السمات الاتصالية والإعلامية للإنترنت

يعتبر الإنترنت الشكل الأكثر حداثة وتطورا من أشكال الاتصال الالكتروني الوسيطي الذي لا يتم إلا عن طريق وسيط تتبادل من خلاله أطراف العملية الاتصالية رسالتها الاتصالية؛ فالانترنت تستخدم اليوم كوسيلة إعلامية؛ إذ نجد أن اغلب وسائل الإعلام التقليدية تمتلك موقع على الشبكة للوصول إلى جماهيرها الذين اتجهوا إلى الإنترنت للحصول على معلوماتهم المحدثة باستمرار، اضافة إلى استخدام الشبكة للتواصل بين الأفراد من خلال البريد الإلكتروني، وجماعات الأخبار والمنتديات وغيرها، ومثلما تعتبر الإنترنت وسيلة اتصال جماهيري لها القدرة على نشر الصحيفة أو المجلة أو أي وسيلة إعلامية تقليدية لمحتواها الجماهيري، فهي تستخدم أيضا كوسيلة اتصال شخصي كالهاتف مثلا، فهي وسيلة اتصال جماهيري من حيث القدرة على نشر الصحيفة أو المجلة أو أي وسيلة إعلامية تقليدية لمحتواها الجماهيري، سنحاول في ما يلي إيجاز الخصائص الإعلامية والاتصالية للإنترنت :

  • إن للإنترنت خصائص ومزايا يتمتع بها دون سواه من وسائل الاتصال الوسيطي الإلكتروني الأخرى، إذ قل أن نجد وسيلة اتصالية واحدة مثله تضم خصائص أكثر من وسيلة من وسائل الاتصال؛ فهو يجمع بشكل تكاملي بين خصائص الاتصال الجماهيري ووسائل الاتصال الجمعي وكذلك الشخصي في آن واحد.

  • أما فيما يتعلق بطبيعة الانتاج الثقافي في الإنترنت فهو من طبيعة تختلف عن طبيعة إنتاج مؤسسة الاتصال الجماهيرية له؛ فهو نظام مفتوح نسبيا بين المنتج والمستهلك (المرسل والمستقبل)، لا يتطلب جهدا ضخما من منتجيه كالذي تتطلبه عملية الانتاج في وسائل الاتصال الجماهيرية.

  • وعلى الرغم من هذه الاختلافات بين الانترنت ووسائل الاتصال الجماهيري، يبقى هناك اختلاف هام من نوع آخر بينهما يتعلق بطبيعة التفاعل بين منتجي السلع ومستهلكيها، في وسائل الاتصال الأخرى التغذية الراجعة بينهم وبين هؤلاء المنتجين مقطوعة، وأما في حالة الإنترنت، فالوضع مختلف إلى حد كبير، ففي هذه الحالة هناك علاقة تفاعل وحوار بين منتجي السلع الثقافية (المرسلون)، وبين مستهلكيها (المستقبلون) أي أن هناك تغذية راجعة بين الطرفية تسمح لكل منها التحكم بقدر متساو من السلطة في تقرير تدفق سير العملية الاتصالية بينهم.

    إن هذه الخاصية للإنترنت هي التي تجعل من العملية الاتصالية بين المرسلين والمستقبلين عملية متوازنة من حيث المشاركة في التفاعل والحوار الدائر بينهم من جهة، ومن حيث التحكم بطبيعة مجريات هذا الحوار من جهة أخرى، فلا سلطة لأحد الطرفين في هذه العملية على الآخر أكثر من غيره.

  • ومن الخصائص الأخرى التي يتصف بها الإنترنت وتميزه إلى حد بعيد عن غيره من وسائل الاتصال الأخرى، هي إتاحة الفرصة لمستقبلي السلع الثقافية بكافة أشكالها الاستفادة منها في أي وقت وفي أي مكان يشاؤون؛ وذلك بفضل طبيعة عمل الإنترنت القائمة على تخزين المعلومات والمعارف، وذلك بخلاف السلع الثقافية التي تنتجها مؤسسات الاتصال الجماهيرية المتقيدة بزمان ومكان محددين.