خلال الفصل الثاني من هذه السنة سنقسم البرنامج ضمن وحدة التغير الاجتماعي في شكل  فصلين يضمان 10 محاضرات، حيث سنعمل على مواصلة ما تناولناه في الفصل الأول، لاسيما مع آخر نظرية درسناها وهي نظرية ابن خلدون في التعير والتطور الاجتماعي، والتي من خلالها، سنحاول معرفة أهم اشكال التغير والتغيير الذي أحدثه الاحتلال الفرنسي الجزئري إن على مستوى البنى الاجتماعية القبلية والزراعية أو  على المستوى السياسي و الثقافي .

  هذا المقياس موجه لطلبة علم الاجتماع للسنة الثانية السداسي الثاني

هذه المحاضرات، التي أردت من خلالها في هذا السداسي الثاني من "التغير الاجتماعي"، توضيح عمليا وتاريخيا المفاهيم والمصطلحات والنظريات التي تناولناها في السداسي الأول من المقياس، هي ثمرة عمل سبق وأن نشرته في الجزء الأول من كتابي "أنطولوجيا المقاومة الثقافية": الثقافة في مواجهة الاحتلال الفرنسي".منشورات البيت 2013.

تناولنا في هذا السداسي للمقاومة الجزائرية للاحتلال، تتماشى وتكمل ما توصلنا إليه في السداسي الاول، عندما أكملنا برنامجنا الدراسي بالنظرية الخلدونية، وأكدنا وقتها اننا في السداسي الثاني سنتطرق إلى هذه النظرية وباقي النظريات التي درساناها في السداسي الأول الذي كان سداسيا نظريا صرفا، تعرفنا فيه على أهم النظريات والمفاهيم والمصلحات المتلعلقة بالتغير والتحول والتبدل والانتقال والنمو والتطور والتقدم...وباقي المصطلحات في مجال التغير الاجتماعي.

غير أن هذا المدخل النظري، لم يكن بإمكانه أن يفهم إلا ضمن مسار تاريخي أجتماعي لواقع معطى، ارتأينا أن مسرح التغيرات الكبرى التي يمكن أن تطبق عليها محتلف النظريات في التغير الاجتماعي، كل حسب تصروها وظروف نشرأتها وتكطورها، خاصة النزرية الماركسية والخدلودينة التي أفردما لهما حيزا وافرا في السداسي الاول واختتمنا السداسي النظري الاول بالنظرية الخلدونية وقلنا اننا سوف نعود غليها تطبيقيا في السداسي الثاني لما نتطرق إلا أهم التغيرات الاجاماعي والتحولات الكبرة التي أحدثها الاحتلال الفرنسي للجزائر عل كل الصعد.

وعليه، ففي هذا السداسي، ارتأينا أن تكون دروسنا في شكل تطبيق تارخي عملي واقعي على وقاع معطى وهو التاريخ الاجتماعي السياسية الحديث للجزائر تحت الاحتلال وما أحدثه الاستعمار الفرنس من تغيير وتحويل على مستوى البنى والمورفولوجيا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأمة الجزائرية.

 ستكون نظرية ابن خلدون حاضرة معنا في المحاضرات. كما أن النظرية الماركسة ستحضر هي الأخرى في التناول، لاسيما قانون الصراع الطبقي وما تناولنا في المادية الجدلية والتاريخية، وتلو بطريقة غير مباشرة.

اعتمادنا على التاريخ الجزائري سوسيولوجيا، ليس من باب التأريح ولكن من باب دراسة التحولات الكبرى في الجزائر على مستوى القبيلة والنظام الزراعي والمدرسة والتعليم والبنى الثقافية والفكرية.

لهذا وجب التنويه إلى هذا الغرض من هذه الدروس، التي هي كما شرحت تطبيقا لما تناولنا في السداسي الاول من نظريات حول التغير الاجتماعي.