COURS المحاضرات

مر الإنسان عبر التاريخ بمراحل عديدة قبل أن يصل إلى العيش تحت راية القانون، هذا الأخير الذي هو انعكاس لظروف اقتصادية، اجتماعية، سياسية وفكرية ناشئة في إطار زماني ومكاني معيني، فكل قانون يحمل خصائص الحضارة التي أنشأ فيها.                                

فالقانون إذن، هو مجموعة من القواعد التي تنظم سلوك الأشخاص في المجتمع وتنظم علاقاتهم فيما بينهم ويترتب على مخالفتها جزاء وهذا الجزاء هو ما يميزها عن غيرها من القواعد سواء كانت أخلاقية أو مجاملات والتي يترتب على مخالفتها تأنيب الضمير أو احتقار الجميع.وقد   يطلق لفظ القانون على القواعد المطبقة في مكان معين كالقانون الجزائري، أو في زمان معين كالقانون الروماني أو في موضوع معين كالقانون التجاري،كما قد يطلق على مجموعة من النصوص الصادرة من السلطة التشريعية في مكان وزمان معين.                                          

للقانون اتصال وثيق بالمجتمع البشري، فهو يتكيف مع متطلبات الجماعة، إذ لا يمكن لأي إنسان أن يعيش في جماعة سواء كانت بسيطة أو      مركبة دون وجود ضوابط أو أحكام تنظم سلوكاته وتفض نزاعاته قبل أن تتطور إلى قواعد قانونية مكتوبة.                                     

يختلف علم تاريخ القانون عن تاريخ القانون الذي هو علم دراسة المبادئ القانونية الناتجة عن تحليل الظواهر القانونية وهدفه معرفة العناصر الثابتة والعامة في الظاهرة القانونية وهو يعتمد على المنهج التاصيلي بينما نجد أن علم تاريخ القانون هو علم وفرع من فروع العلوم الاجتماعية والقانونية، يتضمن دراسة النظم القانونية في مختلف عصورها التاريخية ودراسة تطور الأفكار والمبادئ القانونية في الجماعات الإنسانية        ومعرفة العوامل والظروف الاجتماعية التي أدت إلى ظهور نظم قانونية واقتصادية مختلفة،و يعتمد على المنهج التاريخي.