مقدمة
إن ميدان تكنولوجيا الإعلام والاتصال يعد من أكثر الميادين تسارعا في التطور، فقد أدى ربط وسائل الاتصال مع وسائل معالجة المعلومات إلى خلق نظام اتصالي مبني على ترابط تكنولوجيا الاتصال وتكنولوجيا المعلومات مما ساهم في إطلاق ثورة اعلامية ومعلوماتية أبرزت إمكانيات عالية في تواصل مع الجمهور وسرعة غير مسبوقة في إيصال الرسائل إلى أي مكان في العالم.
فالعالم اليوم يمر بمرحلة تكنولوجية معلوماتية واتصالية تتسم بسمة أساسية هي المزج بين أكثر من تكنولوجيا تمتلكها أكثر من وسيلة، ويطلق عليها مرحلة الاتصال متعدد الوسائط، التكنولوجيا التفاعلية، وتكنولوجيا الوسائط المهجنة، والتي أفرزت لنا مجتمع المعلومات الذي كان قد تنبأ به عالم المستقبليات ألفن توفلر والذي عبر عنه بمفهوم "مجتمع الموجة الثالثة" وقد ذهب إلى أن أسلوب الحياة في مثل هذه المجتمعات مقام على أسس من مصادر الطاقة المتنوعة والقابلة للتجديد؛ وعلى نهج انتاجي يقضي على معظم خطوط التجميع في المصنع وعلى أسر جديدة لا نووية، وعلى مؤسسة جديدة يمكن تسميتها بـ "الكوخ الالكتروني"، وعلى مدارس ذات بنية مختلفة جذريا، وللحضارة الجديدة رموز سلوكية جديدة.
ولعل خير دليل على صدقية تنبئه هذا هو تلك التعبيرات الجديدة التي دخلت حياتنا بقوة وأقصد هنا؛ الحكومة الالكترونية والتجارة الالكترونية والأعمال الالكترونية والتي أصبحت تتداول في الاستخدام العادي لتعبر عن القيام بالأنشطة السياسية والإدارية والتجارية باستخدام تطبيقات تكنولوجيا الإعلام والاتصال المتطورة بين الشركات بعضها البعض وبين الشركات وعملائها أو بين الشركات والجهات العامة، بغرض رفع كفاءة الأداء وتقليل سلسلة الوسطاء الأخرى؛ سنحاول في هذه المحاضرة الوقوف على ماهية أبرز هذه المعاملات الالكترونية على اختلافها سواء كانت مدنية أو تجارية؛ إذ سنتناول الحكومة الالكترونية فالإدارة الالكترونية، فالعقد الالكتروني، كما سنتناول مفهوم الاقتصادي الرقمي فالتجارة الالكترونية فالبنك الالكترونية.