مادة تعنى بالاصلاح الاداري ومكافحة الفساد في الجزائر

هدف تدريس مقياس الإصلاحات الاقتصادية في الجزائر

ان تدريس "مقياس الإصلاحات الاقتصادية في الجزائر"، يهدف الى معرفة اهم هده الإصلاحات على المستوين: الداخلي (الإصلاحات المؤسساتية) والخارجي (العلاقات الاقتصادية الدولية)، ولا سيما في فترة المرحلة الانتقالية نحو اقتصاد السوق، والتي تعرفها الجزائر مند سنوات التسعينيات الى يومنا الحالي

ا.بن هدي محمد

mbenheddi@yahoo..fr

مادة الاصلاح الاداري وإستراتيجية مكافحة الفساد في الجزائر  د/ بن سادات نصر الدين- ماستر 2 إدارة عامة

   يعتبر موضوع الإصلاح الإداري من المواضيع المهمة والتي شغلت اهتمام الكثير من الباحثين والطلبة من جهة، وشغلت حيزا من اهتمام مفكري الادارة من جهة أخرى، وعلى المستويين العام والخاص، كونه يعد حلا  لابد منه لمواجهة الفساد، ومواجهة المتطلبات الوطنية في ميدان الخدمات.

    إن الفساد بمختلف أنواعه وصوره شكل ولا زال يشكل منذ أمد بعيد وإلى يومنا هذا، أخطر ظاهرة عالمية عرفتها الإنسانية، ولأن درجة الفساد استفحلت في الكثير من الدول ومنها الجزائر، بات من الواجب التطرق إلى موضوع الاصلاح الاداري والنظر في الاستراتيجية المعتمدة لمكافحة الفساد الاداري في الجزائر.


المشروع المهني

انطلاقا من تحديد هذا المفهوم؛ نشير إلى أنه من الصعب تحديد هذا المصطلح؛ فمن الباحثين من

عرفه على أنه التصور الذي يرسمه التلميذ ويحدده؛ ونوع الد ا رسة التي يريد م ا زولتها، ونوع التكوين الذي يريد

أن يستفيد منه؛ وطبيعة المهنة التي يريد ممارستها مستقبلا؛ على أن يتم ذلك التصور مرحليا من خلال

المسار الد ا رسي التكويني.

هو ما يعني على أنه توقع وتطلع مستقبلي ورغبة في تحقيق الذات من خلال تحقيق الفرد لأهدافه؛

شريطة تجسيد هذا التمثل عبر م ا رحل. يرى بوتيني Boutinet أن المشروع المهني هو "توقع فردي أو

جماعي لمستقبل مرغوب فيه". فمن وجهة نظره على أنه تنبؤات مستقبلية مهنية من طرف الفاعل، وليست

مفروضة عليه؛ مما يؤكد على أهمية الرغبة في تحقيقه.

أما بالنسبة ل قيشار Guishard فهو نوع من الاختيار والانتقاء لحقائق ماضية لبناء مهن مستقبلية

لذلك عرفه على أنه " الفعل الذي نريد تحقيقه في المستقبل، وبالتالي فهو نوع من الانتقاء والاختيار لوقائع

ماضية وآنية لخدمة المستقبل ".

وبالتالي فإن قيشار Guishard أشار إلى أن المشروع المهني يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الزمنية

الثلاثة؛ أي الماضي، الحاضر، والمستقبل؛ وبالتالي فهي تساهم في بناء تمثلات حول محددات المشروع

المهني للف رد.

أهمية المشروع المهني: إن التفاعل المستمر للفرد وبيئته قائم حول جوهر متعلق بحاجات بيولوجية

، ونفسية محاولا من خلالها البحث عن إشباعها ضمن بيئته؛ لأن اشباعها ضروري لحفظ توازنه؛ حتى أن

الحاجات التي لا يمكن اشباعها تُحدث لديه قلقا وتوت ا ر؛ تدفعه باستم ا رر للمبادرة على إشباعها.

إن من أهم ما يسعى إليه الفرد لاشباعه وتحقيقه هو المشروع المهني، وذلك بالنظر وذلك لما له من

أهمية قصوى في حياته؛ ومن بين الأهداف التي يحققها بناء المشروع نجد:

- تقدير الذات: والتي للفرد الاحتفاظ للذات الاحتفاظ بالطموح والاحت ا رم؛ والتي تعني له الرغبة في

تحقيق أهدافه وصولا للتفوق والكمال.

- إشباع الحاجات السيكولوجية: والتي لها من الأهمية بالنسبة للفرد؛ ولأن تحقيقها يشعر الفرد

بالسعادة والرضا.

- الحاجة للتفوق: تعني للفرد السيطرة على الأشياء والأشخاص والأفكار وبذل الجهد لكسب

الاستحسان والمركز المحترم.

- الحاجة للشهرة والتقدير: وهو ما يبحث عنه الفرد من خلال مدحه، يؤدي به إلى الاحساس

بالفخر، انطلاقا من عرض مؤهلاته والم ا زيا التي يتمتع بها، والبحث عن التميز.

وبالتالي فإنه لا محالة أن إشباع جميع هاته الحاجات السيكولوجية يؤدي بالفرد إلى تحقيق

الصحة النفسية والطموح أكثر.

معيقات المشروع المهني: من المعيقات التي تعيق تحقيق المشروع المهني نجد:

- المشكلات الد ا رسية: إن من أبرز معيقات تحقيق المشروع المهني في بداية حياة الفرد نجد

المشكلات الد ا رسية؛ المقصود بها التخصص الذي يلجه الفرد في أواخر م ا رحله الد ا رسية؛ حيث

تظهر على إثره مشكلات مهنية؛ حيث أثبتت الد ا رسات أن نسبة كبيرة من الشباب يشعرون

بالقلق إ ا زء المستقبل عندما يواجه بانتهاء الد ا رسة في المرحلة الجامعية، ولعل حدة هذا المشكل

ناتجة عن نظام القبول في التخصصات في المرحلة الجامعية، واعتماد التوجيه الآلي الذي

أصبح عبارة عن توزيع عشوائي.

- المشكلات الاقتصادية والمهنية: يعتبر من العوامل المعيقة لتحقيق المشروع المهني؛ انطلاقا من

غياب مشاريع التنمية الاقتصادية وفرص العمل في ظل التخطيط لمهنة المستقبل؛ لهذا نجد

معاناة الفرد من حيث شعوره بعبء المستقبل والمسئوليات المنتظرة ومتطلباتها. من هنا نجد أن

غياب مشاريع التنمية الاقتصادية والخطط المستقبلية والتي تأخذ في الحسبان تطلعات الأف ا رد

هي إحدى عوامل طمس وضياع طاقات وكفاءات الأف ا رد، التي تنتج البطالة؛ هو أبرزته الكثير

من الد ا رسات التي مفادها أن أبرز مشكلات الطلبة بعد التخرج هو الخ وف من عدم توفر فرص

العمل بعد التخرج.

- المشكلات الاجتماعية: ونعني بها المشكلات الأسرية وما يواجه فيها الفرد في بداية حياته نتيجة

ما تفرزه التباينات في الأفكار بين الأجيال والظروف المعيشية المواجهة من جيل لآخر؛ بمعنى

تغير للظروف المعيشية وما يلحقها من تعقيدات تخلق انعدام تطور الفرد وانعدام القدرة على

الاستقلال المادي؛ كون جيل اليوم أصبح يتميز بالنضج المبكر على المستوى الجنسي، العلائقي

والثقافي، كل هذا بالنظر لعدم وضوح المستقبل المهني.

يرتكز المشروع المدرسي والمهني على مجموعة من العناصر والدعائم الأساسية مثل

الدعائم الفردية ممثلة في القد ا رت العقلية، الميول ، الاتجاهات ، القد ا رت الكامنة )الاستعدادات(،

سمات الشخصية وطبيعة النتائج الد ا رسية للتلميذ، في حين تتمثل الداعئم المدرسية والتربوية في

طبيعة الب ا رمج التعليمية، وكذا أساليب التقييم المستخدمة ومدى مناسبتها في قياس مختلف

جوانب شخصية التلميذ، مثل التقييم الد ا رسي والنفسي والتقييم الاجتماعي والاقتصادي، حيث أن

الجرد الشامل لمختلف جوانب شخصية التلميذ يساعد على تحديد ملامح المشروع المستقبلي،

زيادة على استغلال نتائج ذلك التقييم في عملية المتابعة والارشاد والتوجيه.

نظ ا ر لأهمية تبني مشرع حياتي مستقبلي بالنسبة لكل فرد سواء كان شخصي أو مهني نجد

التوجهات الحديثة في جميع المجالات تؤكد ضرورة تربية اختيا ا رت الفرد في سن مبكرة حتى

يتسنى له اتخاذ ق ا ر ا رت صائبة تتعلق بمستقبله، لذا شكل الاختيار المهني أحد المجالات

الأساسية في علم النفس المهني باعتباره مكملا للجوانب الأخرى التي تهتم بمجال التوجيه

والتدريب والاعداد والتقييم والتي تساهم كلها في عملية إعداد الفرد وتأهيله لعمل ما ونجاحه فيه

ومتابعته باستم ا رر

نستتج أن المشروع المهني يهدف إلى الوصول لعملية الاختيار المهني بما يكفل سعادة الفرد.

مرتك ا زت المشروع المهني: إن النموذج الذي وضعه جاك ليموج limoges1987 للادماج

المهني وسماه ب Trèfle chanceux يرتكز على أربعاد متفاعلة ومتكاملة للنجاح في سيرورة

الادماج المهني وعلى الفرد الأخذ بعين الاعتبار كل بعد من هذه الأبعاد

يتمثل البعد الأول في المحيط الاجتماعي، السياسي والاقتصادي ، أما البعد الثاني فيتضمن

معرفة الذات والبحث في مكوناتها وفهمها من خلال التعرف على ميولات الفرد، قيمه، استعداداته

ومتطلباته، في حين شمل البعد الثالث المكان والحيز، ويُقصد به مجال البحث عن الوظيفة،

وهو مرتبط بالمشروع المهني المثالي القريب من الذات، بينما البعد يهتم أكثر بمختلف الوسائل

منها ط ا رئق البحث عن العمل، كيفية إنجاح عملية الادماج المهني في عالم الشغل مع الأخذ

بعين الاعتبار الأبعاد الثلاث.

وتنقسم المعلومات اللازمة عن المشروع المهني إلى مجالين:

معلومات شخصية خاصة بالفرد: أثناء تقديم المعلومة التي يحتاجها الفرد، يجب م ا رعاة عدة

أبعاد منها بعد شخصي مرتبط بنماذجه هو، أنماطه تصو ا رته ومحاولة مساعدته على تبني

طريقة شخصية خاصة به من خلال إعطائه بعض الأساسيات الضرورية وتحسيسه بأنه

المسئول الوحيد عن اتخاذ ق ا ر ا رت تتعلق بمستقبله وكيفية بناءه، وهذا يُتعلم من خلال سيرورة

التنشئة الاجتماعية وعن طريق بلورة التقاطع بين الفرد والقواعد الاجتماعية.

معلومات مهنية تتعلق أنواع الد ا رسات والمهن: وهي معلومات تساعد الفرد في التعرف على

مختلف أنواع الفروع والد ا رسات وفرص العمل والمهن والشروط والمستلزمات الخاصة بها وسبل

الاعداد لها والالتحاق بها والنجاح فيها، وتتعلق هذه المعلومات بتحليل العمل وتشمل العناصر:

أهمية المهنة ومدى ضرورتها للمجتمع.

طبيعة المهنة ومستلزماتها

الملمح الذي تتطلبه المهنة

الاعداد للمهنة

فرص الترقي والتقدم في المهنة

ويمكن الاستعانة بعدة مصادر وأدوات للحصول على معلومات المهن والحرف المختلفة، ومن

أبرزها نجد:

الاعلانات الخاصة بالوظائف والمهن التي تُنشر في وسائل الاعلام المختلفة كالصحف

والمجلات..

المقابلات الشخصية مع مختلف المهنيين، والمختصين وأهل التجربة والخبرة

الزيا ا رت الشخصية للمكاتب والمصانع، وذك بهدف تتبع أنواع النشاط والعمل في ميدان العمل

نفسه

الموضوع: 5

المشروع في المجال التربوي

ظهرت فكرة المشروع في المجال التربوي من خلال التجارب التربوية الخاصة بالاتجاه الجديد

المسمى بالتربية الحديثة، التي ترتكز على تشريح المادة المدرسة إلى سلسلة من المشاريع الجديدة التي

تتحول إلى طرق وأساليب جديدة في التفكير، وبالتالي أصبح المشروع وسيلة وهدف في نفس الوقت.

نجد أن الباحثين في مجال التربية يركزون على الانتباه لموضوعات اهتمامات التلاميذ أثناء عملية

التعلم ، واعتبروا أن بروز مفهوم المشروع شكل ثورة حقيقية في الحقل التربوي، نتيجة للاهتمام الملاحظ

بالتلميذ وبحوافزه ومساره الد ا رسي.

1 . تربية المشروع: يُنظر لفكرة المشروع على أنها الحل الأمثل للتكفل بالأجيال مستقبلا، التي لها

مشاريع شخصية، يجب أن تبرز من خلال تخصيص وسائل بيداغوجية مختصة ومكيفة من خلال تسطير

برنامج تربوي يسمح بتطوير استعداداتهم، ومعارفهم والتعبير عن رغباتهم واهتماماتهم واختيا ا رتهم المهنية

المناسبة، وكيفية التخطيط للوصول إليها.

إن تربية المشروع تسعى إلى تطوير علاقة المتعلم بمحيطه من خلال التطرق إلى أهدافه ومعارفه،

مما يسمح بوضعه في مركز سيرورة التعلم والتكوين ضمن إطار فردية اكتساب المعارف. كما أن لتربية

المشروع وظائف أساسية ومنها نجد:

وظيفة اقتصادية وانتاجية، تساعد على توفير الوسائل والمساعدات المادية لانجاز مشاريع معينة، -

مع الأخذ بعين الاعتبار للصعوبات الممكنة التي تتطلب الحيطة واليقظة لتسيير الوقت والموارد البشرية

والمالية.

وظيفة تعليمية - Didactique تعمل على دمج معارف وأهداف جديدة للعملية التربوية.

وظيفة سياسية؛ تعمل على تحديد تربية المشروع كهدف تربوي، وليس فقط، بحيث تسعى إلى -

تأمين تكوين الفرد وفق رؤية معينة تجعله مواطنا فعالا مشاركا في الحياة العامة.

وظيفة علاجية؛ تعمل على تجديد اهتمامات التلاميذ بالمدرسة بواسطة إب ا رز أهمية التعلم -

والتكوين.

اهتم ج. فاسيلاف بموضوع تربية المشروع من خلال شرحه الم ا رحل الخاصة بتكوين الأف ا رد والتي

حصرها في:

اكتساب الثقة: وفيها يجب أن يُحظى الفرد بقدر كبير من الاهتمام، آخذين بعين الاعتبار لماضيه

ومستقبله الغير الواضح المعالم والمليء بالمعيقات والصعوبات؛ كأن يصطدم التلميذ بتوجيه مدرسي غير

متوقع، أو كأن يعاني العامل في مؤسسته من إحباطات متتالية، لهذا فإن تحديد منهجية خاصة بتصور

المشاريع مهما ومساعدا على اكتساب الثقة.

العامل الزمني: يهتم هذا العامل بدور التربية في ظهور المشروع الشخصي، كما يُذكر باحتمال

ظهور صعوبات ومخاوف وقلق ضمن عملية التكوين، وهو ما يؤدي بالمتكون أو المتعلم إلى اعتبار عامل

الوقت عاملا مهما يجب التحكم فيه، إذا ما أ ا رد أن يحدد رؤيته المستقبلية من خلال مشروع التكوين.

اتخاذ الق ا رر: يرتبط اتخاذ الق ا رر بمدى اقتناع الفرد باختياره وقدرته على التغلب على الصعوبات

والص ا رعات التي يمكن أن تنجم نتيجة للتردد في اتخاذ الق ا رر، وبالتالي يجب على الفرد أن يتصور أكثر من

است ا رتيجية لكي يستطيع أن يبلغ الهدف الذي سطره لنفسه.

إن حالة القلق التي تصاحب الفرد أثناء اتخاذ ق ا رر معين، تدفعه للتعامل مع هذه المواقف باستخدام

است ا رتيجيات مختلفة لم واجهة الضغوط وبالتالي النجاح في اتخاذ الق ا رر.

الانتقال إلى تنفيذ المشروع: يجد الفرد نفسه أمام وضعية تسمح له بتجريب رؤى جديدة، تؤدي به إلى

البحث، أو تصميم قوانين جديدة تنظم حياته الاجتماعية، انطلاقا من التجارب الحياتية السابقة، وحوصلة هذه

التجارب، بالاضافة إلى الحوافز التي تساعده على تحديد مستقبله من خلال نشاطاته المهنية.

مثلا: نجد المتكون المقبل على مشروع التكوين في م ا ركز التكوين المهني محتاجا إلى تلك الم ا رحل

التي تتجسد في اكتساب الثقة من خلال ضمان مقعد بيداغوجي ضمن هياكل الاستقبال، كما يحتاج إلى

وقت محدد للتفكير وبناء مشروع مستقبلي جديد يعتمد على مشروع التكوين الجديد.

هنا يتضح دور القائمين على التوجيه من خلال المساعدة التي يقدمونها من خلال تحديد المشاريع

التكوينية وتحديد الأهداف، انطلاقا من الاستعدادات والتجارب والكفاءات الخاصة بهم، بالتوازي مع د ا رسة

تمثلاتهم المتعلقة بالتخصص الم ا رد التكوين فيه.

لهذا نجد أن هذه الم ا رحل هي عمليات مساعدة للمتكون على تحديد أهدافه ومكان ومدة تكوينه؛ إذ

تعتبر العوامل الثلاثة ) الهدف، المكان، الزمن( شروطا أساسية لأي مشروع مهني خاص بالمتكون.

المحاضرة 6 :

مشروع التكوين المهني

يتطلب مشروع التكوين المهني من طرف المتكون مجموعة من المها ا رت والمعارف والقد ا رت اللازمة

لأجل مساعدته على تحديد تمثلات مهنية خاصة من جهة، والتفكير في مشروعه من جهة أخرى. يسبق هذا

تجربة د ا رسية ينتهي بها المطاف نحو وجهتين؛ الأولى إخفاق وضورة متابعة المسار الد ا رسي ضمن إطار

آخر للتكوين لغرض تصميم مشروع مهني جديد واقعي، يسمح له بالاندماج مهنيا واجتماعيا، الثانية يتمثل

في عدم القدرة لاعطاء معنى جديد لتجربة تكوين جديدة نتيجة لتدخل عوامل أخرى كتقدير الذات والشعور

بالفعالية الشخصية.

تتضح في هذا الاطار نظرتين

الأولى: سلبية حيث يعتب اللجوء للتكوين المهني نوعا من الفشل والاخفاق، ومتابعة أحد تخصصاته

يبدو خاليا من الأهداف والدوافع، يصل بالمتكون إلى التوقف نظ ا ر لنقص أو انعدام تحفيز وعدم الاحساس

بالفعالية الشخصية، يظهر المشروع المهني لديهم على أنه غير واضح ومبهم، يجعل المتكون يتساءل عن

الهدف من التكوين ومصيره ج ا رء اختياره لتخصص معين؛ وهو ما يفسر لنا عدم نضج مفهوم المشروع، أو

عدم السعي للتحضير لهذا المشروع.

الثانية: ايجابية وواقعية من خلال مقارنة اهتماماتهم مع الوضعيات الجديدة الخاصة بالتكوين

المهني، مما يساعد على اتخاذ ق ا ر ا رت جديدة أو تقديم تنازلات فردية، من خلال الاهتمام بالتخصصات

المهنية وتفعيل اتجاهات ايجابية نحو التكوين المهني الذي يتماشى مع نظام التوجيه القائم على توزيع الأف ا رد

على مختلف التخصصات المهنية من حيث قيمتها وأهميتها.

تكمن الايجابية في كون الوضعية بعد الفشل الد ا رسي؛ هي إنقاذ للمسار الد ا رسي؛ لهذا يتم إعطاءه

اهتمام وأهمية معينة. هو ما يفسر لنا تعريفا محددا للمشروع المهني من طرف الأف ا رد، من خلال توظيفهم

لطاقاتهم وقد ا رتهم، ومدى دعم المحيط الأسري لهم في تحديد اختيار تتخصص مهني معين.

الاندماج مع مشروع التكوين المهني: تتباين وجهات نظر الأف ا رد المقبلين على م ا زولة التكوين

المهني، نجد من ينتهج الأسلوب العقلاني في اتخاذه لق ا رر الدخول في هذا المشروع باختيارهم تخصصات

مهنية جديدة قد لا تتوافق مع طموحاتهم الماضية، وبالتالي فهي بمثابة انقاذ للمسار الد ا رسي، يتميزون

بالتحفيز وايجابيتهم في وصفهم لذواتهم.

نجد فئة أخرى من يتميزون بالطابع السلبي وغياب اتخاذ الق ا رر الذي يرجع إلى الشعور بالضغط

الذي يرجع إلى غياب التحفيز لمتابعة الد ا رسة من ناحية والى الشعور بنقص الفعالية اتجاه الد ا رسة من جهة

أخرى. وبالتالي فهو يلجأ إلى إحدى هذه الوضعيات المتمثلة في:

الالت ا زم: Engagement يختلف مدى الت ا زم بالتكوين من فرد لآخر وفق درجة التحفيز لمتابعة

الد ا رسة، حيث يتجه هذا الالت ا زم إلى درجة التعقيد كلما أدرك الفرد أنه ضمن محيط لا يتماشى مع تطلعاته

المستقبلية. لهذا يعتبر محيط التكوين والظروف الخاصة بالالتحاق بالتكوين المهني عاملان مهمان لفهم

عامل الالت ا زم؛ دون تغاضي العامل الفردي المعني هو الأساس المحدد إما للاستم ا رر أو الانقطاع عن

التكوين بالنظر لحيويته وتطوره.

الانتساب Affiliation : ينحصر في ذلك التحول والانتقال من ثقافة د ا رسية في إطار نظام تربوي إلى

ثقافة د ا رسية تكوينية مهنية متعلقة بالتكوين المهني، وبالتالي فهي مرحلة مهمة للأف ا رد الذين اختاروا متابعة

تكوين مهني خاصة في بداية تكوينهم، تسمح لهم بتجاوز الشعور بالاغت ا رب وتبني محيط جديد يسمح

بالاندماج السريع.

يتضح أيضا لدى المتربصين شعو ا ر بالثقة بالنفس نتيجة لوصفهم بأنهم اتخذوا ق ا ر ا رت صائبة من

خلال صورة الذات الجديدة الخاصة بالتكوين، حيث تلعب هذه الصورة دو ا ر مهما في استيعاب النشاطات

والمهام الجديدة.

الاستم ا رر la continuité : إن حاجة المتكونين إلى قبول واختيار م ا زولة تكوين مهني ا رجع في

بعض الأحيان إلى الرغبة في الد ا رسة والاستم ا رر فيها، بغية الحصول على شهادة لضمان المستقبل، ومن

أجل خفض الضغط الناجم عن الانقطاع عن المسار الد ا رسي، كما أن هذه الاستم ا ررية مرتبطة بمدى قدرة

التلميذ التعامل مع المواقف الجديدة ضمن محيط جديد من خلال التحكم في تفادي الاقصاء من المجتمع،

والحفاظ على مستوى معين من الاتصال بالآخرين، وعدم التفكير بأن التكوين المهني هو مكان للمقصيين

من المسار الد ا رسي العادي ومن المنظومة التربوية ككل.

المحاضرة: 7

علاقة المشروع المهني ببعض المتغي ا رت

يتعلق المشروع بمتغي ا رت عدة، وذلك بالنظر للحاجة لها وبالمواقف التي نهدف إليها من خلال هذا

المشروع، سواء كان شخصيا، د ا رسيا أو مهنيا، ومن بين هذه نجد ما يتعلق ببعض المتغي ا رت ومنها.

وظيفة التوجيه: لقد أصبح الفرد مهما كانت طبيعة المشروع لديه بحاجة إلى التوجيه، انطلاقا من

اعتبا ا رت لها علاقة في رسم السبل المتعلقة بالآفاق المستقبلية، من خلال إعداد وبناء مشروعه المهني.

تنطلق هذه الفكرة من أدبيات ود ا رسات لها علاقة بموضوع التوجيه، التي حددت المنحور التطوري، التي

انطلقت من التطبيقات البيداغوجية كقاعدة أسايسية لهذا المشروع، حيث أصبح الفرد المتعلم مثلا عنص ا ر

نشطا وفعالا في الحقل النفسي خاصة ما تعلق بموضوع التوجيه؛ فقد تجده يبحث عن معلومات ويحاول

الكشف عنها ويضعها وفق ترتيب تبعا لحاجاته واتجاهاته، ويكتسب الخصائص الضرورية لبناء وتحقيق

مشروعه المهني.

إن الوضعية المتبناة في هذه الحالة من طرف المتعلم تنحو نحو التوجيه الايجابي؛ حيث نجد

مجموعة من التطو ا رت النظرية المتعاقبة في ميدان التوجيه والتغير في المهام المسندة للمختص على مستوى

التطبيق، بحيث أصبح المشروع الد ا رسي والمهني هو الهدف البيداغوجي لعمله الميداني. كما أن عملية

التوجيه عرفت عدة م ا رحل متتابعة عبر الزمن، حيث تمت فيها صياغة قوانين من خلال الملاحظات. حيث

يتفق الباحثون إلى أن الاتجاهات النظرية التي عرفها التوجيه يمكن حصرها في تبلور تصورين هما:

المنحى التشخيصي: حيث يقوم الأخصائي بتقييم خصائص الفرد، حيث يوجهه إلى المهنة المناسبة

له؛ والتي تناسب قد ا رته، مع العلم أن العملية تتطلب معرفة دقيقة وشاملة للفرد من جهة ولمختلف المهن من

جهة أخرى؛ أي القيام بتحليل كل من الفرد والعمل؛ حيث يعتمد الأخصائي على تقنيات التحليل كاستخدامه

للاختبا ا رت.

المنحى التربوي: وُجد بالنظر لتطور المعرفة في العديد من التخصصات كعلم النفس المعرفي وعلوم

التربية، من رواد هذا التوجه كارل روجرز (Rogers ;C) حيث تميزت أفكاره في بروز هذا المفهوم؛ حيث

سعى إلى إب ا رز مجموعة من التقنيات الغير الموجهة التي تعطي أهمية كبيرة لحرية واستقلالية الفرد الموجه

من خلال التعبير الذاتي وخلق جو من القبول بينه وبين الأخصائي، مع العلم أن المنحى التربوي يعتمد على

مبدأين؛ يتمثل الأول في التغير المستمر في قد ا رت وميول الفرد، الثاني عدم ثبات متطلبات المهن، بسبب

التطور الذي يعرفه عالم الشغل من حيث التنظيم والهيكلة ، وكذا التوجهات المستعملة والتأهيلات المطلوبةز

تتضح هنا العلاقة )أي التوجيه بالمشروع( كما يوضحه Carré كسيرورة من خلالها يؤسس الفرد

تدريجيا مشروعه المهني المستقبلي الذي على أساسه يعطي معنى لتكوينه، كما تُجند له كل طاقاته وامكاناته

للنجاح.

نستنتج إذن أن التوجيه هو عملية غير آنية وانما سيرورة تمتد عبر الزمن، يصبح الفرد فيها طرفا

نشطا ومسؤولا عن بناء مشروعه المهني.

وظيفة الدافعية: يعتبر (Nutin, 1985) من الرواد الذين أسسو ل "سيكولوجية المشروع في إطار

الدافعية" على أساس أن الفرد يقترح مشاريع ويُحاول تحقيقها، حيث يرى أن هناك بعدين للدافعية؛ يتمثل

الأول في التعديل؛ يعني أن الفرد الذي يسعى لتحقيق هدف معين يعيش دائما حالة من التوتر، نتيجة

الفرق بين بين الوضعية الحالية والهدف الم ا رد تحقيقه، فبمجرد بروز الحاجة تط أ ر تغي ا رت على مستوى

العمليات المعرفية. الثاني: يتمثل في البناء: يعني عندما يُحقق الفرد حالة التوازن، من خلال إشباع

الحاجات المرغوب فيها، تظهر لديه حاجات أخرى، حيث تدفع هذه الحاجات الفرد إلى تحديد أهداف أخرى

لتجاوز الوضعية الحالية.

وبالتالي نجد أن البعد البنائي للسلوك الدافعي يشكل قاعدة السلوك الانساني الذي هو في تطور

مستمر، وحسب Nutin فإن بناء مفهوم الدافعية من خلال العلاقة مع بناء وتحقيق المشاريع يتميز بميزتين:

الأولى؛ الميزة التوجيهية: القصد بها العناصر الموجهة للسلوكات الدافعة المتمثلة في مجموعة

من المواضيع والأهداف التي توجه هذه السلوكات كالمشاريع المهنية. الثانية؛ الميزة الديناميكية

التنشيطية؛ التي نقصد بها العناصر التي تنشط سلوكات الدافعية؛ أي معرفة قيمة النشاط الممنوح من

طرف الفرد لتحقيق مشروع ما؛ فالدافعية كاستعداد عام تدفع الفرد إلى بناء وتحقيق المشاريع، مع العلم أن

الاستعداد يتفاوت عند الأف ا رد.

وظيفة النضج المهني: يتطلب إعداد المشروع المهني توفر خصائص سيكولوجية؛ منها خاصية

النضج المهني الذي يؤدي دو ا ر أساسيا في صياغة المشاريع؛ باعتباره مجموعة من الاتجاهات والمعارف

المكتسبة. يعني النضج حسب Lafon 1969 على أنه الفترة التي يكتمل فيها النمو الفيزيولوجي والنفسي

لدى الفرد؛ أي يصبح ا رشدا، حيث أكد الباحثون أن النضج نهاية لسيرورة نمو تمتد معبر الزمن.

يرى سوبر Super 1957 أنه يمكن تقدير النضج المهني من خلال مقارنته بنسق من الم ا رحل

بحيث يقابل كل مرحلة سلوكات خاصة، ويمكن اعتبار هذه الم ا رحل كمحاولة لترجمة مفهوم الذات إلى مفهوم

مهني.

وظيفة الاختيار: انطلاقا من فهمنا للمشروع{ على أنه وضع أفكار مستقبلية والتخطيط لإنجازها

وتجسيدها في الواقعن وهو منهجية جديدة قائمة على التشارك والتواصل والتخطيط؛ حيث نجد أن الاختيار

من بين مكونات المشروع المهني الاختيار باعتباره سيرورة تتطلب قطع م ا رحل قبل اتخاذ الق ا رر.

تتضح العلاقة؛ أي الاختيار بالمشروع المهني انطلاقا من مجموعة من تعريفاته على أنه الق ا رر الذي

من خلاله تقُبل إمكانية من الامكانيات المتوفرة؛ سواء تعلق بمهنة أو ... مع العلم أنه يتطلب مشاركة كل

جوانب شخصية الفرد. (Sillamy, 1980) ، كما أن الأف ا رد يميلون إلى اختيار المهنة الت تتوافق مع

شخصيتهم (Holland, 1966)

نستنتج إذن توفر خاصية الآنية في تعريف مفهوم الاختيار باعتباره سلوك يصدره الفرد في فترة

معينة من الزمن، م ا رعة لخصائصه السيكولوجية وخصائص المحيط أيضا.

المحاضرة: 8

محددات المشروع المهني

يتأثر تحديد وبناء المشروع المهني بعدة تمثلات؛ منها ما يتعلق بالفرد شخصيا، ومنها ما يتعلق

بالجانب الد ا رسي له، ومنها ما يتعلق بطبيعة وخصائص الأسرة التي ينتمي إليها، وما يتعلق بطبيعة المهنة

التي يريد الالتحاق بها. ومن بين أهم المحددات التي نجدها أكثر تأثي ا ر في بلورة وبناء المشروع المهني للفرد

هي:

محددات شخصية: ومن أهمها نجد:

القد ا رت العقلية: تعد القد ا رت محددا هاما يساعد الفرد في التخطيط ووضع الأهداف يطمح إلى

تحقيقها، فهي التي تضع له إطا ا ر خاصا به يكون من خلاله الفرد قاد ا ر على العمل وفقا له، فهي تحدد لنا ما

لايمكن، فالقد ا رت هي مجموع المها ا رت الاساسية البدنية والعقلية التي يحتاجها الفرد للعمل و امتهان

النشاطات المختلفة.

حيث تتطلب المهن المختلفة مستويات مختلفة من الذكاء، والذكاء؛ كقدرة عقلية يتشكل من قدرة عامة

وقد ا رت خاصة، فإذا تم التعرف على نواحي القوة والقصور في قد ا رت التلاميذ العقلية استطعنا ان نحدد فرص

نجاحه في ميادين معينة اكثر من سواها.

الميول 577 ہ_والاتجاهات: إن الميل هو الاهتمام بأمر معين حيث يقبل الشخص التحدث فيه والإنشغال به

ويصر على م ا زولته، ويبذل فيه الكثير من الجهد برغبة وتشوق، يتميز بالتدرج مع الزمن ويتأثر بالعوامل

المحيطة التي تقويه أو تضعفه، كما أن التعرف على ميول الفرد )الطالب مثلا( تساعدهم على المناقشة مع

الوالدين، وماذا يختاروا من خلال ما سيسلكونه في حياتهم الد ا رسية والمهنية من أجل تحقيق النجاح.

الاستعدادات: إن استكشاف الق ا رت الكامنة لدى الفرد يساعد على تحديد أهم الاستعدادات التي يمكن

تنميتها بالتدريب أو التعلمن وبذلك يتم تعزيز إمكانية التنبؤ بنجاحه المستقبلي في مهنة معينة أكثر من

غيرها.

السمات الشخصية: قد لا يمكن اعتبار نقص أو عدم توفر إمكانية القدرة والاستعداد سببا من أسباب

الفشل أو المواصلة في مهنة ما؛ بقدر ما يرجع إلى مواقفه واتجاهاته نحو ذلك العمل المليئة بالسلبية، ومن

ثمة إلى سوء توافق شخصي، وهو ما يؤدي انعدام رؤية واضحة نحو المشروع المعني انطلاقا من عدم

حضور سمات شخصية دالة على الرغبة.

الدوافع: تتأثر هندسة المشروع المهني للفرد باستعداداته وحاجاته المثارة؛ ذلك أن ميوله واتجاهاته

نحو ممارسة مهنة ما أو التطلع إلى شغل منصب متميز تصبح دافعا إلى التفكير في التخطيط للمشروع

المهني وارسائه إلى أرض الواقع.

مفهوم الذات: تظهر أهمية مفهوم الذات من حيث أنه يُشكل أحد دوافع الفرد الداخلية التي لها تأثير

على اختيارهم الد ا رسي والمهني، وبالتالي فإن إد ا رك الفرد لذاته يساعد في عملية تقويم الفرد من حيث قدرته

على التكيف وثقته بنفسه كما تفيد في التخطيط لمشاريع حياته مهما كان نوعها مهنية كانت أو د ا رسية.

محددات د ا رسية: من المحددات الد ا رسية نجد:

النتائج الد ا رسية: يُعد نجاح الفرد )التلميذ( وتفوقه في بعض المواد الد ا رسية مؤش ا ر من مؤش ا رت

نجاحه في المجال التي يرغب أن يتخصص فيه؛ نظ ا ر للارتباط الوثيق بين مواصفات المهنة أو الوظيفة

المرغوبة أو التخصص المهني بطبيعة المادة أو المواد العلمية التي يدرسها؛ بمعنى سواء كانت ذا طابع

علمي، أدبي أو تكنولوجي؛ يهتدي الأخصائي إلى هذا الأمر انطلاقا من متابعة الفرد )التلميذ( لنتائج د ا رسته

وتحليلها؛ الأمر الذي يمكنه من مساعدته على رسم معالم مشروعه المهني أو الد ا رسي.

اقت ا رح ب ا رمج تدريبية: يتجه الأخصائي هنا إلى محاولة تنمية بعض المها ا رت والاتجاهات لدى الفرد

نحو ميادين معينة؛ يرى فيها دو ا ر مهما ومؤث ا ر على تحديد أهم الاحتياجات الضرورية للنجاح في تلك

المجالات والمهن المستقبلية. ومن خلال هذه الب ا رمج يتمكن من رسم معالم المشروع ولو بشكل جزئي.

التقويم: يسمح التقويم من معرفة طبيعة قد ا رت الفرد، مستوى استعداداته، وطبيعة شخصيته؛ أخذا

بعين الاعتبار لجوانب مهمة كالجانب الد ا رسي والجانب الاقتصادي والاجتماعي؛ ومن ثمة التمكن من معرفة

ميوله واهتماماته ورغباته.

ب ا رمج تربية الاختيا ا رت: جانب مهم في تحديد المشروع المهني على المدى البعيد؛ حيث يعمل تقوية

الجوانب العاطفية نحو مهن محددة ومجالات معينة؛ مما يؤدي به إلى معرفة جيدة لذاته المهنية، تجعله

عنص ا ر مهما في المؤسسة التي سيشتغل بها.

محددات أسرية: من أهمها نجد

خصائص الأسرة من حيث التنشئة الاجتماعية للفرد في مرحلة طفولته؛ انطلاقا من عادات أو قيم -

أسرته؛ أو تأثره بامتهان أحد الأسرة؛ ي ا ره هو على أنه ناجح فيها سواء من حيث الدخل أو النجاح.، حيث

أثبتت الد ا رسات أن العباقرة كانت لهم علاقات دافئة ومكثفة مع آبائهم واخوانهم، مما أثبت دور الأسرة في

التأثير. أكثر من غيرها من المؤسسات الأخرى.، وبالتالي نجد أن للأسرة دو ا ر كبي ا ر في تشجيع الاهتمامات.

مرتبة المهنة من حيث الترقي: وتتمثل في:

الحوافز وامكانية الترقية: حيث أن الحوافز والممي ا زت التي تُحظى بها المهنة في تصور الفرد هي -

التي تقوده نحو اختيار تخصص أو مهنة أو حرفة ما بناء على ما يرى فيها هو من تحيقيق فرص تعود عليه

بالمنفعة )المادية، التطور..( ؛ بمعنى مدى توفر فرص للترقية أو الدخل أو امتيا ا زت. ولهذا فإن تعدد

العروض سواء تخصصات أو مهن ذات أهمية بالغة تمكنه من معرفة عالم الشغل، يحدد امكانياتها فيها.

محاضرة: 9

صعوبات/ مشكلات تحقيق المشروع المهني:

تُصادف الأخصائي القائم على تقديم المساعدة لبلورة مشروع كلا من الفرد )المتعلم؛ المتكون( المهتم

بالمشروع في كل الم ا رحل مجموعة من المعيقات؛ خاصة عندما تتعارض الرغبات مع الامكانيات؛ نلمس

ذلك من خلال الجوانب التالية:

المشكلات الد ا رسية: هي مشكلة تقع على عاتق التلميذ أثناء مرحلة اختياره الفعلي، أو قبل ذلك؛

حيث تمنحه معلومات مسبقة مفادها انعدام الامكانيات العلمية أو التوجهات نحو مجال ما، حيث يجد

الأخصائ هنا نفسه أما إمكانية الوقوع في التوجيه المجبر أو الخاطئ؛ حيث ينجر عن ذلك فشلا في

المستقبل سواء في الحياة الد ا رسية أو المهنية.

لقد أثبتت الد ا رسات أن نسبة كبيرة من الشباب ينتابهم القلق من المستقبل، خاصة عند التسرب

المدرسي، أو عندما يواجه بإحساس فاقد للأمل، يجعله في مفترق الطرق، لا يمكنه الرجوع للو ا رء، ولعل

المشكل هنا يقع في عملية التوجيه القائمة على الآلية دون المعرفة للامكانيات والرغبات الحقيقية الكامنة؛

خاصة عندما أصبح التوجيه قائم على التوزيع العشوائي.

المشكلات الاقتصادية والاجتماعية: تتضح جليا عندما تغيب مشاريع التنمية الاقتصادية وخريطة

فرص العمل، وانعدام العلاقة بين سوق والجامعة، وفي ظل انعدام التخطيط لمهنة المستقبل من طرف الفردن

وبالتالي فالاشكالية هي ثلاثية يتدخل فيها الفرد المنعدم للمشروع في ظل انعدام لتوجيه سليم نحو المجال

الد ا رسي أو المهني المناسب، ثم انعدام العلاقة بين الهيئات المستخدمة وم ا ركز التكوين كالمعاهد

والجامعات..

كل هذه الاختلالات يكون لها انعكاسات وخيمة على الفرد من حيث معاناة على مستويات )نفسية،

اجتماعية...(

يتضح الخلل هنا على مستوى السلطة وينعكس بالسلب عليها من خلال تضييعها لكفاءات، أو

ظهور للبطالة خاصة للشباب المتخرج من الجامعات.

المشكلات الاجتماعية: نعني بها المشكلات الأسرية، وما يواجهه الفرد في بداية حياته من مشكلات

في المحيط؛ بدءا بالأسرة والتباين الحادث ج ا رء التطور التكنولوجي السريع، التي بالظروف إلى التغير وما

ا رفقها من تعقيدات نتجت عنها مشاكل عديدة على مستوى الأسرة الواحدة بالنظر لثقل المسئولية التي

أصبحت تحت عاتقها؛ أو ص ا رع للأجيال نتيجة التعارض النضج أو الوعي لدى الشباب العلائقي والثقافي،

والأهم من ذلك عدم وضوح المستقبل المهني لديهم بالرغم ما يبذلونه من استعداد د ا رسي أو مباد ا رت في

مجلات العمل المختلفة؛ ومرد ذلك انسداد لآفاق التكيف الايجابي مع المجتمع__