- Enseignant: Azzeddine KAMRAOUI
المحور الثاني : نظرية الدساتير
- Enseignant: ZOUHRA KILALI
إن المقصود
بمنهجية العلوم القانونية هو أن يتمكن الطالب من دراسة كافة البحوث القانونية على
شتى أنواعهما وفق منهجية متزنة يبدئها بمقدمة وإشكالية
يعرض الإجابة عنها وقف خطة متزنة تتضمن قسمين رئيسسين
يعرض فيهما موضع البحث القانوني بشكل سلسل ومترابط بحيث يبدأ بالعموميات ثم يتفصل
في الموضوع دون أن يحيد عن الإيطار النظري والموضوعي والزماني والمكاني لموضوع
بحثه ، ثم ينهيه بخاتمة يلخص فيها موضوع بحثه ويلقي فيها بالنتائج والتوصيات في
البحوث أكثر درجة علمية من تلك البحوث التطبيقية الملقاة في طور الليسانس .
الفئة المستهدفة : السنة الأولى ليسانس (الفرع الأول )
- Enseignant: NIDAL SALMI
- Gestionnaire: Abdelghani SLIMANI
fiche contact:
enseingants: yahiaoui salah berabah mohamed hassani mahmoud
assistants/charges td:
coefficient de crédits: 7
unité d'enseignement: fondamentale
volume horaire global:67h30
volume horaire de travail hebdomadaire:27h
modalité d'évaluation: controle continu+examen
obgectifs généraux de la matiére:
إكتساب أساسيات القانون والمبادئ العامة ومحاولة تكوين فكر قانوني للطالب حتى يتسنى له التحكم أكثر فيها وهدا لمي يستعملها عند دراسة المواد الأخرى بتعمق
les prérequis:
يجب على الطالب أن يكون مزودا بثقافة عامة تؤهله لإستيعاب مواد القانون وذلك من خلال إنفتاحه على العلوم القانونية
:محتوى المادة
المحور الأول: تنظيم السلطات الثلاث
المحور الثاني : أنواع النظم السياسية المقارنة
1- من حيث رئاسة الدولة (جمهوري ملكية دستورية و غيرها)
2- من حيث مشاركة الشعب (ديمقراطية مباشرة – نيابة – شبه مباشرة) 3- من حيث الفصل بين السلطات (نظام برلماني – رئاسي – حكومة الجمعية – شبه
رئاسي) المحور الثالث : الأحزاب السياسية و النظم
الانتخابية المحور الرابع : النظام السياسي الجزائري
- yahiaoui salah: SALAH YAHIAOUI
- Gestionnaire: ACHEWEK ZAHDOUR
الاستاذ مجاهد زين العابدين
محاضرات في مناهج البحث في العلوم القانونية
الفئة المستهدفة : طلبة سنة أولى ليسانس
الحجم الساعي 1:30 كل يوم اثنين بداية من الساعة 10 صباحا
امكانية التواجد على مستوى الكلية قاعة الاساتذة يومي الاثنين و الخميس صباحا
على مستوى البريد الاكتروني بشكل دائم
zinezin82@gmail.com
مقدمــــــــــــــــــــــــــــة
تلعب المناهج درا هاما في توجيه الباحثين على اختلاف مشاربهم العلمية و في مجال العلوم القانونية تشكل المناهج عاملا فاعلا في تقديم الاجابات و الحلول المبتكرة عن مختلف الاشكاليات و التساؤلات المرتبطة بالظاهرة او الحدث او الواقعة و تقديمها للمجتمعات بشكل صحيح و مقبول و لا يهم بعدها عدد المناهج المعتمدة في دراسة الظاهرة و محدوديتها في التعامل مع تلك الظواهر ، لان المعول عليه يظل دوما الطريقة و الاداة التي توصل اثبات صحة ما نحن بصدد البحث عنه اذا كان غير معلوم و مبهم او اعادة اثباته و تطويره و البرهنة على صحته اذا كنا عالمين به .
من هنا تظهر الاهمية العملية و النظرية التي تقدمها المناهج للعلم و المعرفة و ايضا للمجتمعات باعتبارها الاداة و الواسطة التي يمكن من خلالها للمختصين تقديم اجابات مستنيرة عن الاحتياجات و المطالب المتراكمة بشكل دائم و مستمر
- Enseignant: Zineelabidine MEDJAHED
كلية الحقوق و العلوم السياسية
محمد بن أحمد وهران 2
قسم الحقوق
محاضرات في مناهج البحث في العلوم القانونية
محاضرات موجهة لطلبة سنة أولى ليسانس حقوق
السداسي الثاني
قاعة المحاضرات رقم 07
امكانية التواجد على مستوى مكتبة الكلية يومي الثانين و الخميس ساعة 11 صباحا 30
امكانية التواصل عن طريق البريد الالكتروني مع امكانية الرد خلال 24 ساعة اللاحقة
zinezin82@gmail.com
المحاضرة الأولى
مقــــــــــــــــــــــدمـــــــــــــــــــــة
يتجــلى المنهــــج في تلــك المجمـــوعــــــــــــة من القواعــــد و الضوابـــــط و المبــــــادئ العقلية و الحسيـــــــــــــة التحليلية و التأملية المنظمة و المضبوطة و المستقاة من مصادر متعددة و التي ييستعين بها الباحث بغيـــة الوصـــــول إلى الكشف عــــــن الحقائق الغائبة و المجهولة لدينا أو من اجل البرهنة عليها لنا حين نكون عارفين بها ، وذلك من أجل تقديم حلول " نظرية أو عملية " تصلح للاعتماد عليها و تقديمها للمجتمع حسب الحاجة أو الظروف .
لذلك يعتبـــر المنهــــج قــــوام البحث العلمي في شتى مجالات الحياة و لا يمكن أن نتصور خلو أي موضوع أو تخصص من اعتماد منهج معين للوصول إلى الحقيقة .
وبعيـــدا عـــــن الجـــدل الفقهـــي و الفلسفـــي و القــــانوني حـــــول مـــن يملـــك حـــــق الأسبقيـــــة في ابتكار المناهج و تطوير أدواتها ، فان لا أحد ينكر اتفاق هؤلاء فيما بينهم حول ضرورة الاستعانة بالمناهج و الاجتماع على جدواها و أهميتها في صناعة المعرفة و العلم و تقديم الأشياء و المعلومات و المعارف والحلول الممكنة لمختلف المشكلات و النوازل ، بشكل منظم و مضبوط و متاح للكافة ، خاصة في ظل حالة التطور و التحول التكنولوجي المعقد الذي أصبح يعيشه العالم بشكل غير مسبوق .
حقا إنها حالة لا تقبل النقاش اليوم ، بل انه صار من غير المعقول التسليم بالاعتراف لأي علم أو تخصص علمي بهذه الصفة أي " العلمية " خارج دائرة المنهج ، فالمنهج قوام العلم و بدايته و استمرار وجوده المادي و الفلسفي ، و هو السبيل الذي يحرك في الباحث العقل و يدفعه إلى تقديم الحلول المنتظرة بشأن الظاهرة مهما تغيرت الظروف و الأحوال .
لذلك لا غرابة أن تجد باحثا في عالمنا المعاصر و ضمن مجال العلوم القانونية يتحدث عن المنهج المتبع في البحث أو التشريع أو القضاء أو الدراسة الأكاديمية ، لكونها مسألة تجاوزها الزمن .
و لكــــون الظواهــــــر في تجـــــدد مستــــدام ولان التحـــول و التغيـــــر سمــــــة الحيـــــاة فــــــان توقعات بشأن تعرض مختلف العلوم المتصلة بالقانون لنفس المتغير تدفعنا إلى استحضار أي منهج لتعرف أفضل على الظاهرة و التعامل مع تلك المتغيرات و المستجدات و التحولات بشكل منظم ، حيث يستطيع من خلالها الباحث الإجابة عن المطالب و الحاجيات بشكل علمي و صحيح أيضا .
و لنضرب مثالا على ذلك ، فان موضوعات كدور الوسائل العلمية في إثبات النسب و التعامل في الأجنـــة الفائضـــة عن الحاجـــة و عمليــات تغيير الجنس و الاستنساخ البشري و الجرائم الالكترونية و الحماية الإجرائية و الموضوعية للبيئة ، أو كتلــك التي لا تــزال محل تطور مستمر على غرار الرقمنة و ما أفرزته من تحديات و تحولات عالمية ، هي كلها مواضيع و إن كانت قد أصبحت ترتبط اليوم بتطور الدول و تعبر عن مظاهر الرخاء و النمو فيها إلا أنها في المقابل أنتجت من الناحية التشريعية أوضاعا جديدة جعلت الفقهاء و رجال الاختصاص القانوني يتساءلون حول مدى قدرة المبادئ المستقر عليها ضمن القوالب التقليدية للقانون المدني و الجزائي مثلا من استيعاب هذه الوضعيات المستحدثة
هنا فقط تظهر أهمية المناهج كأدوات قادرة على تقديم الإجابات الممكنة من الأحداث المستجدة و كآلية تعمل على إعادة التوازن المفقود أحيانا بين العلم و الظاهرة و بين القانون و الوقائع و بين الأخلاقيات العلمية و جدوى الحلول العلمية النزيهة و الشفافة و الصادقة .
و عليـــــــــــــه لا مناص من اللجوء إلى أي منهج يقدم الإضافة المنشودة للأمم و يسهم في بلوغها مرحلة من الرقي العلمي و في مجال دراستنا يساهم في تطوير منظومتها القانونية و يملك القدرة أيضا على التفاعل مع المستجدات بشكل مرن و مستدام و مجدي ، سواء كان المعول عليه العقل أو العودة إلى حضارات الأمم و الاقتداء و الاهتداء بتجاربها التاريخية أو إعمال المقاربة التجريبية المخبرية أو تقديم الحلول عن طريق صناعة التشريعات وتفسير القواعد و النصوص و الاجتهاد في بيانها أو دراستها من خلال المقارنة فيما بينها و العمل على تدارك العوز و القصور الذي يعتري قواعدها و إحكامها و العمل غلى تداركها، ولا يهم بعدها البحث عن مدى التزام الباحث باعتماد منهج أو أكثر أو توفيقه في اختياره لأفضلها ملائمة للظاهرة ، بل المهم هو التساؤل حول مدى التمكين الذي يحققه المنهج للوصل إلى الحقيقة ؟
تــــعـــــــريف المنهـــــــــــــج
المنهج هو مجموعة من القواعد التي يضعها الباحث بقصد الوصول إلى الحقيقة في العلم ، أو هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة لاكتشاف الحقيقة .
وبشكل عام فان المنهج العلمي يمكن وصفه بأنه " فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين و إما من أجل البرهنة عليها حين نكون بها عارفين "
و الواقع أن المنهج على هذا النحو يحمل في مضمونه معنيين ، الأول واسع و الأخر ضيق .
فالمعنى الواسع يضم المنهجية في مفهوميها الشكلي و الإجرائي .
حيث يتجلى المفهوم الشكلي في الشكل أو الصورة النهائية للبحث أو الدراسة القانونية .
أما المدلول الإجرائي أو العملي فهو يتعلق بدراسة مختلف الإجراءات العملية التي تساعد الباحث في عملية جمع المعلومات من المجتمع أو العينة المراد دراستها هن طريق الاستبيانات أو دراسات العينة وغيرها .
أما المدلول الضيق للمنهج فيقصد به المعنى الموضوعي و الذي يتجلى في طريقة التفكير التي يعتمد عليها الباحث أثناء القيام بعملية البحث ، من خلال التركيز على إتباع مجموعة الضوابط و الشروط و المبادئ التي تتحكم في سير العقل .
و المناهج على هذا النحو أو طرق البحث عن الحقيقة تختلف باختلاف المواضيع ، لهذا توجد عدة أنواع من المناهج العلمية الموصلة للحقيقة بوجه عام و في مجال العلوم القانونية بوجه أخص.
و هي المناهج التي سنحاول التعرض لها بالدراسة على النحو التالي :
المحاضرة الثانية
مناهج البحث العلمي بين النظرية و التطبيق :
المعلوم في علم المناهج بأنه هناك المنهج العلمي المعاصر الذي يهدف إلى توسيع نطاق المعرفة والتعرف على الجوانب المجهولة فيها ، وفي بعض الأحيان نطلق عليه اسم النظرية العلمية ، ونقصد بذلك صياغة النظريات و إثراء ما هو موجود من فكر و أراء و علاقات حتى تتضح الصورة في أذهاننا ونفهم حقيقة وكنه الأشياء التي نلاحظها ولا نجد تفسيرا لها .
فالغايـــة إذن مــــن هـــذا المنهــــج العلمـــي هــــي الفهـــم والكشف عن الحقيقة العلمية الأصلية للظواهر و الأشياء .
كما يوجد نوع آخر من المناهج هو المنهج العلمي المطبق ، أي القائم على تطبيق النظرية العلمية المشار إليها سابقا ، عن طريق استعمال الطريقة العلمية الملائمة لحل المشكل التي تصادف الإنسان حيث تعتبر هذه الحلول أو الإجابات الدافع الذي يفرض على المفكرين والباحثين المؤهلين لذلك بذل الجهود من أجل تقديم حل مناسب لها .
لهذا فان المنهجية العلمية التي تدرس في الجامعات والمعاهد ومراكز البحث كنظريات ، ليست مجرد أنشطة علمية نمطية و غير منتجة واقعا ، بل هي عملية قابلة للتحقيق و التنفيذ ولا يهم بعدها إن تمت في شكل انفرادي أو مشترك .
لذلك يسير التوجه العالمي الحديث إلى اعتماد آليات تقديم العروض المعرفية و الدراسات البحثية بأشكال و طرق اتفاقية أو تعاقدية أو لائحية تعرض من خلالها الجامعات والمراكز البحثية صورة جديدة للتآلف بين المعرفة النظرية و جدواها العملية أيضا .
أهمية الاعتماد على المناهج في الدراسة القانونية بين الأخذ بالمنهج الواحد أو التعدد :
لا يمكن من الناحية المنطقية التعويل على منهج واحد لتقديم إجابات حول ظاهرة أو ظواهر ووقائع متعددة و معقدة و مختلفة المصدر و الأثر و المدى و الأطراف و الظروف المحيطة ...الخ .
فإذا كان المفكرون والفلاسفة في القرون الماضية قد رأوا مثلا في الاعتماد على منهج الاستدلال المنطقي الصوري أداة يستطيع من خلالها الباحث تقديم حلول و إجابات حقيقية لكل التساؤلات التي ظلت ترتبط بحياة المجتمعات آنذاك ، إلا أنه التصور الذي سرعان ما تلاشى ، حيث فقد ذلك المنهج بريقه في تعامله مع تلك الاستفسارات بشكل كامل و تام ، حيث حل محله البرهان الرياضي كأداة لتفسير وحل المشاكل التي كان يعيشها الإنسان ، حيث كان يرى كل من نيوتن وديكارت بان المعادلات الرياضية هي الأداة الوحيدة التي يملك من خلالها الفلاسفة و العلماء تقديم حلول لمجتمعاتهم .
و أمام القصور الذي ظل يعتري إعمال هذه المناهج ، لم يجد الفلاسفة والعلماء من بد لمجارات المتغيرات التي أضحت السمة المهيمنة على حياة تلك المجتمعات إلا باعتماد طرق بديلة للمنهج الاستدلالي الرياضي و ذلك عن طريق اللجوء إلى اعتماد طريق المعاينة بالملاحظة لإثبات صحة وحقيقة الظواهر وتفسيرها بشكل مفهوم علميا و مقبول اجتماعيا .
حيث تجاوز الباحثون مرحلة الجمود والصلابة و العقلانية التي ظلت تهيمن على المشهد العلمي إلى حالة جديدة تقوم على الإثبات بالملاحظة و التجريب اليدوي للظواهر ، بشكل متعمد ومقصود من أجل اقتراب علمي أفضل ، يراعى فيه المتغير الذي يتحكم فيه الباحث كالظروف والشروط التي تسمح بإجراء التجربة والمتغيرات التابعة لها ، لإثبات علاقة السببية بين الظواهر و المتغيرات المختلفة و انتهاء بصياغة قوانين جزئية تتعلق بها .
لكن ونظرا لعدم قدرة هذا المنهج من إعطاء تفسيرات لظواهر ومواضيع تلعب فيها الحالات النفسية والشعورية و الظروف الاجتماعية التي تعيشها العينة دورا هاما في التأثير على صحة و حقيقة النتائج ، وجد الباحثون أنفسهم أمام تحد جديد يفرض عليهم اللجوء إلى مناهج أخرى تحقق الملائمة الصحيحة للدراسة مع الوقائع والظواهر و العينات بشكل مأمون وموثوق علميا ، فظهر حينها المنهج التاريخي والمنهج المقارن و المنهج الوصفي .....الخ كمناهج جديدة تقدم الإضافة اللازمة و تستطيع من خلالها أهل الاختصاص تقديم الإجابات الممكنة للظاهرة بشكل مستفيض وبقراءات كثيرة من زوايا متعددة .
و كنتيجـــــــة لكل ما بينـــاه ، يتضــح مـــــدى تأثيـــــر الوسائـــــل و الغايات في اختيار المناهج المناسبة للدراسة حسب الظروف و الأحوال ، و هو ما يفسر منطقيا أيضا بأنه رد فعل طبيعي للمنهج من الظاهرة و دفاع منه على خصوصياته الكامنة فيه .
و بالتالي يمكن القول بأن لا مانع من اعتماد الباحث على أكثر من منهج من أجل الوصول إلى الحقيقة بشكل موضوعي و آمن سواء كان ذلك من اجل الكشف عن حقيقة جديدة أو البرهنة عن حقيقة كانت موجودة سلفا إلا أنها لم تكن مثبتة بالشكل الصحيح نتيجة نقص أو خطأ في فهم تلك الظاهرة أو لخطأ في اختيار الفرض الصحيح المتعلق بها ، أو بسب عدم دقة الملاحظة فيها أو نتيجة النقص الذي شاب الدقة في الاستقراء و الاستنتاج أيضا أو عدم تمكن الباحث أو العالم من النقد الصحيح للمعطيات الزمنية و المكانية أو توصيف الحقائق توصيفا صحيحاالمحاضرة الثالثة المهج الاستدلالي
- Enseignant: Zineelabidine MEDJAHED
الاستاذ مجاهد زين العابدين
مناهج البحث في العلوم القانونية
المنهــــــج الاستدلالــــــــــي
يصنف المنهج الاستدلالي كأحد أهم المناهج البحثية ، حيث يعمل الباحث فيه على استثارة عقله واستنطاقه عن طريق إعمال التفكير المجرد الخالي من الاعتماد على أية أداة أو وسيلة مادية خارجية مؤثرة من أجل جعله قادرا على تقديم معارف جديدة من خلال الاستناد إلى المعارف السابقة .
لذلك يعتبر التفكير العقلي المجرد المبني على اعتماد البراهين العقلية و المسلمات كأداة للاستنباط و الاستنتاج العقلي الأداة الرئيسة في اعتماد المنهج الاستدلالي كأداة البحث القانوني في هذا الإطار باعتباره يقدم إجابات منطقية و عقلية منظمة بشأن الظاهرة المراد البحث فيها دون حاجة إلى إثبات صحتها بالتجربة .
بل إن الاعتبـــــار التــــــــــــاريخي لوحــــــــــــده كـــــــــافي لان يجعلنا نصنف هذا المنهج ضمن المناهج العلمية الأساسية ، فهو من حيث النشأة التاريخية قديم ترجع جذوره إلى العهد اليوناني ، ليبلوره "ديكارت" بعدها كمنهج علمي قائم بذاته استخدم في البداية في مجالات الفلسفة والرياضيات ليستهلك بعدها كل المواضيع والمجالات البحثية الأخرى .
أما في مجال دراستنا فان تساؤلات جمة قد تطرح بشأن مدى ملائمة هذا المنهج مع موضوعات العلوم القانونية ؟
قبل الإجابة عن هذا التساؤل، لا بد لنا من معرفة المقصود بالمنهج الاستدلالي ثم بيان خصائصه و أدواته ، و مــــن ثــــم الانتقال بعدها إلى التعرف أكثر على مدى إمكانية تطبيقه ضمن مجال العلوم القانونية ، لننهي إطار الدراسة باستعراض مختلف الإشكاليات التي تعترض إنفاذه .
أولا: تعريف المنهج الاستدلالي وخصائصه
يمكن تعريف المنهج الاستدلالي بأنه :" المنهج الذي يقارب الحقيقة بالاستدلال من حيث كون هذا الأخير عملية عقلية ننتقل فيها من قضية أو مجموعة قضايا إلى قضية أخرى جديدة تستخلص منها مباشرة دون الحاجة لإخضاعها إلى التجربة ، أي أنه عملية استنتاج واستقراء عقلي يقوم على فكرة الانتقال من أشياء مسلم بصحتها إلى أشياء أخرى ناتجة عنها بالضرورة و تكون جديدة بالنسبة للقضايا الأصلية ".
كما يمكن أن يعرف أيضا على أنه: "عملية عقلية يتم الانتقال فيها من قضية أو من عدة قضايا أخرى تنتج وتستخلص منها بالضرورة دون اللجوء إلى التجربة ".
يتضح من خلال هذه التعريفات أن العامل المشترك فيما بينها يتمثل في الاعتراف للمنهج الاستدلالي بدوره في استثارة " العقل " و تحريكه بشكل منظم و سليم من أجل إثبات صحة النتائج المتوصل إليها انطلاقا من أشياء مسلم بصحتها دون الحاجة إلى إثباتها بالتجربة .
ثانيا : خصائص المنهج الاستدلالي
1- هو منهج عقلي يعتمد على الصرامة و المنطق في التعامل مع الظواهر ، أي أنه يعمل على إثبات صحة الأشياء و الحقائق و الظواهر عن طريق المنطق العقلي .
2- أنه منهج تحليلي تفسيري ، يعتمد على توظيف العقل لتحليل الظواهر و تفسيرها .
3- هو منهج استنباطي ينتقل من العام إلى الخاص ، حيث أن الباحث يحاول من خلاله إثبات أن ما يصدق على الكل يصدق على الجزء أيضا .
ثالثا: مبادئ الاستدلال
البديهية : هي عبارة عن قضايا واضحة و بينة بذاتها و هي لا تحتاج لبراهين تثبت صحتها ، أي أنها صادقة لا تحتاج إلى إثبات و بيان .
مثال : الكل أكبر من الجزء ، من يملك الكل يملك الجزء .
المصادرة أو المسلمة أو الموضوعة : هي قضية تركيبية يضعها العقل ويسلم بها دون الحاجة إلى برهان يؤيدها و ذلك بسبب حاجته إليها في البرهنة ، فهي إنشاء عقلي خاص وصريح ليس بنفس مرتبة اليقين الموجود في البديهية إلا انه يصدق النتائج و يسلم بها حتى في حال نقصان اليقين .
مثال : الكل ينشد السعادة _______كثير من المجتمعات تبحث عن الطمأنينة .
التعريفات: مجموع الصفات التي يتكون منها مفهوم الشيء بما يجعله مميزا عما سواه .
ويشترط لصحة التعريف :
1- أن يتضمن تعبيرا واضحا لماهية الشيء كبيان جنسه أو نوعه .
2- أن يكون جامعا مانعا .
3- الاحتراز في تعريف الشيء بما لا يعرف إلا به .
4- تجنب استعمال ألفاظ غريبة و غير مفهومة في صياغة التعريف .
رابعا: أدوات المنهج الاستدلالي
يقصد بأدوات المنهج الاستدلالي مختلف الوسائل والأدوات التي يستعين بها الباحث لإثبات صحة الفروض العقلية والنتائج المرتبطة بها داخل العقل و بشكل مجرد من التجربة .
وهي الأدوات التي تتجلى في :
1- القيــــــاس : وهو قول مؤلف من قضايا إذا سلمت لزم عنها قول آخر و هو ما يصطلح عليه بتحصيل حاصل كونه لا يأتي بالجديد .
2-التجــــــريب العقـــلــــــي وهو قيام الباحث باستخراج النتائج المتعلقة بكل الفروض والتحقيقات المتعلقة بظاهرة ما والتي قام بتبنيها وتصورها من أجل التأكد من إمكانية تحققها الفعلي دون تجربة فعلية .
التركيــــــب: عملية عقلية تبدأ من قضية صحيحة معلومة بقصد استخراج النتائج، ومعرفة مدى صحتها .
خـــــلاصــــــــــــــــــة :
إن الملاحـــــظ على أدوات الاستــــدلال هــــو أنهــا غيــــر مكلفــــة ماديا و مقتـــصـــدة للجهــــد العضــــلي و الأموال و ذلك لان كل العمليات تتم في داخل الذهن و لا تحتاج إلى مخابر و ما يتتبعها من نفقات بحث ومعدات وتقنيات متطورة .
كمـــا أنهـــــا قـــد تسمـــح للبـــاحث مـــن أن يفتـــرض فــروضا جــــــــــــريئة قــــــــــد لا يسعــــــه افتراضـــــها أو التفكير فيها واقعا ، بل قد يتجاوز به حد الافتراض إعمال الخيال والعلم لإنشاء توقعات أو سيناريوهات و احتمالات مختلفة تتعلق بإمكانية تغير الأحداث أو تطويرها استباقا أو احتياطيا .
لذلك يقول الفيلسوف ديكارت :" على العموم إنني استطيع أن استغني عن إجراء أي تجربة واقعية لأنني استطيع أن اركب في ذهني كل العمليات الممكنة وغير الممكنة " .
المحاضرة الرابعة
خامسا : أنواع الاستدلال
الاستدلال نوعان ، إما استنتاج أو استقراء .
أولا _ الاستنتاج : ويقصد به الحقيقة العلمية المتوصل إليها من قبل الباحث ، بمعنى آخر فان الاستنتاج هو لزوم النتيجة عن المقدمات والفروض التي قدمها الباحث لأجل الوصول إلى الحقيقة .
ثانيا _ الاستقراء العقلي : هو الحكم على الكلي بما يوجد في بعض أجزائه .
سادسا: تطبيقات المنهج الاستدلالي في مجال العلوم القانونية
إن خاصية التميز التي تجعل من المنهج الاستدلالي منهجا عقليا صارما في نتائجه وفاعلا ومنتجا في فرضياته لا يمكن أن تحول دون ربط التميز بخاصيات أخرى على غرار الثبات و إطلاق الأشياء والحقائق والظواهر ، لأن المنطق بقدر ما يساهم في تقديم صورة أكثر وضوحا على أحقية العقل في أن يحظى بالسبق في بيان حقيقة الظواهر بدون حاجة لبذل مجهود إضافي في المخابر وبتكاليف أكثر فانه في المقابل من ذلك يساهم في قبول عدم التعارض بين المسلم به و البديهي و النتائج من جهة وبين تأثير الفكر على الواقع "المفترض " ، والذي يمكن إثبات صحة أحداثه من خلال العقل المجرد ليس إلا .
ذلكم هو المنهج الاستدلالي الذي يصلح للتطبيق حيثما كان الوضع مناسبا ، و الموضوع ملائما بخصائصه التي ذكرنا وأدواته التي بينا .
و في مجال دراستنا قد يطرح التساؤل التالي : إلى أي مدى يصلح المنهج الاستدلالي كأداة تحقق الكفاية في مجال العلوم القانونية ؟
بداية لا بد من الإشارة إلى أن من بين الأسباب التي دفعت الفقهاء والعلماء إلى تبني المنهج الاستدلالي كأداة متميزة ومنتجة في حقل الدراسات والبحوث القانونية هو الحاجة إلى أداة تحٌقق الملائمة العلمية بالشكل الذي يعكس حقيقة الانتقال العلمي من مرحلة التفسير الميتافيزيقي و الديني أو الطبيعي للظواهر إلى مرحلة أكثر نضوجا يعتمد فيها الباحث على إحلال التفكير المنهجي العقلي والذي يعتمد على التفسير المنطقي و الاستنتاج الذهني محل التحليل البدائي أو العبثي و الغير منظم للظواهر و الأحداث .
لذلك نجد بان سمات مثل الثبات و التجريد ، و التي تشكل الخصائص المهيمنة على مجال النشاط القانوني بمجالاته المختلفة قبل القرن السابع عشر ظلت تقدم هذا المنهج في صورة المنهج الأكثر حضورا في مختلف الدراسات التي تعنى بالظاهرة القانونية ، خاصة إبان مرحلة التداخل بين القانون والفلسفة التأملية ، حيث كانت النظرة السائدة حينها للقانون نظرة جامدة يهيمن عليها التحليل الذهني و العقلي للظواهر دون سواه .
وعليه لا غرابة إذا قلنا بأن استعمال المنهج الاستدلالي في مواضيع مثل فلسفة القانون و علم الاجتماع القانوني و نظرية الجريمة و علم العقاب ...الخ كان كافيا إلى حد ما من حيث القيمة التي أضافها هذا المنهج لمختلف الدراسات القانونية ، ذلك أن جوهر التفكير الذي يبنى عليه المنطق القانوني ما هو إلا شكل أو فرع من فروع المنطق الصوري ، ومازال هذا المنهج مفيدا ومنتجا في زماننا هذا و في مجالات متعددة كما هو الحال بالنسبة لموضوع تفسير وتركيب المبادئ والقواعد والأحكام القانونية المجردة أو في مجال سريان الأحكام القانونية .
بل إن تلك الأهمية تجاوزت اهتمامات البحث و الدراسة إلى الإعمال في المجال القضائي بدخول المبدأ معترك البحث في جوهر العمل القضائي وكل ما له علاقة بهذا المجال الحيوي ، على غرار علم القرائن و الأدلة المرتبطة بها ، و أيضا التدقيق في تصريحات الشهود ومقابلتها ومقارنتها بالوقائع و في موضوع تكوين الاقتناع الشخصي للقاضي بشأن الجرائم المعروضة عليه .
كما أنه في مجال إعداد البحوث والمذكرات القانونية لا يمكن أن نتصور تقديم الباحث لنتائج قريبة من الفرضيات التي قدمها خارج إطار الالتزام باحترام قواعد التسلسل المنطقي للأفكار، كالانتقال من القواعــــد العامة إلى الاستثنــــاءات و مـــن المسائل الرئيسية إلى المسائل الفرعية و التنويع في دراسة و عرض المسائل القانونية و تقديم الإجابات عنها بشكل عقلاني أيضا .
سابعا :الانتقادات الموجهة لإعمال المنهج الاستدلالي في مجال البحوث والدراسات القانونية
في مقـــــابل المــــزايا و الإضافــــــات التي قدمها رواد المنهج الاستدلالي لميدان العلوم القانونية ، فان ذلك لم يشفع لهم في مواجهة الانتقادات التي أراد من خلالها أصحابها تقديم المعرفة العلمية في المجال القانوني بشكل ملموس و ظاهر للعيان و بصورة أكثر واقعية .
فــــفي نظــــــرهم ليست كــــل الظـــــواهر تستحــــق الإثبــــات و الاستنـــــتاج العقــلي المجرد بل إن بعضها يقتضي البيان بالعيان و الإثبات بالتجربة المدركة بالعين المجردة أو باستعمال الأدوات التي تقوم مقامها و التي لا يستطيع العقل المجرد إدراكها باستعمال التفكير لوحده دون اقتراب عميق و منظور .
لذلك و أمام القصور الذي اعترى هذا المنهج ، اتجهت اغلب التشريعات و الأنظمة القانونية في نهاية القرن التاسع عشر ميلادي ، خاصة المرحلة التي تلت نضج العقلية العلمية الموضوعية ، إلى المناداة بضرورة تبني طريق المنهج التجريبي كأداة تسهم في الفهم و التحليل الصحيح للظواهر بدل البرهان العقلي الجامد .- Enseignant: Zineelabidine MEDJAHED