
لقد عرفت المجتمعات البشرية عبر تاريخها حركية وتطورا مستمرا، حيث سعت دائما إلى تحسين مستوى الحياة والارتقاء بها إلى آفاق أفضل. بفضل الجهود المضنية والأبحاث العميقة التي قامت بها، تمكنت هذه المجتمعات من تحقيق إنجازات كبيرة، كان أبرزها على الإطلاق ظهور "مجتمع المعلومات". يعتبر هذا المجتمع نتاجا لتطبيقات الفكر الإنساني المتقدمة، إلا أنه ما يزال يطرح العديد من التساؤلات حول ماهيته، كيفية تطوره، والخصائص التي جعلته الهدف الأسمى الذي تسعى إليه دول العالم باختلاف توجهاتها. كما تُثار تساؤلات كثيرة حول مقومات هذا المجتمع وأهدافه، مما يجعله موضوعا شيقا للدراسة والتحليل.
- Trainer/in: MOHAMED ROUABHI

التطور التكنولوجي الذي عرفه العصر الحالي. قد أحدث ثورة في مجال الحياة الإنسانية. وغير ملامحها. ونقل حياة الإنسان من دائرة البساطة إلى دائرة التعقيد. لكن ضمن هذا التعقيد جعل الإنسان يتعامل مع الطبيعة بأقل جهد وأكثر سرعة وأحسن أداء. وبالتالي حدث في مجال حياة الإنسان بهذا التطور التكنولوجي والرقمي الحديث. نقلة نوعية، نتيجة تحول هذه التكنولوجيا إلى تقنية. تسهل على الإنسان عمل كل شيء.
لكن داخل هذه الدائرة الإنسانية في التطور، لم يقف الإنسان عند امتلاكه التقنية والتكنولوجيا الحديثة، وإنما تعداه إلى التسابق نحو الشيء الذي ينتج هذه التكنولوجية. أو ما يعرف (باسم المعلومة). لأن الإنسان الذي يمتلك المعلومة يكمن أن يصنع التقنية ويسهل حياته اليومية. وقد يصل إلى التحكم في الآخر. ومن ثمة التحكم بالعالم، وتسييره. لذا تسعى الدول المتطورة إلى امتلاك المعلومة باعتبارها مبدأ التطور والرقي والسيطرة على العالم. وبالتالي أصبحت هذه الدول عبارة عن مجتمعات تتسابق لامتلاك المعلومة. ومن ثمة ظهور ما يعرف حاليًا بمجتمع المعلومات. وعليه ما المقصود بمجتمع المعلومات؟. وهل يمكن امجتمع المعلومات أن يصبح النافذة الأساسية لتطور الدول والمجتمعات؟.- Trainer/in: Khelifa MAHMOUDI