في مفهوم الخصوصية
إن الخاص هو نقيض العمومي، وعادة ما يشير إلى الحماية من التحديق والضبط العام، أو إلى الحرمان (privation).
وقد اقترن الخاص النقاش المعاصر بـ "الحياة الخاصة" والتي ارتبطت بدورها بالنقاشات القانونية حول الحق في الخصوصية، فغالبا ما كانت تحيل "الخصوصية" ضمن هذا السياق إلى قيم الحرية والكرامة الشخصية التي تعد تجسيدا لها، ولإدراك عمق مفهوم الحياة الخاصة في السياق القانوني سنستعين بالتعريف الذي حدده القانونيون للـ "الحق في الحياة الخاصة".
إن الحياة الخاصة أو كما يسميها القانونيون "الخصوصية" هي، كما وصفها صامويل وارين ولويس برانديز: «الحق في أن تترك وشأنك »
وقد ترجمت المحكمة العليا للوليات المتحدة الأمريكية هذا التعريف، بشكل عملي، باعتبار الخصوصية حق كل شخص في أن يتخذ بمفرده القرارات المتعلقة بحياته الخاصة دون تدخل أو تطفل خارجيين، كما أكدت أستاذة القانون، أنطوانت روفري، أن حماية الحياة الشخصية ليست حقا أساسيا مثل بقية الحقوق فحسب، بل إنها شرط ضروري لممارسة بقية الحقوق والحريات الأساسية. فالحق في الخصوصية يقوم بالدور الذي يقوم به «نظام المناعة» في نفسية الأشخاص.
فالخصوصية إذن، وكما أوضحت منى الأشقر جبور، «تعني بشكل أساسي المحافظة على سرية أو على الأقل على محدودية انتشار المعلومات التي تسمح بتحديد الشخص ونشاطه ومكان تواجده وعلاقاته الشخصية الامر الذي يمنع التدخل فيما يعتبره أمورا حميمية أو حتى اسرارا يمكن أن تعرض استقراره وسلامته المادية والمعنوية. »
وإذا كانت التعريفات السابقة قد ربطت الخصوصية بفقاعة المعلومات التي لا ينبغي افشائها، نجد أن ريفيرو Rivero قد جعلها مقترنة بفضاء مكاني، حيث عرفها بأنها: «الإطار المخصص لكل وجود بشري، الذي لا يستطيع أحد أن يقحم نفسه فيه بدون رضا أو إرادة صاحبه، فحرية الحياة الخاصة هي الإعتراف لكل فرد بمنطقة نشاط مقصورة عليه وخاصة به بحيث يكون هو سيدها ويحجب الغير عنها. »
أما الجمعية الاستشارية للمجلس الاستشاري الأوروبي فقد أكدت أن ما يعتبر من الحياة الخاصة هو: الحياة العائلية، والحياة داخل منزل الأسرة، وما يتعلق بسلامة الجسم والشرف والاعتبار. وهذا ما يعني «انها حاولت تحديد مفهوم "الحياة الخاصة"؛ أولا ببعد يتعلق بالفضاء المعلوماتي، وبعد آخر يرتبط بالفضاء المكاني وأيضا الفضاء الاجتماعي. »