مقياس المعلوماتية و التعليم عن بعد
أ / مرياح فاطمة الزهراء
موجه لطلبة السنة أولى ماستر تخصص ارشاد و توجيه
السداسي الأول
تمهيد عن مقياس المعلوماتية و التعليم عن بعد :
المعلوماتية والتعليم عن بعد هما موضوعان مترابطان بشكل وثيق،
يشكلان معًا أحد المحاور الأساسية للتحول الرقمي الذي يشهده العالم اليوم ، فالمعلوماتية
هي العلم الذي يهتم بدراسة الأنظمة الحاسوبية معالجة البيانات، والبرمجيات، وكيفية
استخدامها لتخزين تحليل وإيصال المعلومات ، بفضل التطور الكبير في تقنيات
المعلومات والاتصالات، أصبح بالإمكان الوصول إلى كميات هائلة من البيانات بسرعة
كبيرة مما فتح آفاقًا جديدة للتعلم والعمل.
-أما
التعليم عن بعد، فهو أسلوب تعليمي يعتمد على تقديم الدروس والمواد
التعليمية باستخدام الإنترنت والتقنيات الرقمية، دون الحاجة إلى التواجد الفعلي في
الصفوف الدراسية التقليدية. يقوم هذا النظام على استخدام منصات تعليمية رقمية، مثل
الفصول الافتراضية الفيديوهات التفاعلية، والاختبارات عبر الإنترنت، مما يوفر
مرونة كبيرة للمتعلمين، حيث يمكنهم التعلم وفق جداولهم الزمنية الخاصة ومن أي مكان
في العالم.
التكامل بين المعلوماتية والتعليم عن بعد
أتاح فرصًا جديدة في مجال التعليم. بفضل التطورات التكنولوجية مثل الذكاء
الاصطناعي الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، أصبح من الممكن تخصيص التجربة
التعليمية لتناسب احتياجات كل متعلم بشكل فردي فعلى سبيل المثال يمكن للأنظمة
الذكية تحليل أداء الطالب واقتراح مسارات تعلم مخصصة، كما يمكن استخدام تقنيات
الواقع الافتراضي لخلق تجارب تعليمية غامرة تحاكي الواقع.
كما أدى التعليم عن بعد إلى توسيع قاعدة المستفيدين من
العملية التعليمية، حيث أتاح للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في الالتحاق بالمدارس
التقليدية (مثل سكان المناطق النائية، العاملين بدوام كامل ،ذوي الاحتياجات
الخاصة) فرصًا للحصول على تعليم عالي الجودة ،علاوة على ذلك، يوفر التعليم عن بعد مرونة
في التعلم، حيث يمكن للطلاب متابعة الدروس والمواد التعليمية في الوقت الذي
يناسبهم.
ومع ذلك، تواجه هذه الأنظمة بعض التحديات، مثل فجوة الوصول
إلى التكنولوجيا، حيث لا يزال هناك تفاوت في توفر الإنترنت والتقنيات الحديثة
بين مختلف المناطق الجغرافية. إلى جانب ذلك، تبرز الحاجة إلى تطوير مهارات إدارة
الوقت والتنظيم الذاتي لدى المتعلمين، لأن غياب الإشراف المباشر قد يؤدي إلى
تأخير في التقدم التعليمي.
في النهاية، يمكن القول إن المعلوماتية والتعليم عن بعد
يمثلان نقلة نوعية في مجال التعليم، مما يسمح بنشر المعرفة بشكل أوسع وأكثر مرونة،
مع الاستفادة من القدرات التكنولوجية الحديثة لتحسين جودة العملية التعليمية
وتحقيق التفاعل بين المعلم والطالب بأساليب مبتكرة.
- معلم: Fatima zohra Meriah