مقدمة

تمر كل وسيلة اتصال بأربع مراحل قبل أن تستقر في المجتمع وتحظى بقبوله وشرعية وجودها؛ تتميز المرحلة الأولى من هذه المراحل بإثارة اهتمام المجتمع بتلك الوسيلة، أي النظر إليها باعتبارها لعبة- وسيلة تثير الإعجاب وأما المرحلة الثانية فهي مرحلة تعمق اهتمام المجتمع بتلك الوسيلة وبداية توجيهه لبعض الانتقادات إليها، والاستفسارات عن نتائجها وتأثيراتها المتوقعة، وأما المرحلة الثالثة فهي مرحل تجاوز تلك الوسيلة للانتقادات السابقة بسبب التقدم الفنني الذي يطرأ عليها، واكتساب المجتمع معرفة أكثر عمقا بها، وهذه المرحلة يمكن وصفها بأنها بداية الاعتراف بشرعية الوسيلة. وأما المرحلة الرابعة والأخيرة فهي مرحلة الاعتراف بتلك الوسيلة على الأقل لدى عدد كبير من الناس، حيث تنغمس تلك الوسيلة وتصبح جزء من ثقافة العامة، وهذا ما هو عليه الإنترنت اليوم الذي أصبح اليوم يشكل نظاما اتصاليا جديدا يضاف إلى الأنظمة الاتصالية المستقرة في المجتمع، سنحاول في هذه المحاضرة التعرف على الانترنت كمستحدث ونظام اتصالي وإعلامي جديد، وذلك من خلال الوقوف على خصائصه التي تجعله فريدا ومتميزا عن بقية الأنظمة الاتصالية الأخرى.