مقدمة
تشير الباحثة الأنثروبولوجية مرغريت ميد إلى أن الفرد في العالم المعاصر أصبح أشبه ما يكون بمهاجر في الزمن مثلما كان أسلافه مهاجرين في المكان، بل إن تواتر الإبداعات التقنية وسرعتها أصبحا أمرا يتعذر استيعابه ومتابعته؛ وقد أفرز هذا التواتر للإبداعات التكنولوجيا فوضى مفاهيمية، حيث برزت العديد من المفاهيم الدالة على هذا العصر وتنوعت؛ فعبر عنه البعض بعصر مجتمع المعلومات، وآخرون بالمجتمع الرقمي، في حين أن زبيغنيو بريجنسكي فعبر عنه بالعصر التكنوتروني، كما نجد أن عالم المستقبليات ألفن توفلر عبر عنه بمجتمع الموجة الثالثة، أما دانيال بيل فعبر عنه بمجتمع ما بعد الصناعي، وكلها مفاهيم جاءت للتعبير عن تغلغل وسيطرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المجتمعات المعاصر.