مفهوم أخلاقيات الإنترنت
في الأصل فإن أخلاقيات الإنترنت قريبة من المبادئ والقواعد الأخلاقية التي تعتمدها وسائل الإعلام التقليدية كان ذلك فيما يتعلق باحترام الخصوصية، التثبت من مصادر الخبر أو قابلية المعلومة للنشر آخذة بعين الاعتبار خصوصيات النشر في المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي؛ ومنه يمكن القول أن أخلاقيات الإنترنت مصطلح يتعلق بالمجتمع المدني وهو عبارة عن مدونة سلوك أخلاقيات مستعملي شبكة الإنترنت من مواقع تواصل اجتماعي، صحافة إلكترونية، مدونون وغيرهم كثر.
وقد قدمت العديد من جمعيات المجتمع المدني في الغرب ومنذ الصعود المتنامي للاتصال الالكتروني مشروع «أخلاقيات الإنترنت» مقترحا يتعلق بالعيش المشترك على الشبكة وخاصة احترام مجموعة من الواجبات ضمن قواعد المسؤولية الاجتماعية.
تقنيا عادة ما تكون أخلاقيات الإنترنت؛ عبارة عن التزام ذاتي، يقترحه المدونون على مدوناتهم الخاصة ويكون عادة بطريقة تشاركية ويمكن تحيينه ومراجعته كلما دعت الضرورة ذلك من قبل كل متصفحي الشبكة.
تبعا لما سيق سابقا فإن أخلاقيات الإنترنت هي عبارة عن مدونة سلوك، ومدونة للعيش المشترك ودعوة للسلوك الأخلاقي المسؤول عند استعمال شبكة الإنترنت، إنها إعلان عن شكل من أشكال التحضر والمدنية في الفضاء الافتراضي. فهي وإن صح التعبير ميثاق أخلاقي ذو مضمون بسيط ومتعارف عليه، ضمن مقاربة بيداغوجية قريبة من الهموم اليومية لمستخدمي شبكة الإنترنت وحاملة لجملة من القيم التي تعبر عن التزام ذاتي بعيدا عن كل أشكال الفرض.
ومن هذا المنطلق فعلى كل مبحر على شبكة الإنترنت أو أي صاحب موقع أو مدونة؛ أن يعتمد أو يحترم ميثاق أخلاقيات الإنترنت، في فعل شبيه بالشكل الجديد من التعديل الذاتي المواطني لمخرجات الشبكة.
ويحيل مصطلح الإنترنت أكثر إلى الأخلاقيات الذاتية والطوعية أكثر من معادلة ميثاق الشرف الكلاسيكية. فاليوم نهتم أكثر بعلاقتنا بالآخرين من زاوية ذاتية شخصية وخاصة انعكاساتها على التوازن البيئي وثقافة الاستهلاك، والمساهمة في نموذج التنمية المستدامة والمتوازنة ودائما بالعودة إلى مرجعية الأخلاقيات. السؤال المطروح اليوم هو كيف يمكن أن نكون مواطنين مسؤولين ؟ كيف يمكن أن نعيش معا؟ كيف يمكن للجيل الجديد من الشباب أن يتمثلوا ويستوعبوا تكنولوجيات الاتصال والإعلام دون المساس بالإخلاقيات؟