تبلورت نظريات الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية منذ منتصف القرن التاسع عشر مع ظهور المدارس الفكرية التي أسست البعد النظري والمنهجي لهذا العلم، وأبرزها النظرية التطورية التي تأثرت بفكر داروين والتيليولوجيا الإغريقية، ورأت أن المجتمعات الإنسانية تتطور خطيًا من التوحش إلى البربرية ثم إلى الحضارة، كما عند مورغان، أو من السحر إلى الدين فالعلم كما عند فريزر، ومن تعدد الآلهة إلى التوحيد كما عند تايلور، غير أن هذه الرؤية الانتقائية عُيبت بمركزيتها الغربية. ومع بداية القرن العشرين ظهرت النظرية الانتشارية كرد فعل على التطورية، مؤكدة أن تطور الثقافات لا يسير في خط واحد بل عبر مسارات متعددة تتأثر بالعوامل الجغرافية والهجرات والتبادلات الاقتصادية. وقد تفرعت عنها ثلاث مدارس: الألمانية التي ركزت على العامل الجغرافي والديني، والأمريكية بقيادة بوا التي أبرزت مفهوم التثاقف باعتباره تبادلًا وانتقاءً متبادلاً بين الثقافات، والبريطانية التي رأت في الحضارة المصرية أصلًا للثقافات الإنسانية. ورغم إسهام هذه المدارس في إثراء الفكر الأنثروبولوجي، فقد وُجهت إليها انتقادات تتعلق بمحدودية مناهجها، كاعتمادها المفرط على المتاحف أو الإحصاءات، وعدم قدرتها على تفسير الإبداع الثقافي المستقل.
تبلورت نظريات الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية منذ منتصف القرن التاسع عشر مع ظهور المدارس الفكرية التي أسست البعد النظري والمنهجي لهذا العلم، وأبرزها النظرية التطورية التي تأثرت بفكر داروين والتيليولوجيا الإغريقية، ورأت أن المجتمعات الإنسانية تتطور خطيًا من التوحش إلى البربرية ثم إلى الحضارة، كما عند مورغان، أو من السحر إلى الدين فالعلم كما عند فريزر، ومن تعدد الآلهة إلى التوحيد كما عند تايلور، غير أن هذه الرؤية الانتقائية عُيبت بمركزيتها الغربية. ومع بداية القرن العشرين ظهرت النظرية الانتشارية كرد فعل على التطورية، مؤكدة أن تطور الثقافات لا يسير في خط واحد بل عبر مسارات متعددة تتأثر بالعوامل الجغرافية والهجرات والتبادلات الاقتصادية. وقد تفرعت عنها ثلاث مدارس: الألمانية التي ركزت على العامل الجغرافي والديني، والأمريكية بقيادة بوا التي أبرزت مفهوم التثاقف باعتباره تبادلًا وانتقاءً متبادلاً بين الثقافات، والبريطانية التي رأت في الحضارة المصرية أصلًا للثقافات الإنسانية. ورغم إسهام هذه المدارس في إثراء الفكر الأنثروبولوجي، فقد وُجهت إليها انتقادات تتعلق بمحدودية مناهجها، كاعتمادها المفرط على المتاحف أو الإحصاءات، وعدم قدرتها على تفسير الإبداع الثقافي المستقل.
- Enseignant: Mustapha Tiliouine
منذ ظهور الأنثروبولوجيا الإجتماعية و الثقافية برزت مجموعة من المدارس كان لها وزن في المنظومة الأنثروبولوجية الإجتماعية و الثقافية و اختلفت هذه المدارس من حيث الموضوعات و المقاربات و المناهج التي استعملتها في دراسة الظواهر الإجتماعية و الثقافية و تراوحت هذه المدارس جغرافيا بين ألمانيا، فرنسا، بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و أهمها المدرسة التبادلية، التطورية، التوزيعية الإنتشارية، الوظيفية و البنائية.
- Enseignant: Mustapha Tiliouine
الأنثروبولوجيا الاجتماعية عرفت تطورًا مستمرًا في مجالاتها منذ ظهورها عام 1906، حيث بدأت مرحلتها الأولى مع جيمس فريزر الذي ركز على دراسة المجتمعات البدائية من خلال طقوسها الدينية وعاداتها وتقاليدها، معتبرًا التفكير الديني محورًا أساسيًا، ثم جاء ليفي برويل الذي حوّل الاهتمام من البنية الدينية إلى البنية المعرفية والمنطقية لدى الإنسان البدائي، رغم نظرته الاستعلائية التي وصفت هذا الإنسان بأنه يعيش "مرحلة ما قبل المنطق". أما المرحلة الثانية، فظهرت بعد الحربين العالميتين، وتميزت بمدرسة كلود ليفي ستراوس البنيوية، الذي وسّع مجالات الأنثروبولوجيا الاجتماعية لتشمل الطقوس الدينية، الخطابات اللسانية، والرموز الثقافية، متأثرًا باللسانيات الحديثة وبأفكار فرديناند دي سوسير وبووا. ومع تطور العلوم، دخلت الأنثروبولوجيا الاجتماعية مرحلة ثالثة معاصرة أصبحت فيها ذات طابع تخصصي متنوع، فظهرت فروع مثل الأنثروبولوجيا الطبية، البيولوجية، الاقتصادية، السياسية، واللغوية، مركّزة على دراسة العلاقة التفاعلية بين الفرد والمجتمع والمؤسسة، مما جعلها علمًا شاملًا يهتم بفهم الإنسان في مختلف أبعاده الثقافية والاجتماعية.
- Enseignant: Mustapha Tiliouine
الأنثروبولوجيا الاجتماعية هي فرع علمي نشأ من تلاقي علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، وبدأ ظهوره عام 1906 ليدرس الإنسان في إطار حياته الاجتماعية والثقافية. تهتم بدراسة البنى الاجتماعية والرموز الثقافية التي تنظّم سلوك الأفراد داخل المجتمعات، سواء البدائية أو الحديثة. وقد تعددت تعريفاتها، فـ«بووا» رآها دراسة للإنسان وثقافاته المختلفة، و«فريزر» اعتبرها علمًا يدرس المجتمعات البدائية، بينما ركّز «ليفـي ستروس» و«دومزيل» على الجانب البنيوي والرمزي للظواهر الاجتماعية مؤكدين ارتباط الاجتماعي بالثقافي. تطورت الأنثروبولوجيا الاجتماعية في السياق الأنكلوساكسوني، حيث سادت في بريطانيا تسمية "الأنثروبولوجيا الاجتماعية" وفي أمريكا "الأنثروبولوجيا الثقافية"، ثم وحّد التيار البنيوي الفرنسي بقيادة ليفي ستروس بينهما تحت مسمى "الأنثروبولوجيا الاجتماعية الثقافية"، لأنها تدرس الظواهر الاجتماعية باعتبارها ظواهر ثقافية ذات دلالات رمزية تعبّر عن الإنسان ومجتمعه.
- Enseignant: Mustapha Tiliouine