مقدمة

اعتبر الباحث جيمس مارتن في كتابه " معنى القرن الحادي والعشرين" أن «"المشاعات" المستقبلية الاكثر أهمية هي مرافق التعليم على الوسائط الرقمية التي يمكن الوصول إليها في كل مكان، مبررا ذلك بكون المنتجات الرقمية على عكس الكتب الورقية يمكن نسخها وتوزيعها عالميا دون كلفة تقريبا »، وفي نفس هذا السياق ذهب بريجنسكي في حديثه عن الجامعة بينما كانت عليه في المجتمع الصناعي وما أضحت عليه الآن في مجتمع الموجة الثالثة الذي يفضل هو أن يسميه المجتمع التكنوتروني أنها - أي الجامعة- " في المجتمع الصناعي –بالمقارنة مع الأوضاع في القرون الوسطى- هي برج عاجي منعزل، ومخزن للحكمة، التي وإن كانت محترمة لا علاقة لها بالواقع، كما كانت الجامعة لفترة قصيرة من الزمن مصدر الأعضاء البارزين من النخب الاجتماعية المستقرة، أما في المجتمع التكنتروني فإن الجامعة تصبح "فريق تفكير" Think Tank منغمسا بدرجة كبيرة في المجتمع"، ولعل ابرز ما يدل على ذلك انخراط الباحث الأكاديمي في المدونات ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي وتحويله لها لفضاء آخر لتلاقح الأفكار والآراء، فضاء جديد لتداول المعلومات، يدار من المنزل وهذا يحيلنا إلى تنبؤ ألفين توفلر في كتابه الموجة الثالثة في حديثه عن "الكوخ الالكتروني" حين أكد أن تكنولوجيا المستقبل ستزيد من حجم "العمل المنزلي" أين ستهاجر معظم الأعمال من المكاتب إلى المنازل، وقياسا على هذا يمكن القول ان ممارسات البحث العلمي في عصرنا هذا قد هاجرت من الجامعات والمكتبات إلى المنازل وبالتحديد إلى الفضاءات الافتراضية.