنسبة لألكسندر الخصوصية / النوعية Spécificité لا ترتبط بالشخصية ولكن بطبيعة الصراع المعاش من قبل المريض ففي أمراض الجلد مع الحك فالعامل الهام هو « دافع العداء والذي يحرفه الشعور بالذّنب من هدفه الأولي ليعود ضد الشخص نفسه»

أنماط الشخصية التي  تكبت بسهولة دوافعها العدوانية مقارنة بالآخرين هي مهيأة لحالات الشقيقة، بالنسبة للربو« العامل السيكودينامي  الأساسي هو الصراع حيث تتمثل العقدة في التعلق المفرط  غير المحلول بالأم ».

ومفهوم ألكسندر مفهوم متعدد العوامل La conception multifactorielle حيث تخلق الصراعات غير المحلولة ظروفا مواتية لتطور الاضطرابات السيكوسوماتية، غير أن المرض لا يظهر إلا إذا اجتمع ظرفين آخرين بصورة متعاقبة: ظرف معزز مقدم من خلال عوامل سوماتية مسؤولة عن هشاشة تكوينية، أو مكتسبة للعضو المستهدف، ظرف مفجر على سبيل المثال حداد أو استياء مفاجئ.

وبالتالي فإن كل من ألكسندر ودانبار هما المحللين النفسانيين الأوائل وفي الولايات المتحدة من بحث بطرق علمية الظواهر التي عدت آنذاك ذات سببية سيكوسوماتية.ثم أستأنف هذا التيار في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

   في سنة (1963) اقترحت مجموعة من المحللين النفسانيين الفرنسيين مارتي (Marty)، دوميوزان (de M’zane)، دافيد (David) مصطلح الفكر الإجرائي Le concept de pensée opératoire والتي تعني فقر القدرات الرمزية التي تميز هؤلاء المرضى، يكون نشاطهم العقلي موجها نحو الحاضر والملموس Le présent et le concret  .

  اختلق محللين أمريكيين نمياح (Nemiah)   وسفينوس (Sifneos)  سنة (1972) مصطلحا جديدا تمثل في Alexithymie وتعني عدم القدرة على قراءة الوجدانات L’incapacité de lire les émotions . المصطلح مغري له إمكانية إثارة فكرة لغة الجسم والتي تعوض القدرة على الرمزية والخيال الغائبين، من المؤسف وفي كلتا الحالتين ظلت المقاربة وصفية جدا. إذن هذين المصطلحين : الفكر الاجرائي - عمى قراءة الوجدانات مصطلحين يتيمين ولم يُساهما في فهم سيكولوجية المريض السيكوسوماتي.

وفي عالمنا العربي فأول من استخدم مصطلح الأمراض السيكوسوماتية أستاذ علم النفس التكاملي في جامعة فؤاد الأول ( القاهرة ) الدكتور يوسف مراد رحمه الله وذلك في سنة (1943)، ومن مشاهير العالم العربي الطبيب النفسي والمحلل النفسي من كان رئيسا للعيادة النفسية في باريس الدكتور مصطفى زيور رحمه الله، إضافة إلى الدكتور محمد حمدي الحجار الذي اهتم بالطب النفسي السلوكي في جامعة دمشق ( سوريا ) ، إلى جانب الدكتور محمد أحمد النابسلي في لبنان، دون أن ننسى الدكتور فيصل محمد خير الزراد  رحمه الله والذي لديه مراجع متنوعة في علم النفس العيادي منها ما يتعلق بالاضطرابات السيكوسوماتية كــ: الأمراض النفس-جسمية أمراض العصر، ومنها ما يتعلق بالعلاج النفسي السلوكي، كما أتيحت له الفرصة على الاشراف على دراسات عليا في مجال علم النفس العيادي في دول مغربية وعربية ومن بينها الجزائر، ليبيا، سوريا ، الامارات وغيرها.