مفهوم مجتمع المعلومات

تأكيدا على "المعلومات" كأساس جوهري ضمن هذه المجتمعات؛ يرى مارك بوستر في كتابه "موضة المعلومات: ما بعد البنيوية والسياق الاجتماعي" الصادر سنة 1990« أن موضة المعلومات قد غدت خاصية مميزة لثقافتنا المعاصرة، وضمن نفس السياق وتأكيدا لنفس الفكرة يرى كاستلز أن المجتمعات المتقدمة يشكلها الآن "فضاءات من طوفان المعلومات" أكثر مما يشكلها فضاء فيزيقي، ذلك أن باستطاعة الدول والمنظمات والجماعات الاجتماعية والأفراد أن يتصلوا اتصالا جماعيا أو فرديا وأن يعيدوا تنظيم أنفسهم في شبكات حسب الحاجة طبقا لميولهم ورغباتهم ومدى توافر المعلومات وإتاحتها، » وانطلاقا من مركزية المعلومات ضمن هذا العصر جاءت تسمية "مجتمع المعلومات".

إذن وكما تشير التسمية فإن مفهوم مجتمع المعلومات يستخدم للتعبير عن ذلك المجتمع الذي تعتبر فيه المعلومة الشيء الجوهري والأساسي، الذي تقوم عليه مختلف الأنشطة والميادين، فبعد أن مر الإنسان بمرحلة المجتمع الزراعي، الذي كانت فيه الأراضي والمزارع المصدر الأساسي للثروة والقوة، ثم بمرحلة المجتمع الصناعي الذي يقوم على المعامل والمصانع، التي تتخذ من الموارد الطبيعية من بترول وغاز ومعادن مادتها الأساسية الخام لخلق القيمة المضافة، جاء عصر مجتمع المعلومات الذي لا نقول بأنه لا يعتمد على الزراعة ولصناعة، وإنما تعاظمت فيه أهمية المعرفة والمعلومات المعالجة بشكل كبير، فأصبحت الميادين المتعلقة بصناعة المعلومات تدر أرباحا وتحقق تقدما أكثر من قطاعي الصناعة والزراعة، بل حتى هذين القطاعين قد اصبحا يقومان في معظم الأحيان على المعارف والمعلومات الناتجة عن البحوث والدراسات، بالاضافة إلى كون قطاع صناعة المعلومات يشغل أكبر نسبة من اليد العاملة مقارنة بالقطاعات الأخرى.

ومجتمع المعلومات تبعا لذلك هو المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي، ويعرف أيضا بأنه «المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصورة أساسية على المعلومات وشبكات الاتصال والحواسيب" أي انه يعتمد على ما يسميه البعض "بالتقنية الفكرية" »